هذي المنـازل بالغمـيـم فنـادها
واسكب سخيّ العين بعـد جمادها
إن كان ديـن للـمعالم فـاقـضه
أو مهجة عند الطـلـول ففـادها
ولقد حبست على الديار عـصابة
مضمونة الايـدي الــى أكبادها
حسرى تجاوب بالبكـاء عيـونها
وتـعـطللزفرات في أبرادها
وقفوا بها حتى كـأن مطـيـهم
كانت قوائـمهن من أوتــادهـا
ثم انثنت والدمـع ماء مزادهـا
ولواعج الأشجـان من أزوادهـا
هل تطلبون مـن النواظر بعدكم
شيئاً سوى عبـراتـها وسهادها
لم يبق ذخر للــمدامـع عنكم
كلا ولا عـين جـرى لرقادهـا
شغل الدموع عـن الديار بكاؤنا
لبكاء فاطمــة علـى أولادهـا
لم يخلفوها في الشهيد وقد رأى
دفع الفرات تـذاد عـن ورادهـا
أترى درت أن الحـسين طريدة
لقنا بنـي الطرداء عند ولادهـا
كانت مآتم بالعراق تـعــدّها
أموية بالـشام مـن أعيـادهـا
ماراقبت غضب النبي وقد غدا
زرع النبي مظـنّـة لحصـادها