الجمعة السابعة عشر 13 ربيع الاول1419
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
انا الان اقرأ الدعاء واذا انتهيت من اية فقرة فانتم قولوا يا الله.
يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ .. وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الاَْسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى اِرادَتِكَ الاَْشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ .. اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، واَنْتَ الْمَفْزَعُ في المُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بي يا رَبِّ ما قَدْ تَكأَّدَني ثِقْلُهُ، وَاَلَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ اَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ اِلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما اَوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما اَغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ .. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ، وَاْفْتَحْ لي يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَولِكَ، وَاكْسِرْ عَنّي سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَاَنِلْني حُسْنَ النَّظَرِ فيـما شَكَوْتُ، وَاَذِقْني حَلاوَةَ الصُّنْعِ فيـما سَاَلْتُ ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمةً وَفَرجاً هَنيئاً، وَاجْعَلْ لي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً وَلا تَشْغَلْني بِالاِْهتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ، وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ فَقَدْ ضِقْتُ بما نَزَلَ بي يا رَبِّ ذَرْعاً، وامْتَلأتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَليَّ هَمّاً، واَنْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فيهِ، فاَفْعَلْ بي ذلِكَ وَاِنْ لَمْ اَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ.. يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظيمِ، وَذَا الْمَنِّ الْكَريمِ، فَاَنْتَ قادِرٌ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.
اللهم صل على محمد وال محمد بافضل صلواتك واعظم تبريكاتك كافضل ما صليت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
الله سبحانه وتعالى يريد لنا الخير جميعا، وهو خير ولا يريد الا الخير، والمعصومون خير ولا يريدون الا الخير ، والاسلام خير ولا يريد لنا الا الخير، والقران خير ولا يريد لنا الا الخير.
فما هو الخير في حدود المنطوق الذي نتكلم عنه وما هو الشر الذي يقابله؟
في حدود فهمي ان الخير هو طاعة الله عز وجل، لان فيها السعادة والكمال والنور في الدنيا والاخرة. والشر هو عصيان الله عز وجل وعصيان شريعته لانها تؤدي إلى الشقاء والتسافل والظلام والاضمحلال في الدنيا والاخرة.
ونحن نسمي ـ لاحظوا ـ ونحن نسمي كل شخص مطيع لله عز وجل بانه جيد وخيّر وانسان وطيب وهذا صحيح لان هذه الاوصاف جاءت من طاعة الله جل جلاله ونسمي الشخص العاصي لله عز وجل خبيث وقاسي وليس بانسان وليس بجيد وهذا صحيح لان هذه الاوصاف جاءته من عصيان الله سبحانه وتعالى واطاعة نفسه الامارة بالسوء وشيطانه الرجيم.
فان الله تعالى لم يامر بسوء ولم ينه عن خير وانما امر بالخير ونهى عن السوء. فيصبح الفرد المطيع نموذجا ممثلا لكل خير. ويصبح الفرد العاصي نموذجا ممثلا لكل سوء.كما قال تعالى ((ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)).
ومن هنا يمكن النظر إلى مستويين : مستوى المستحبات ومستوى المحرمات. اما على مستوى المستحبات فالمتوقع من كل مؤمن مخلص والمتوقع من اي فرد على الاطلاق ان يكون مؤمنا مخلصا، اي مخلصا لله عز وجل وليس لاحد سواه كائنا من كان على وجه الارض. إذن فالمتوقع من الجميع انه كما ينبغي لهم القيام بالواجبات والارتداع عن المحرمات كذلك ينبغي لهم القيام بالمستحبات والارتداع عن المكروهات حسب الامكان بطبيعة الحال.
الان اسألكم وانا اعتقد انتم عينة المجتمع بدليل تحملكم المصاعب لحضور صلاة الجمعة جزاكم الله خيرا وهذا هو يوم الجمعة وقبل قليل كانت ليلة الجمعة ،وليلة الجمعة اهم ليالي الاسبوع كما ان يوم الجمعة اهم ايامه بل هو يوم مقدس وعيد ديني كبير فتحه الله تعالى لاوليائه واهل طاعته وهو يعود بنعمة الله سبحانه وتعالى كل اسبوع بينما تعود الاعياد الاخرى كل سنة مرة.
فانا اسألكم كم منكم قرا في ليلة الجمعة هذه دعاء كميل ؟ انت ارجع إلى نفسك لتجد الجواب واضحا بينك وبين ربك فان كنت فعلت فاحمد الله على هذه النعمة كما قال تعالى ((الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله)). وان كنت لم تفعل فاعلم انك محروم وغير مرحوم وان من فعل ذلك افضل منك واولى بالثواب وقدّمْ من الان الندامة الى الله عز وجل في الترك والتفريط فانما فرطت بنفسك وثواب اخرتك. والمؤمن في الجنة يقال له اذا كنت فعلت الفعل الفلاني من الطاعات واذا كنت مثلا قرأت دعاء كميل في ليلة الجمعة كان لك مثل هذا القصر او هذه المرتبة ولكنك لم تقرأ فُحِرمت منها او منهما واعطيناها لمن قرأها وفعلها. والله تعالى عادل لا تقصير في عمله وحكمه. فيندم المؤمن في ذلك الحين ويتحسر وهو في الجنة فذلك هو يوم الحسرة والندامة ، وكان يقول بعض اهل المعرفة : ان الحسرة والندامة للمؤمنين لا للفاسقين ولا للكافرين فان اولئك ليس لهم الوقت ولا الشعور بالحسرة من حيث انهم معاقبون بانواع العذاب.
هل صليت صلاة الليل هذه الليلة، قمت قبل الفجر وتهجدت الى الله سبحانه وتعالى ؟ ومنذ كم مدة لم تصل صلاة الليل ولعله طول عمرك لم تصل صلاة الليل ولم تعلم ما هي صلاة الليل وان كان انا اربأ بكم جميعا ان تكونوا على هذه الشاكلة. هل زرت الحسين في ليلة الجمعة هذه عن قرب او عن بعد ؟ فان ليلة الجمعة من مناسبات زيارته (عليه افضل الصلاة والسلام). هل اغتسلت قبل المجيء الى هنا غسل الجمعة او انت عازم على ان تغتسل غسل الجمعة بعد ان ترجع من صلاة الجمعة بناءً على فتواي من صحة ايقاع غسل الجمعة عصرا وان كان على خلاف المشهور انا اقول يجوز ايقاع غسل الجمعة عصرا ويجزي عن الوضوء ايضا ولو كان عصرا .
فالمهم ان الفرد المؤمن يحاسب نفسه على الواجبات والمستحبات وعلى المحرمات والمكروهات فان وجد طاعة حمد الله عليها وان وجد عصيانا استغفر الله منه، وان وجد تقصيرا شحذ الهمة لتلافيه وعدم تكراره في المستقبل. فان الله وطاعة الله موجودة في كل زمان ومكان وفي كل نفس وفي كل نظرة وفي كل خطرة وفي كل كلمة وفي كل علاقة عائلية أو اجتماعية إلى غير ذلك. وما من واقعة صغيرة ولا كبيرة الا ولها حكم وحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة (صلى الله عليه واله).
هذا لو نظرنا الى المستحبات. واما إذا نظرنا إلى الواجبات والمحرمات فالذي افهمه منكم انه ليس احد منكم لا يصلي او لا يصوم او لا يخمس او لا يزكي او لا يقلد والا لما حضرتم الى صلاة الجمعة جزاكم الله خيرا وشعرتم باهمية نصرة المذهب والدين جزاكم الله خير جزاء المحسنين. ولكن تبقى – فد خردوات - لا بد من الالتفات اليها.
اسأل نفسك بينك وبين الله عن بعض المحرمات المحتملة وبعض الواجبات المتروكة هل قمت لصلاة الصبح هذا اليوم ؟وكم هي النسبة التي تصلي بها صلاة الصبح في وقتها أو انك تنام باستمرار عنها ؟ ومن ينام عن صلاة الصبح بطبيعة الحال ينام عن صلاة الليل بطريق اولى ولا يقرأ دعاء الصباح ولا القرآن ولا التضرع والخشوع خلال الفجر بطبيعة الحال فيفوته الفضل كله وليس له بديل الا النوم وهل يصلح النوم ان يكون بديلا عن طاعة الله والخشوع لله وذكر الله والقيام بالواجبات والمستحبات ؟! - عيب هالحجاية الدنيوية السافلة المتدنية - فيكون النوم سيفا من سيوف الشيطان يضرب به الشيطان المؤمنين ويذهب عليهم اخرتهم وفضيلة اعمالهم.
اسأل نفسك كم كذبة تكذب في اليوم ؟ او ان ديدنك وعادتك على الكذب والعياذ بالله او ان عادتك والتزامك على الصدق والحمد لله. وما هي النسبة بين صدقك وكذبك في حياتك ؟ فان وجدت الطاعة والصدق فاحمد الله على حسن هدايته لدينه والتوفيق لما دعا اليه من سبيله. وان وجدت المعصية والذنب والعيوب فبادر إلى التوبة فان التوبة غير قابلة للتأجيل بل واجبة فورا دائما. لان تاجيلها يعني احتمال ان لا تحصل ابدا اما بحصول الموت فلربما الانسان يموت في اي نفس وفي اي يوم وفي اي ليلة وهو ممكن دائما واما بحصول الغفلة أو ان يكون الفرد من التدني وقسوة القلب بحيث لا يكون مستحقا للتوفيق للتوبة.
والفرصة للطاعة موجودة دائما والفرصة للتوبة وباب التوبة مفتوح دائما مادام النفس موجودا فان كنت متدينا فامش في طريق الكمال والله تعالى سريع الرضا واسع الرحمة منان بالعطيات على اهل مملكته، والمهم انك تبادر إلى شحذ الهمة ومعاودة الاخلاص لطاعة الله سبحانه وتعالى.
والضحى * والليل اذا سجى* ما ودعك ربك وما قلى * وللاخرة خير لك من الاولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى * الم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فاغنى * فاما اليتيم فلا تقهر * واما السائل فلا تنهر * واما بنعمة ربك فحدث *
الجمعة السابعة عشر 13 ربيع الاول1419
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ أَسْمائِكَ كُلِّها ماعَلِمْنا مِنْها وَما لانَعْلَمُ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ الأعْظَمِ الكَبِيرِ الاَكْبَرِ الَّذِي مَنْ دَعاكَ بِهِ أَجَبْتَهُ وَمَنْ سَأَلَكَ بِهِ أَعْطَيْتَهُ وَمَنْ اسْتَنْصَرَكَ بِهِ نَصَرْتَهُ وَمَنْ اسْتَغْفَرَكَ بِهِ غَفَرْتَ لَهُ وَمَنْ اسْتَعانَكَ بِهِ أَعَنْتَهُ وَمَنْ اسْتَرْزَقَكَ بِهِ رَزَقْتَهُ وَمَنْ اسْتَغاثَكَ بِهِ أَغَثْتَهُ وَمَنْ اسْتَرْحَمَكَ بِهِ رَحِمْتَهُ وَمَنْ اسْتَجارَكَ بِهِ أَجَرْتَهُ وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ بِهِ كَفَيْتَهُ وَمَنِ اسْتَعْصَمَكَ بِهِ عَصَمْتَهُ وَمَنِ اسْتَنْقَذَكَ بِهِ مِنَ النَّارِ أَنْقَذْتَهُ وَمَنِ اسْتَعْطَفَكَ بِهِ تَعَطَّفْتَ لَهُ وَمَنْ أَمَّلَكَ بِهِ أَعْطَيْتَهُ، الَّذِي اتَّخَذْتَ بِهِ آدَمَ صَفِيّاً وَنُوحاً نَجِيّاً وَإِبْراهِيمَ خَلِيلاً وَمُوسى كَلِيماً وَعِيسى رُوحاً وَمُحَمَّداً حَبِيباً وَعَلِيّاً وَصِيّاً صَلَّى الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ؛ أَنْ تَقْضِيَ لِي حَوائِجِي وَتَعْفُوَ عَمّا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي وَتَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ لِلدُّنْيا وَالآخِرةِ يامُفَرِّجَ هَمِّ المَهْمُومِينَ وَياغِياثَ المَلْهُوفِينَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ يارَبَّ العالَمِينَ وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين الابرار الطاهرين.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
انا في الجمعة السابقة ذكرت فئتين أو طبقتين في المجتمع وانتقدتهم بشدة والانتقادات صحيحة لا اتنازل عنها وما خفي عليك اكثر.
كما انني اتكلم هنا من زاوية قوة لانني لا اطمع بهم ولا باحدهم ولا اخاف منهم ولا اريد اعتذارهم وانما التوبة امام الله سبحانه وتعالى وليس امام سواه كائنا من كان في الارض والسماء الا رب العالمين. وانما اتوخى في ذلك ـ اعطيهم تذكرة التوبة لله سبحانه وتعالى ـ عدة امور اهمها: المصلحة العامة لانهم إذا تابوا تنحسر مظالمهم ونُكفى شرورهم وتزول عن هذا المجتمع المؤمن مصاعبهم، وهي فائدة عظيمة دينية ودنيوية جيدة نتمناها لهم وللمجتمع ايضا. ومنها : انها لمصلحتهم في الدنيا والاخرة - الهم زين حبيبي ، انا امرك بالمعروف وانهاك عن المنكر لمصلحتي او لمصلحتك؟! سبحان الله ـ اما الاخرة فالعقاب العظيم والبلاء الاليم إذا استمروا على طريقتهم هذه سواء السدنة أو السالكين - ماكو فرق - اما دنيويا فلان انتظار الظهور (انتظار الفرج الحقيقي) عجل الله فرج المهدي (سلام الله عليه)، انتظار الفرج صحيح صباحا ومساءً - اذا هاليوم ، باجر، بعد شهر، بعد سنة - ظهر فسوف يستاصلهم عن جديد الارض ولا يغفر لهم توبة ابدا ينسد باب التوبة عند ظهوره. اذن يبادرون لحساب انفسهم ويصفون اعمالهم الجيد من غير الجيد حبيبي لهم جيد ويبيض وجههم امام الله سبحانه وتعالى. مضافا الى انهم اذا يريدون فائدة دنيوية من الجهة الدينية وان كان هذا عمل شرك لكنه اذا كانوا يريدون ذلك، فالتوبة تجعل حسن الظن بهم وحسن السمعة بهم في المجتمع وفي الحوزة وبين المؤمنين بطبيعة الحال.
وانا جربت هذا الاسبوع نحن عشناه فيما بينهم فكل من حصل منه رد فعل معادي فقد برهن على صدق التهمة بالنسبة اليه.
لكن انا رأيت جماعة منهم مرتاحين كأن الكلام ليس معهم. لانه يعلم هو ليس هكذا اذن لماذا يحمل هما، السيد محمد الصدر ما سبّه ولا تكلم عليه انما تكلم على غيره الذي هو (مو خوش آدمي). الذي يقول انه سيد محمد الصدر ما تكلم جيدا اذن هو غير جيد.
فلا ينبغي ان يكون رد الفعل معاديا - لاحظوا - شأنهم في ذلك شأن مشركي قريش حينما حاربوا رسول الله (صلى الله عليه واله) او المسلمين حين ارادوا هدايتهم ورعايتهم وارادوا الخير لهم في الدنيا والاخرة. نحن لا نريد والله تعالى لا يريد طبعا والدين ايضا لا يريد ان يكون لهؤلاء سواء السدنة أو السالكين لهم اسوة بمشركي قريش الذين حاربوا رسول الله (صلى الله عليه واله) وانما المتوقع منهم جميعهم اياً كانوا ان تكون لهم اسوة بمشركي قريش الذي اسلموا واهتدوا ورجعوا إلى الصواب وحسن اسلامهم.
فمن يقول للفاسق انت فاسق وللخاطىء انت خاطىء وللمنحرف انت منحرف انما ذاك ليس لمصلحة المتكلم والا لو كان كذلك لشتمه وسبه وغلط عليه ليس انه ينبهه من نومة الغافلين وافعال المجرمين وانما يريد بذلك تنبيهه وهدايته حتى ان الإمام الحسين عليه السلام وعظ المعسكر المعادي له بمختلف انواع المواعظ ليس للنجاة منهم وهو يعلم انهم قاتلوه وانما لاقامة الحجة عليهم. وقد اثرت هذه المواعظ في البعض القليل جدا منهم وهو الحر (سلام الله عليه) ولربما مع ابنه وخادمه كما في بعض الروايات. ليس هذا فقط بل الحسين عليه السلام بكى على حال اعدائه من حيث انهم سيقومون بمثل هذه الجريمة الشنعاء التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية وربما في تاريخ الكرة الارضية ويتحمسون ويخلصون للظالم وللدنيا وللمتاع الرخيص ويذرون رحمة الله وتعاليم الله وثواب الله تعالى وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون ان هذه حال مبكية ومزرية حقا.
فليس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مظهرا من مظاهر الشتم والعداء لاي واحد من المجتمع، بل هي حب له وشفقة عليه وفي مصلحته صرفا ومحضا.
وباب الله مفتوح دائما ورحمته متوفرة دائما وباب التوبة مفتوح دائما وباب الحوزة مفتوح دائما وباب السيد محمد الصدر مفتوح دائما، ما دمت انا في الحياة وفي المسؤولية. ومادام الإنسان (اي المكلف) في الحياة ونفسه يصعد وينزل فباب التوبة مفتوح امامه وليس عليه الا ان يلتفت الى نفسه وماله ويحاسب نفسه ويثمن اعماله ويسمع ويصغي إلى من امره بالمعروف ونهاه عن المنكر.
فانا من هنا ادعو كلتا الطائفتين الى التوبة وقد لا تكون التوبة سهلة والتوبة ليس معناها العلاقة مع السيد محمد الصدر وان كان هذا هو الاقرب الى نفسي الامارة بالسوء لكنه عقلي لا يريدها. اطيعوا الله فقط اطيعوا الله فقط، اي واحد على وجه الارض يطيع الله فقط.
فاذا بدل السدنة والخدمة تصرفاتهم الخارجة عن تعاليم الدين والتزموا بشريعة سيد المرسلين بالدقة والوضوح وليس بالخديعة والمكر فهذا يكفي جدا لاجل ان يكونوا هم الجيل الامثل والافضل للسدنة والخدمة من اجيالهم السابقة، لا انهم يقولون (( اننا وجدنا اباءنا كذلك يفعلون ، أو لو كان اباؤهم في ضلال مبين)).
وليست توبتهم سهلة فان مثالهم في ذلك مثال من كانت كل امواله وافعاله حراما كبائع الخمر أو المغني أو المحترف السرقة واضرابهم. وكيف يحلل مثل هذا الإنسان ماله وافعاله لانها كلها سرقة من اموال المعصومين واولاد المعصومين والمساجد المقدسة.
وهناك قصة بسيطة : انه مر على عيسى بن مريم (على نبينا وعليه السلام) رجل فقال له اجعلني من اصحابك. فاجابه: اخرج من مالك واتبعني، فاسف لذلك (تأذى وراح)، لانه كان رجلا ثريا متمولا ولا يريد ان يخرج من ماله وان كان فيه صلاح آخرته واتباع نبيه واتباع شريعته واغلب الناس هكذا ما دام هذا السرطان هنا موجود منتهين منه، هو منتهي حبيبي.
وكذلك اهل السلوك ان بدلوا سلوكهم واقوالهم وافعالهم، واقبلوا إلى الطريق الصحيح فاهلا بهم وسهلا ولكن بشرط ان يقيموا الحجة الشرعية الاطمئنانية على ذلك وليس مجرد الكلام والمواعيد : نعم سيدنا انا راح اصير بهذا الشكل وبطلت. اتخدعني ؟! لا، انما تستطيع ان تخدع الله! وحاشا الله المطلع على السرائر والقلوب والظواهر والبواطن والخواص والعوام، سبحان الله ! والا فانا واياهم على طرفي نقيض اقولها من هنا :
اولا: يجب عليهم جميعا ان يتركوا تسليك الاخرين تسليكا كاملا سواء ممن كان في طريق السلوك او الذي لم يسلك بعد، فان الله تعالى ارحم بكل الناس وبهؤلاء من هؤلاء الشيوخ جميعا.
ثانيا: ان يتركوا التعرض للامور الباطنية والعرفانية في كل احاديثهم اطلاقا سواءً في خطبة او في مجتمع او امام افراد عائلته او اي شيء، ويكتموا باطنهم كتمانا تاما الا عن الله سبحانه وتعالى.
ثالثا: ان يمحصوا عقائدهم ويعيدوا النظر فيها فما كان منها حقا اخذوا به وما كان منها باطلا نبذوه. والباطل ـ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ـ، الحمد لله الباطل كثير عندهم، عدد معتد به من عقائدهم مع شديد الاسف.
رابعا: ان يعلنوا ترك هذا الطريق الشائك الباطل ويقيموا الحجة الشرعية الاطمئنانية على تركه وعندئذ سوف اقبلهم والحوزة سوف تقبلهم وكل من فعل ذلك فجزاه الله خيرا ويبقى حسابه على الله وليس على سيد محمد الصدر ، والله تعالى ((يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)) وكذلك في اية اخرى ((ويعفو عن كثير)).
فالتفتوا انتم السالكون وانتم السدنة والخدمة الى مصالحكم الاخروية والى مصلحة المجتمع الدينية الحقيقية ولا تاخذكم في الله لومة لائم ولا تقدموا حب الدنيا على حب الاخرة، وحب العاجل على حب الاجل، وحب الشهرة والمال والسيطرة التي اعمت ابصار الملايين ودفعتهم لقمة سائغة إلى الشيطان والى جهنم وبئس المصير. وانا اجلكم عن ذلك عن هذا الضلال وانتم تعيشون قرب امير المؤمنين وفي ارض النجف الاشرف وفي ارض الكوفة المقدسة وقرب تعاليم دينكم الحنيف في الحوزة الشريفة. انا وكذلك الله تعالى ورسوله والمعصومون نريد منكم ان تكونوا اول المتعظين واول المطيعين وخير المطبقين لتعاليم سيد المرسلين جزاكم الله خير جزاء المحسنين.
بسم الله الرحم الرحيم
الم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي انقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فان مع العسر يسرا * ان مع العسر يسرا * فاذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب * صدق الله العلي العظيم