بسم الله الرحمن الرحيم

رحماك سيدي

عشت سنيناً جاهلا ومتبعثر، وتائهاً لا دليل لي ولا مرشد، غائراً في متاهات الدنيا الدنية لا أنيس لي إلا هوى نفسي، وملذاتي المتسافلة هي محركي ، وكأن ما بي ظلام في ظلام.
وفجأة ينشق من بين السحب المظلمة المحيطة بي شعاع من نور الهداية ليطرق قلبي الأسود الحزين ليملئه نوراً وفرحاً وشوقاً لرؤية عالم جديد، عالم يملئ الروح إيماناً وشوقاً للقاء ربً جليل، عالم يرى الطريق بوضوح وهدفه رضا الباري عز وجل.
فكان شعاع النور هذا سيداً عظيماً يتلألأ في السماء، وجبلاً شاهقاً لا تدانيه الرواسي ، وبحراً واسعاً لا تجاريه السفن، وعاصفة مرعبة لا تدانيها الرياح، وماءاً عذباً للمؤمنين ودرعاً منّاع، وناراً حامية على العدى.
أمراً بالمعروف ناهياً عن منكرِ، بأسه شديد وقائد محنك يقود المؤمنين إلى نصر مؤز على النفس الأمارة والجيش المعتدي.
أسس جيشاً للمهدي ناصراً وطالباً للحسين ثأرا، مدافعاً عن المظلوم وللعدل ناشرا وللوحدة طالباً.
تمنيت أن أكون عبداً أخدم بين جنوده لتصيبني قطرة عرق أو ذرة تراب من أقدام جيشه الباسل لعلها تشفع لي عند ربي في يوم محشري وأغسل بها ذنوبي المترامية الكثيرة.