09-10-2011, 08:53 AM
|
#4
|
|
رد: العجب المفسد للعمل
بوركت الأخت الفاضلة على هكذا مواضيع فيها التذكرة والفائدة
وفي هذا الموضوع أورد لكم أخواني ما ذكره السيد الخميني قدس سره في كتابه الأربعون حديثاً
(( العُجْب: هو عبارة حسب ما ذكره العلماء رضوان الله عليهم عن: «تعظيم العمل الصالح واستكثاره والسرور والابتهاج به، والتغنج والدلال بواسطته، واعتبار الإنسان نفسه غير مقصرٍّ وأما السرور بالعمل مع التواضع والخضوع لله تعالى وشكره على هذا التوفيق وطلب المزيد منه، فإنه ليس بعجب بل هو أمر ممدوح». ينقل المحدّث العظيم مولانا العلامة المجلسي طاب ثراه، عن المحقق الخبير والعالم الكبير الشيخ بهاء الدين العامل رضوان الله عليه[3] أنه قال: «لا ريب في أن من عمل أعمالا صالحة من صيام الأيام، وقيام الليالي، وأمثال ذلك يحصل لنفسه ابتهاج. فإن كان من حيث كونها عطية من الله له، ونعمة منه تعلى عليه، وكان مع ذلك خائفاً من نقصها شفيقاً من زوالها، طالباً من الله الازدياد منها، لم يكن ذلك الابتهاج عُجباً. وإن كان من حيث كونها صفته وقائمة به ومضافة إليه، فاستعظمها وركن إليها ورأي نفسه خارجا عن حدّ التقصير، وصار كأنّه يمن على الله سبحانه بسببها فذلك هو العُجْب».
أقول، وأنا الفقير: إن تفسير العُجب بالصورة التي ذكروها صحيح، ولكن يجب اعتبار العمل أعم من العمل الباطني والظاهري، القلبي والشكلي، وكذلك أعم من العمل القبيح والعمل الحسن. وذلك لأن العُجب مثلما يدخل على أعمال الجوارح، يدخل أيضا على أعمال الجوانح فيفس دها، وكما أن صاحب الفضيلة الحسنة يعجب بخصالة، كذلك يكون ذو العمل الشنيع أيضا، أي أنه يعجب بخصلة، كما صرّح بهذا، الحديث الشريف خصهما بالذكر لأنهما خافيان عن نظر أغلب الناس. وسيأتي ذكرهما إن شاء الله.
ويجب أن تعلم أيضاً أن السرور الخالي من العُجب والذي اعتبروه من الصفات الممدوحة إنما يلاحظ بحسب نوعه، كما سيأتي بيانه في فصل من الفصول اللاحقة.
واعلم أن للعُجب، كما وردت الإشارة إليه في الحديث الشريف، درجات: الدرجة الأولى: العُجْب بالإيمان والمعارف الحقّة، ويقابله العجب بالكفر والشرك والعقائد الباطلة.
الدرجة الثانية: العُجب بالملكات الفاضلة والصفات الحميدة ويقابله العجب بسيئات الأخلاق وباطل الملكات.
الدرجة الثالثة: العُجب بالأعمال الصالحة والأفعال الحسنة ويقابلها العجب بالأعمال القبيحة والأفعال السيئة.))
|
|
|