من ذلك (اعني حين يضطر النساء للدفاع عن مواقف الرجال) موقف الزهراء (سلام الله عليها) (وقدمنا موقف زينب لانه اوضح واشرح) حين اضطر امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام) إلى البقاء في بيته حوالي عشرين عاما. وانما كانت الفرصة الرئيسية والكلمة الشجاعة موجودة للزهراء (سلام الله عليها) والتي كانت شكليا تتخذ صورة المصلحة الشخصية، اعني المطالبة بفدك وموارد فدك وارباح فدك. ولكنها في الحقيقة ذات مصلحة عامة واقعية، وهي المطالبة بامامة زوجها امير المؤمنين (سلام الله عليه) وخلافته وتسنمه منصب الرئاسة الفعلية والقيادة في المجتمع.
وقد ابليت الزهراء في ذلك بلاء حسنا وجاهدت جهادا حقيقيا. وايضا كان خطابها مع اعظم مسؤول في الدولة يومئذ كما عرفنا ذلك في زينب (عليها السلام). فلم تكن تحفل بالشدائد ولا تجبن عند المكاره. وانما تقول له بصراحة: (فدونكها مخطومة مرحولة (يعني ناقة في ابهى حلتها، اي حجتنا في ابهى صحتها) تلقاك يوم حشرك. فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون).(احد خطب الجمعة للسيد الولي المقدس محمد صادق الصدر)