عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-2011, 08:47 AM   #2

 
الصورة الرمزية اين الموعود

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 238
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : تحت الرايه
االمشاركات : 198

افتراضي رد: علم مابعد الطبيعة (الميتافيزيقيا)..

نواصل البحث:

ب‌- مشكلة المعرفة
لعلم ما بعد الطبيعة من جهة ما هو نمط من أنماط المعرفة والفكر عدة معان.
الأول قولهم: إن موضوع علم ما بعد الطبيعة هو المعرفة المطلقة التي يحصل عليها بالحدس المباشر، لا بالاستدلال والنظر العقلي، قال (هنري برغسون): غرض علم ما بعد الطبيعة الاطلاع على الحقيقة المطلقة، لا على الحقيقة النسبية، والنفوذ إلى أعمال هذه الحقيقة، لا النظر إليها من جوانبها، وإدراكها بالحدس، لا بالتحليل، وفهمها فهماً مجرداً عن كل لفظ، أو إشارة، أو ترجمة، أو تمثيل رمزي، فعلم ما بعد الطبيعة إذن هو العلم الذي يريد أن يستغني عن الرموز
والثاني قولهم إن علم ما بعد الطبيعة هو المعرفة التي يحصل عليها بالعقل من جهة ما هو قادر بنفسه على إدراك حقائق الأشياء، وعلى الإحاطة بالمبادئ الأولى للعلوم المادية والأخلاقية، قال (فرانك) في معجمه: جميع المدارس الفلسفية تعترف بان هنالك علماً أعم وأعلى من سائر العلوم، وهو العلم بالمبادئ التي تستمدُّ منها جميع معارفنا وحدتها وصفتها اليقينية، حتى أن الذين بحثوا في المبادئ في باطن العقل، أو في باطن الفكر الإنساني الذي لا يتغير، اضطروا إلى إطلاق هذه المبادئ على كل موجود، والى عدها تعبيراً دقيقاً عن طبائع الأشياء، أو أساساً مقوماً لجميع الكائنات" (A. Franck, Dictionnaire des sciences philosophiques, V.Métaphysique).
والثالث هو المعنى الذي نجده عند (كانت)، وهو إطلاق اسم ما بعد الطبيعة على جملة المعارف المستمدة من العقل وحده، أعني المعارف القبلية، المؤلفة من المعاني المجردة، والخارجة عن نطاق التجربة، وعن نطاق الزمان والمكان.
والرابع هو القول إن غرض علم ما بعد الطبيعة معرفة الوجود الحقيقي بتحليل التجربة وتركيبها على أكمل وجه، ولا سيما التجربة الداخلية التي هي أساس كل تجربة أخرى. قال (دونان): يجب علينا أن نعرّف علم ما بعد الطبيعة بقولنا: إنه تصور عقلي لشيء يدخل فيه، بقليل أو كثير من الوضوح والتميّز، تصور عقلي لكل شيء.
إن لكل إنسان مذهبه أو مذاهبه، وكل إنسان بمعنى ما فيلسوف، وسواء كان شاعراً بذلك، أو غير شاعر به، والاشتغال بمسائل ما بعد الطبيعة ليس أكثر من الاهتمام بتنسيق الأفكار وتنظيمها، والفرق الوحيد بين الفيلسوف المتافيزيقي والرجل العامي أن تنسيق الأفكار عند الأول أكثر شمولاً، وتعقيدا، ونضجاً مما هو عليه عند الثاني.
(Ch. Dunan, Essais de philosophie générale, Métaphysique, p. 436-436).
والخامس هو قول (اوغست كومت) إن حالة ما بعد الطبيعة حالة فكرية متوسطة بين الحالة اللاهوتية والحالة الوضعية، وتتميز هذه الحالة الفكرية بميل العقل إلى البحث عن حقائق الأشياء، وأصلها، ومصيرها، كما تتميّز بسيطرة المجردات العقلية والتفسيرات اللفظية على التفسيرات الحقيقية.
3- ولعلم ما بعد الطبيعة في مناهج التعليم مدلول خاص، وهو اطلاقه على الموضوعات التي لا تدخل في علم النفس، والمنطق، والأخلاق وغيرها من المواد الفلسفية، وينقسم عند (بول جانه) إلى قسمين، وهما:
أ‌- المتافيزيقيا العامة، أو علم الوجود بما هو موجود، وموضوعه البحث في المبادئ بحثاً مجرداً وعاماً.
ب‌- المتافيزيقا الخاصة التي تبحث في الموجودات، وتنقسم إلى ثلاثة فروع، وهي (1) السيكولوجيا العقلية، أو علم النفس النظري (2) الكوزمولوجيا النظرية، أو فلسفة الطبيعة، ونظرية الكون بوجه عام، وحقيقة المادة (3) اللاهوت العقلي أو الالهيات.
4- وما بعد الطبيعي (Métaphysique (adj)) هو المنسوب إلى ما بعد الطبيعة، ويطلق على البعيد عن المألوف، أو على المجاوز لحدود التجربة، أو على المتعلق بحقائق الأشياء لا بظواهرها، أو على المشتمل على درجة عالية من التجريد والتركيب

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة اين الموعود ; 16-11-2011 الساعة 08:49 AM
اين الموعود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس