رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة
الجمعة التاسعة عشر
27 ربيع الثاني 1419 اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
انا سوف اقرأ الدعاء طبعا وكلما انتهيت من فقرة فالرجاء ان تقولوا (لا اله الا الله).
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ رَبِّ أَدْخِلْنِي فِي لُجُّةِ بَحْرِ أَحَدِيَّتِكَ وَطَمْطامِ يَمِّ وَحْدانِيَّتِكَ وَقَوِّنِي بِقُوَّةِ سَطْوَةِ سُلْطانِ فَرْدانِيَّتِكَ حَتَّى أَخْرُجَ إِلى فَضاءِ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَفِي وَجْهي لَمَعاتُ بَرْقِ القُرْبِ مِنْ آثارِ رحِمانيَتِكَ مَهِيباً بِهَيْبَتِكَ عَزِيزاً بِعِنايَتِكَ مُتَجَلِّلاً مُكَرَّماً بِتَعْلِيمِكَ وَتَزْكِيَـتِكَ، وَأَلْبِسْنِي خِلَعَ العِزَّةِ وَالقَبُولِ وَسَهِّلْ لِي مَناهِجَ الوُصْلَةِ وَالوُصُولِ وَتَوِّجْنِي بِتاجِ الكَرامَةِ وَالوَقارِ وَأَلِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَ أحِبَّائِكَ فِي دارِ الدُّنْيا وَدارِ القَرارِ وَارْزُقْنِي مِنْ نُورِ اسْمِكَ هَيْبَةً وَسَطْوَةً تَنْقادُ لِيَ القُلُوبُ وَالأَرْواحُ وَتَخْضَعُ لَدَيَّ النُّفُوسُ وَالأشْباحُ، يامَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقابُ الجَبابِرَةِ وَخَضَعَتْ لَدَيْهِ أَعْناقُ الاكاسِرَةِ لامَلْجَأً وَلامَنْجاً مِنْكَ إِلاّ إِلَيْكَ وَلا إعانَةَ إِلاّ بِكَ وَلا اتِّكاءَ إِلاّ عَلَيْكَ، إدْفَعْ عَنِّي كَيْدَ الحاسِدِينَ وَظُلُماتِ شَرِّ المُعانِدينَ وَارْحَمْنِي تَحْتَ سُرادِقاتِ عَرْشِكَ يا أكْرَمَ الاكْرَمِينَ.
أَيِّدْ ظاهِري فِي تَحْصِيلِ مَراضِيكَ وَنَوِّرْ قَلْبِي وَسِرِّي بِالاطِّلاعِ عَلى مَناهِجِ مَساعِيكَ، إلهِي كَيْفَ أَصْدُرُ عَنْ بابِكَ بِخَيْبَةٍ مِنْكَ وَقَدْ وَرَدْتُهُ عَلى ثِقَةٍ بِكَ ؟ وَكَيْفَ تُؤْيِسُنِي مِنْ عَطائِكَ وَقَدْ أَمَرْتَني بِدُعائِكَ ؟ وَها أَنا مُقْبِلٌ عَلَيْكَ مُلْتَجِيٌء إِلَيْكَ باعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ أعْدائِي كَما باعَدْتَ بَيْنَ أعْدائِي، إخْتَطِفْ أَبْصارَهُمْ عَنِّي بِنُورِ قُدْسِكَ وَجَلالِ مَجْدِكَ إنَّكَ أَنْتَ الله المُعْطِي جَلائِلَ النِّعَمِ المُكَرَّمَةِ لِمَنْ ناجاكَ بِلَطائِفِ رَحْمَتِكَ، ياحَيُّ ياقَيُّومُ ياذا الجَلالِ وَالاكْرامِ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا وَنَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجْمَعينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .
كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
وقع في يدي قبل ايام، وانا اتأمل ماذا ينبغي ان اقول في خطبة صلاة الجمعة ، وقع في يدي كتاب "الاكليل" لابي محمد الحسن اليماني المعروف بابن الحائك الهمداني، وهو كتاب يحتوي اكثره على ما يسميه المؤلف ب"القبوريات"، وهي اخبار وقصص عن قبور قديمة حصل الكشف عنها. وقد الفت نظري احد تلك الاخبار، صفحة 138 من الكتاب يقول فيه .. فيه عبرة اريد ان اعرضها عليكم .. :
روى هشام عن ابيه عن صالح الكلبي عن ابن عباس قال: ذكرنا احاديث القبور في مجلس رسول الله (صلى الله عليه واله)، فانشعبت منا فيه فنون كثيرة فلم يبق فينا احد الا حدّث حديثا. فاقبل رجل من جهينة، فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه واله)، قال: اتانا من يُحدّث فيحسن. فلما جاء سلم ثم جلس، فقال: افيكم رسول الله (صلى الله عليه واله) .. ما يعرفه كاعد ويه الناس كأحدهم .. وفي رواية اخرى يدخل الداخل يقول: من منكم محمد؟ .. هيج هاذهو تكبر بعد ماكو يلبس كما يلبس الاخرون، ويتكلم كما يتكلم الاخرون، ويمشي كما يمشي الاخرون، على كل حال .. فلما جاء سلم ثم جلس، فقال: افيكم رسول الله؟ قلنا نعم ها هو ذا، فقام اليه مسرعا فقبّل يده، فقبضها عنه رسول الله (صلى الله عليه واله)، ثم قال: .. لاحظوا ماذا قال .. (ان هذه حمقة من حمقات الاعاجم) .. ربما الاكاسرة أو القياصرة أو المتنفذين منهم، كانوا يفعلون هذا الفعل، وطبعا تعلمون ان كل غير عربي فهو اعجمي، وليس المقصود امة او لغة معينة).. ان هذه حمقة من حمقات الاعاجم كانوا يستطيلون على الناس بتجبرهم، فاذا جلسوا في مجالسهم، ودخل عليهم منْ دونهم، تملقهم بمثل هذا، ليستجلب به رأفتهم، وان تحية الاسلام المصافحة. فقال: يارسول الله اني اتيتك من بين ظهراني قومٍ حرشتهم الجاهلية فقست قلوبهم، ومرنت على التكذيب خلودهم، واني احب الاسلام فاتيتك فيه راغبا، فاشرع لي اعلامه لأودي فرائضه التي عليّ .. الى اخر الخبر.
المهم محل الشاهد تقبيل اليد، التي رسول الله (صلى الله عليه واله) في هذه الحادثة سحبها من هذا الرجل، ولم يقدمها لتقبيل يده.
وفي الوسائل ابواب احكام العِشرة، عن علي بن مزيد صاحب السابري، قال: دخلت على ابي عبد الله(عليه السلام) فتناولت يده فقبلتها، فقال: (اما انها .. اي التقبيل .. اما انها لاتصلح الا لنبي او وصي نبي).
وحسب فهمي، فان السر في ذلك هو ان تقبيل اليد، يكون بالنسبة الى من تُقبّل يده .. من تبوس ايد واحد يكون بالنسبة اليه نحوا من التكبر والانانية، والشعور بالاهمية بالنفس الامارة بالسوء، وشكل من اشكال الاستعلاء بالباطل، وعلى غير الحق، وفي يوم القيامة يحشر الفرد ويسأل لماذا قدمت يدك للتقبيل؟ فماذا يجيب؟ مع ان حبال الدنيا يومئذ كلها متقطعة، هل يقول كان ذلك طلبا للدنيا، او للشهرة، او للمال، او للتعارف الاجتماعي، او للتكبر؟ طبعا كل ذلك منقطع في يوم القيامة، ولا يقبله الله سبحانه وتعالى.
ومن هنا ورد كما سمعنا، (انها لاتكون الا لنبي او وصي نبي) اي للمعصومين بالذات، او واجبي العصمة، عليهم افضل الصلاة والسلام. وهم الانبياء والاولياء عليهم السلام، لان نفوسهم ليست امارة بالسوء، لانهم معصومون. اما انا وامثالي، من ذوي النفوس الضعيفة، والقلوب المخلوطة، فهي مؤثرة لامحالة، ( تقبيل اليد طبعا ) مؤثرة لامحالة تاثيرا دنيويا متسافلا، حتى وان كان قَصَد الطرف الاخر المُقبِل قصدا حسنا وبنية حسنة، الا ان فيه جانبا سيئا ايضا حتى على الاخر، لان الفرد الذى تُقبّل يده اذا تورط امام الله سبحانه، فان الذى ورطه .. من هو الذي ورطه ؟ انما هو هذا الذي قبل يده، فهو يضره في الاخرة، يصير واسطة على ان يضره (هذا الذي قبّل يده) في الاخرة ، فيكون هو متورطا ايضا. لانه يضر المؤمن من هذه الجهة.
وليس في الاخبار استحباب تقبيل اليد، ولا خبر واحد فضلا عن الكثير. واتحدى اي شخص، ياتي بما يدل على الاستحباب. بل ان نفس الرواية السابقة، بل كلتا الروايتين السابقتين، تدل على مرجوحيته لغير المعصومين بالذات، لانه يقول : (اما انها لاتصلح الا لنبي او وصي نبي)، يعني اذا لم يكن الفرد هكذا ، لم يكن الفرد معصوما بالذات ، فلا يصلح له تقبيل اليد. وامارة ذلك .. سبحان الله بيني وبينك علامة ، ليس بيني وانما بينك وبين الله علامة وهو انه شوفه هل يغضب اذا لم تقبل يده ؟ او انه يطلب بلسان الحال ان تقبل يده ؟
فماذا يكون حاله امام السميع العليم القاهر القادر جل جلاله؟ ويكفينا الخبر الذي بداتُ به هذه الخطبة، للدلالة على الكراهة، انها حمقة من حمقات الاعاجم، وطلب من اساليب طلب الدنيا، لا اكثر ولا اقل خوفا منه تُقبل يده حتى تتجفى شره، وتنال خيره، لا اكثر من ذلك. وانما كان تقبيل اليد اسلوبا من اساليب المجاملة، والتقرب إلى السلاطين والمسيطرين، لكسب المنفعة الدنيوية منهم لا اكثر، ولذا يعبر عنها النبي (صلى الله عليه واله) في الرواية (انها حمقة من حمقات الاعاجم) وانما هي من عمل الشيطان، وعمل الدنيا، وعمل النفس الامارة بالسوء، الحماقة ما هي الا امثال ذلك ؟ ولو كانت مستحبة لما وصفها النبي (صلى الله عليه واله) بمثل هذه الصفة. والرواية، وان كانت ضعيفة، الا انها تامة بأدلة التسامح بأدلة السنن. وهي قاعدة صحيحة يستعملها الفقهاء لتتميم كثير من المستحبات والمكروهات المروية بالروايات الضعيفة.
والمسالة ليست خاصة بالحوزة كما ربما الان في خاطركم ، لا، بل لعل كل وجهاء الناس، واصحاب السطوة والنفوذ في المجتمع، تقبل ايديهم ، كرؤساء العشائر، والمتقدمين في السن، وغيرهم، ومثلا رب الاسرة ، وهكذا. فالخطاب لهم جميعا، ومن جميعهم يكون ذلك قبيحا امام الله وامام رسوله (صلى الله عليه واله). زين
ولكن تعالوا بنا الى المصافحة، التي هي الادب الرئيسي من اداب الله، واداب الاسلام عند لقاء المؤمنين، وليس هو تقبيل اليد بطبيعة الحال. ففي الوسائل اخبار تكاد ان تكون متواترة بذلك.
فعن ابي عبيدة، قال: سمعت ابا جعفر الباقر سلام الله عليه، يقول: (اذا التقى المؤمنان فتصافحا، اقبل الله بوجهه عليهما وتحاتت (اي تساقطت) الذنوب عن وجوههما حتى يتفرقا). وفي رواية اخرى: (وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر).
وعن يونس عن رفاعة، قال: سمعته يقول: (مصافحة المؤمن افضل من مصافحة الملائكة). وعن السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (تصافحوا فانها تذهب بالسخيمة).
وعن ابي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (اذا لقي احدكم اخاه فليسلم عليه وليصافحه، فان الله عز وجل اكرَمَ بذلك الملائكة، فاصنعوا صنع الملائكة).
وفي حديث اخر عن ابي عبد الله، قال: (انتم في تصافحكم في مثل اجور المجاهدين). وعن ابي عبيدة الحذاء، قال: قال ابو جعفر الباقر (سلام الله عليه): (ان المؤمن اذا صافح المؤمن تفرقا من غير ذنب).
صلوا على محمد وآل محمد
وعن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (اذا تلاقيتم، فتلاقوا بالتسليم والتصافح، واذا تفرقتم، فتفرقوا بالاستغفار). والاخبار في ذلك متظافرة ومتواترة.
والنتيجة ، ان المؤمنين اذا تلاقيا وتصافحا، فقد عملا المستحب والادب الاسلامي الذي يرضي الله ورسوله والمعصومين، وافترقا من غير ذنب. واما اذا حصل تقبيل اليد فقد افترقا بذنب. اما من مد يده فعليه الوزر والمسؤولية. واما الاخر فعليه مسؤولية توريط صاحبه بالذنب.
يبقى شيء واحد اؤجله الى الجمعة الاتية، اذا بقيت الحياة، وهو انك تسأل وكثيرون يسالون بهذا الصدد، ان تقبيل اليد اكرام لذرية رسول الله (صلى الله عليه واله)، فهذا ما سوف اجيبه في الجمعة الاتية اذا بقيت الحياة، واذا لم تبق الحياة فاسالكم الفاتحة والدعاء.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ
صدق الله العلي العظيم
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
لَكَ الْمحْمِدَةُ أنْ اَطَعْتُكَ، وَلَكَ الْحُجَّةُ أنْ عَصَيْتُكَ، لا صُنْعَ لي وَلا لِغَيْري في اِحْسان إِلاّ بِكَ، ياكائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيْيء ، وَيا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْيء ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْيء قَديرٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَديلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَرْجِعِ فِي الْقُبُورِ، وَمِنَ النَّدامَةِ يَوْمَ الاْزِفَةِ، فَاَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، واَنْ تَجْعَلَ عَيْشي عَيْشَةً نَقِيَّةً وَميتَتي ميتَةً سَوِيَّةً، وَمُنْقَلَبي مُنْقَلَباً كَريماً، غَيْرَ مُخْز وَلا فاضِح، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْئِمَّةَ، يَنابيعِ الْحِكْمَةِ وَاُولِى النِّعْمَةِ وَمَعادِنِ الْعِصْمَةِ، وَاْعصِمْني بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوء، وَلا تَأخُذْني عَلى غِرَّة، وَلا عَلى غَفْلَة، وَلا تَجْعَلْ عَواقِبَ اَعْمالي حَسْرةً، وَارْضَ عَنّي فَاِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظّالِمينَ، وَاَنَا مِنَ الظّالِمينَ اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي ما لا يَضُرُّكَ، واَعْطِني ما لا يَنْقُصُكَ، فَاِنَّكَ الْوسيعُ رَحْمَتُهُ، الْبدَيعُ حِكْمَتُهُ، وَاَعْطِني السَّعَةَ وَالدِّعَةَ، والاْمْنَ وَالصِّحَّةَ، وَالْبُخُوعَ وَالْقُنُوعَ، وَالشُّكْرَ وَالْمُعافاةَ، والتَّقْوى وَالصَّبْرَ، وَالصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلى اَوْلِيائِكَ، وَالْيُسْرَ وَالشُّكْرَ، وَاَعْمِمْ بِذلِكَ يا رَبِّ اَهْلي وَوَلَدي وَاِخْواني فيكَ وَمَنْ اَحْبَبْتُ وَاَحَبَّني، وَوَلَدْتُ وَوَلَدَني مِنَ الْمُسْلِمينَ وَالْمُؤْمِنينَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لا تَنْفَدُ خَزائِنُهُ، وَلا يَخافُ آمِنُهُ، رَبِّ اِنِ ارْتَكَبْتُ الْمَعاصِيَ فَذلِكَ ثِقَةٌ مِنّي بِكَرَمِكَ اِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ، وَتَعْفُو عَنْ سَيِّئاتِهِمْ، وَتَغْفِرُ الزَّلَلَ، وَاِنَّكَ مُجيبٌ لِداعيكَ وَمِنْهُ قَريبٌ، وَاَنَا تائِبٌ اِلَيْكَ مِنَ الْخَطايا، وَراغِبٌ اِلَيْكَ في تَوْفيرِ حَظّي مِنَ الْعَطايا، يا خالِقَ الْبَرايا، يا مُنْقِذي مِنْ كُلِّ شَديدَة، يا مُجيري مِنْ كُلِّ مَحْذُور، وَفِّرْ عَلَيَّ السُّرُورَ، وَاكْفِني شَرَّ عَواقِبِ الاْمُورِ، فَاَنْك اللهُ عَلى نَعْمائِكَ وَجَزيلِ عَطائِكَ مَشْكُورٌ وَلِكُلِّ خَيْر مَذْخُورٌ .
وصلى الله على سيدنا ونبينا خير الاولين والاخرين، وخير الخلق اجمعين، وعلى اله الطيبين الطاهرين، افضل واحسن واكمل واجزل وازكى وانمى وافضل، ما صلى على احد من انبيائه ورسله ومن الخلق اجمعين، انه على كل شيء قدير.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
ومن الامور السائرة والمشهورة جدا في الحوزة الشريفة وغيرها نداء المؤمن بضمير الجمع، يقول له: (جئتم، وقلتم، وذهبتم)، ولايجوز في نظره مخاطبته بضمير المفرد. لاحظ ، مع اننا نخاطب الله بضمير المفرد ! كقوله في بعض الادعية: (اللهم انك قلت في كتابك المنزل). وفي القران الكريم، لعلي لا احفظ الاية: ((تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب )). ونخاطب المعصومين عليهم السلام، بضمير المفرد، كقوله في بعض الزيارات: (اني اشهد انك تسمع سلامي وترد جوابي). فهل كان هؤلاء المؤمنين اعظم شأنا من الله ورسوله ؟! الا حسب دعاوى النفس الامارة بالسوء، وطلب الدنيا والشهرة.
واصبح هذا راسخا، حتى اصبحت اللغة الفارسية يعيدون فيها ضمير المخاطب وضمير الغائب جمعا، يقول (هم قالوا، وهم ذهبوا) ونحو ذلك ، يقصد الواحد بطبيعة الحال. وهذا ايضا من المؤسف بطبيعة الحال. شانه في ذلك شان تقبيل اليد. واما اذا غضب الفرد لعدم تقبيل يده، او لاجل عدم مخاطبته بالجمع، بل مخاطبته بالضمير المفرد. فاعلم انه خارج من رحمة الله، وداخل في غضب الله. وقد رووا في ذلك رواية تقول: (ان المؤمن بجماعة)، فكانه اذاً يجب اعادة الضمير اليه، (ضمير جماعة)، او (ضمير الجمع)، وهذه الرواية لاوجود لها اطلاقا، ولو كانت موجودة فهي مرسلة وضعيفة السند وليست بحجة. ولو تنزلنا وقبلناها امكن ان نفهم منها معنى اخر غير اعادة ضمير الجمع، ولا ربط لها بذلك اصلا، وهو التركيز .. لاحظوا هذا مهم جدا .. وهو التركيزعلى اهمية المؤمن، ومدى ارتفاع شأنه عند الله، ومدى تاثيره في المجتمع، فان تاثيره كتاثير الجماعة كما يعبرون (واحدٌ كألف) و كما يعبرون عن واحد انه كفرقة كاملة في الجيش بكامل اسلحتها. والمؤمن المخلص الشجاع كذلك بطبيعة الحال..
صلوا على محمد وال محمد
مرة ثانية رجاءا
مرة ثالثة رجاءا
مرة رابعة رجاءا
مرة خامسة رجاءا
وهذا لايعني انه ليس فردا واحد إذا كان مهما جدا ، صحيح ولكنه لا يعني انه ليس فردا واحداً بحيث يجب في اللغة ان تعيد الضمير اليه مفردا، ومن الغلط في اللغة اعادة الضمير اليه جمعا. بل الوارد في الروايات، ايضا لاحظوا هذا لا يخلو من الاهمية هُو اختصاص الضمير بالمفرد وعدم امكان ارجاعه إليه جمعا. ففي الحديث عن منصور بن حازم عن ابي عبد الله الإمام الصادق (سلام الله عليه)، قال: (ثلاثة ترد عليهم رد الجماعة، وان كان واحدا. عند العطاس تقول يرحمكم الله، وان لم يكن معه غيره. والرجل ليسلم على الرجل فيقول السلام عليكم. والرجل يدعو للرجل يقول عافاكم الله وان كان واحدا، فانَّ معه غيره). وهذه واضحة بالحصر في هذه الموارد الثلاثة ،معناه انه في غير هذه الموارد الثلاثة ممنوع ، مرجوح، ليس من الادب الاسلامي.. هاذهو انتهينا .. فان قلنا باستحبابها ( باستحباب هذه الموارد). فلا دليل على الاستحباب في غيرها، مضافا إلى انها لاتدل على الاستحباب حتى في هذه الموارد. لإمكان ان الامام عليه السلام هنا يريد ان يرفع هذه الغرابة في اعادة الضمير جمعا الى المفرد في هذه الموارد. وهذا الاسلوب هنا اسلوب عرفي، وليس اسلوباً خاصاً بالشرع، فيريد الامام (عليه السلام) ان يرفع الغرابة عن هذا الاسلوب العرفي، مضافا إلى ان الامام (عليه السلام) يحاول ان يصحح هذه الاستعمالات الثلاثة، يقول: (فانَّ معه غيره)، يعني من الملائكة .. انت ما وياك ملائكة؟ انا اقول نعم معك ملائكة، وكل فرد منا معه ملائكة بنص القران الكريم: السائق، والشهيد، والرقيب العتيد، والحافظ، والولي. ((نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا والاخرة)). اذن فهذه الاستعمالات ليست غلطا، لإنها فعلا موجهة لمجموعة أي للمؤمن وملائكته.
وهذا لايصحح اعادة الضمير دائما في الجمع، لا لا ، لأن عافاكم الله، والسلام عليكم، دعاء للمؤمن وللملائكة. واما قولنا ذهبتم، وقلتم، ونحو ذلك يكون غلطاً ، لأن الفرد قال ولم تقل الملائكة شيئاً، والفرد ذهب ولم تذهب الملائكة، والفرد نام والملائكة لاتنام، والفرد اكل الطعام والملائكة لاتأكل الطعام. تقول له نمتم واكلتم ليست الملائكة قد فعلت! إذن يكون كذبا حبيبي. زين
الخطوة الاخرى التي لا تخلو من الاهمية: ومن العيوب المستحكِمة في داخل الحوزة وفي خـارجها، الجـلسة الشريفة في المجـلس، أو مـا يسمى بـ(صـدر الـمجلس)، فانه يُقصد من قبل الـكثيرين حتى يـكون فيه ضـيق شـديد علـى الجالسين، ومـع ذلـك يقولـون للـداخلين: يسع، يسع. صلوا على محمد وال محمد ، في حين انه يدل ايضا كسوابقه على الانانية والتكبر وتركيز الذات المرجوح اخلاقيـا والـممقوت امـام الله سبحانه وتعـالى. اليس رسول الله اسوة لنا ؟! الان سمعنا شنو شكال ؟ (مـن هـُو منكم محمد؟). سـبحان الله، لـو جان كاعد بالصدر جان سأل هذا السؤال ؟!، احنه غُفْلة ؟!. اليس رسول الله (صلى الله عليه واله) اسوة لنا، وكذلك قادتنا وسادتنا المعصومون ؟ اذن فلنسمع الروايات عنهم وعن تواضعهم، فان كانوا اسوة لنا إذن وجب علينا التواضع، وترك العادات التي تركز التكبر والانانية. ومن الواضح انه كلما صعد الفرد في درجات الايمان، قل تكبره، وزاد تواضعه، حتى يصل إلى درجة لايرى لذاته أية اهمية واي وجود. وإنما تحصل مثل هذه العادات نتيجة لنقاط الضعف التي يريد الفرد ان يغطيها ويسترها من نفسه، وهو يعلم ان ذاته الحقيقية ما هي ؟ وما فيها من قصور وتقصير ؟ كما قال الله تعالى ((بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره))، يشيلك ويحطك كذا وكذا وهو كاذب في كل ما قال. صلوا على محمد وال محمد.
واما الاخبار فعن ابي سليمان الزاهد عن ابي عبد الله الصادق (سلام الله عليه)، قال: .. شوفوا .. (من رضي بدون الشرف من المجلس .. اعيدها لو لا ؟ .. من رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل الله وملائكته يصلون عليه حتى يقوم) وهي نص بالاستحباب الاكيد للرضا بدون الشرف من المجلس ـ ومن ذا الذي لايطمع بصلاة الله تعالى عليه وملائكته ـ وضعف سندها مجبور بادلة التسامح بادلة السنن، وهي صحيحة (هذه القاعدة) من هذه الناحية واجماعية.
وعن عبد الله ابن المغيرة عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا دخل منزلاً قعد في ادنى المجلس إليه حين يدخل).. ادنى المجلس قريب الباب ما يروح يقصد هناك في الكذا والكذا ..
وعن هارون بن خارجة عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (ان من التواضع ان يجلس الرجل دون شرفه). اقول ومن الواضح ان التواضع ليس للناس بل لله، ومن هنا ورد (من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر على الله اذله الله).
صلوا على محمد وال محمد
وعن علي بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني – وهي معتبرة سنداً في المشهور وانا اؤيد هذا المشهور- عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: (من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس) أي دون المجلس الذي يناسبك .. زين .. (وان تسلم على من تلقى) كائنا من كان، مو انه أنا مثل ذلك الي يكول: ما املطخ شواربي من دم الارنب.. لا ، تواضع له وسلم عليه قربة للعزيز الحكيم .. هاذهو .. مو تكول انه ينبغي ان اسلم على فد واحد كشخة، اما الفقير والمتدني لا اسلم عليه. اذن انت خارج من رحمة الله وداخل في غضب الله.
صلوا على محمد وال محمد
(من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس، وان تسلم على من تلقى، وان تترك المِراء وان كنتَ محقا) مو الانانية ان تدافع عن نفسك وعن ارائك الذي ما معلومة هي صدك او جذب . لا، تواضع لله واسكت. (ولا تحب ان تحمد على التقوى) انا صمت وانا صليت صلاة الليل وانا رحت زرت الحسين في ليلة الجمعة !! اسكت. الله يدري لو مايدري ؟! طبعا يعلم. فان كنت عندك اهمية لديه يقبلها منك، واما ان تورط نفسك بالرياء، فتعسا لك.
صلوا على محمد وال محمد
بل ورد المنع اخلاقيا عن تقديم الطاعة، والتبجح بها حتى إلى الله سبحانه، حتى إلى الله لاتقل انا اطعتك وانا صليت لك، لا ، قدم بس ذنوبك ، المعصوم يقول ليس لي عمل استحق به الجنة، فكيف انا وامثالي من المتدنين الحقراء. اعتبروا يا اولي الابصار، إلى متى انتم غفلة وملوصين بالذنوب والدنيا الدنية والنفس الامارة بالسوء ؟ إلى متى ؟ اشعر حبيبي ! ، صلوا على محمد وال محمد
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) .. اكو اعظم من رسول الله .. كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة .. مو يطيهه لواحد شيخنا سيدنا تعال شدلياهه ، هو يشدهه ، ترفس بوجهه ويشدهه .. ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك إلى خبز الشعير، لا يحتشم من دعوة المملوك فضلا عمن هُو اشرف منه ، زين ، فهل في الحوزة وغير الحوزة شخص اشرف من رسول الله ( صلى الله عليه واله) حتى المراجع حتى سيد محمد الصدر؟ وهل في الحوزة شخص يقبل بمثل هذه الامور التي كان يقوم بها رسول الله ( صلى الله عليه واله) حتى المراجع حتى سيد محمد الصدر ؟ وانا اقدم ذنوبي امامكم الان.. هل واحد يقبل ان يجلس على الارض وياكل على الأرض ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير ؟ فليكن الواحد منا كما ورد : حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وعاتبوها قبل ان تعاتبوا واعلموا ان امامكم عقبا كؤودا ولايمر فيها إلا الافضل عند الله سبحانه وتعالى.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
صدق الله العلي العظيم
التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 12-03-2017 الساعة 10:57 AM
|