عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2011, 12:52 PM   #1

 
الصورة الرمزية ابن الصدريين

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 176
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 375

افتراضي خطبة الامام علي ع في ذم الدنيا

[align=center][frame="13 10"]
[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أما بعد فإني أحذركم الدنيا فإنها حلوة خضرة حفت بالشهوات وتحببت بالعاجلة ، وراقت بالقليل ،

وتحلت بالآمال ، وتزينت بالغرور . لا تدوم حبرتها ، ولا تؤمن فجعتها . غرارة ضرارة . حائلة زائلة

نافدة بائدة ، أكالة غوالة . لا تعدو - إذا تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضاء بها - أن تكون

كما قال الله تعالى سبحانه " كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فأصبح هشيما تذروه

الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا " لم يكن امرؤ منها في حبرة إلا أعقبته بعدها عبرة ، ولم يلق

في سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا . ولم تطله فيها ديمة رخاء إلا هتنت عليه مزنة بلاء .

وحرى إذا أصبحت له منتصرة أن تمسي له متنكرة وإن جانب منها اعذوذب واحلولى أمر منها جانب

فأوبى . لا ينال امرؤ من غضارتها رغبا إلا أرهقته من نوائبها تعبا . ولا يمسي منها في جناح أمن

إلا أصبح على قوادم خوف . غرارة غرور ما فيها ، فانية فان من عليها . لا خير في شئ من

أزوادها إلا التقوى . من أقل منها استكثر مما يؤمنه . ومن استكثر منها استكثر مما يوبقه ، وزال

عما قليل عنه . كم من واثق بها فجعته ، وذي طمأنينة إليها قد صرعته . وذي أبهة قد جعلته حقيرا

وذي نخوة قد ردته ذليلا . سلطانها دول ، وعيشها رنق ، وعذبها أجاج وحلوها صبر ، وغذاؤها

سمام ، وأسبابها رمام . حيها بعرض موت . وصحيحها بعرض سقم . ملكها مسلوب ، وعزيزها

مغلوب وموفورها منكوب . وجارها محروب . ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول أعمارا ، وأبقى

آثارا وأبعد آمالا ، وأعد عديدا ، وأكثف جنودا . تعبدوا للدنيا أي تعبد ، وآثروها أي إيثار .

وأنزلوا الاجداث . فلا يدعون ضيفانا . وجعل لهم من الصفيح أجنان ، ومن التراب أكفان ، ومن

الرفات جيران ، فهم جيرة لا يجيبون داعيا ، ولا يمنعون ضيما ، ولا يبالون مندبة . إن جيدوا لم

يفرحوا ، وإن قحطوا لم يقنطوا . جميع وهم آحاد ، وجيرة وهم أبعاد . متدانون لا يتزاورون ،

وقريبون لا يتقاربون . حلماء قد ذهبت أضغانهم ، وجهلاء قد ماتت أحقادهم . لا يخشى فجعهم ، ولا

يرجى دفعهم استبدلوا بظهر الارض بطنا ، وبالسعة ضيقا ، وبالاهل غربة ، وبالنور ظلمة . فجاءوها

كما فارقوها ، حفاة عراة . قد ظعنوا عنها بأعمالهم إلى الحياة الدائمة والدار الباقية ، كما قال

سبحانه " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين " - نهج البلاغة - خطب الامام علي

عليه السلام ج 1 ص 216. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
[/align]
[/frame][/align]

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة ابن الصدريين ; 10-11-2011 الساعة 12:54 PM
ابن الصدريين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس