عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2012, 12:58 AM   #34

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة الرابعة والثلاثون 14 شعبان 1419
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين .
بسم الله الرحمن الرحيم
(قفوا جميعا لكي نرفع ايدينا بالدعاء).
(كل فقرة قولوا يا الله).
بسم الله الرحمن الرحيم (يا الله)
يا من اذا سأله عبد اعطاه (يا الله) واذا امل ما عند بلغه مناه (يا الله) واذا اقبل عليه اقبل عليه قربه وادناه (يا الله) واذا جاهره بالعصيان ستر ذنبه وغطاه (يا الله) واذا توكل عليه احسبه وكفاه (يا الله) الهي من ذا الذي نزل بك ملتمسا قراك فما قريته (يا الله) ومن ذا الذي اناخ بباك مرتجيا نداك فما اوليته (يا الله) ايحسن ان ارجع عن بابك بالخيبة مصروفا (يا الله) ولست اعرف سواك مولى بالإحسان موصوفا (يا الله) كيف ارجوا غيرك (يا الله) والخير كله بيدك (يا الله) وكيف اوؤمل سواك (يا الله) والخلق والامر لك (يا الله) ءاقطع رجائي منك (يا الله) وقد اوليتني ما لم اسأله من فضلك (يا الله) ام تفقرني الى مثلي (يا الله) وانا اعتصم بحبلك (يا الله) يا من سعد برحمته القاصدون (يا الله) ولم يشقى بنقمته المستغفرون (يا الله) كيف انساك ولم تزل ذاكري (يا الله) وكيف الهو عنك وانت مراقبي (يا الله) الهي بذيل كرمك اعلقت يدي (يا الله) ولنيل عطاياك بسطت املي (يا الله) فاخلصني بخالصة توحيدك (يا الله) واجعلني من صفوة عبيدك (يا الله) يا من كل هارب اليه يلتجئ (يا الله) وكل طالب اياه يرتجي (يا الله) يا خير مرجو (يا الله) ويا اكرم مدعو (يا الله) ويا من لا يرد سائله (يا الله) ولا يخيب آمله (يا الله) يا من بابه مفتوح لداعيه (يا الله) وحجابه مرفوع لراجيه (يا الله) اسألك بكرمك ان تمن علي من عطائك (يا الله) بما تقر به عيني (يا الله) ومن رجائك (يا الله) بما تطمئن به نفسي (يا الله) ومن اليقين (يا الله) بما تهون به علي مصيبات الدنيا (يا الله) وتجلو به (يا الله) عن بصيرتي غشوات العمى (يا الله) برحمتك يا ارحم الراحمين (يا الله).
(الان نصلي على محمد وال محمد ونخص بالذكر مولانا صاحب الزمان (عليه افضل الصلاة والسلام) فكلما اقول فقرة قولوا يا صاحب الزمان).
اللهم صل على محمد وال محمد (يا صاحب الزمان) سلام على ال ياسين (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا داعي الله (يا صاحب الزمان) ورباني آياته (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا باب الله (يا صاحب الزمان) وديان دينه (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا حجة الله ودليل ارادته (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه (يا صاحب الزمان) السلام عليك في آناء ليلك واطراف نهارك (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا بقية الله في ارضه (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا ميثاق الله الذي اخذه ووكده (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه (يا صاحب الزمان) السلام عليك ايها العلم المنصوب (يا صاحب الزمان) والعلم المصبوب (يا صاحب الزمان) والغوث والرحمة الواسعة (يا صاحب الزمان) وعدا غير مكذوب (يا صاحب الزمان) السلام عليك حين تقوم (يا صاحب الزمان) السلام عليك حين تقعد (يا صاحب الزمان) السلام حين تقرأ وتبين (يا صاحب الزمان) السلام عليك حين تصلي وتقنت (يا صاحب الزمان) السلام عليك حين تركع وتسجد (يا صاحب الزمان) السلام عليك حين تهلل وتكبر (يا صاحب الزمان) السلام حين تحمد وتستغفر (يا صاحب الزمان) السلام عليك حين تصبح وتمسي (يا صاحب الزمان) السلام عليك في الليل اذا يغشى (يا صاحب الزمان) والنهار اذا تجلى (يا صاحب الزمان) السلام عليك ايها الامام المأمون (يا صاحب الزمان) السلام عليك ايها المقدم المأمول (يا صاحب الزمان) السلام عليك بجوامع السلام (يا صاحب الزمان) ورحمة الله وبركاته (يا صاحب الزمان).
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللَّـهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا ﴿٦٤﴾ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿٦٥﴾ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّـهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ﴿٦٨﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا ﴿٦٩﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴿٧٠﴾ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
غدا يوم النصف من شهر شعبان وهو ليله ويومه لهما فضل عظيم عند الله سبحانه. ومن المناسبات الاكيدة لزيارة الحسين (عليه السلام) كما ان المشهور انه يوم ولادة الامام المهدي (عليه السلام) ومن هنا يحسن التعرض الى بعض الخصائص التي تخص الامام المهدي (عليه السلام). وبهذه العجالة اريد التعرض الى الحديث المشهور وهو ان الانتفاع به حال غيبته كالانتفاع بالشمس اذا غيبها السحاب. وهذا معنى مروي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) فعن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت جابر بن عبد الله الانصاري يقول: لما انزل الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه واله) ((يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم)). قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن اولي الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك. فقال (عليه واله السلام) : هم خلفائي من بعدي يا جابر وائمة الهدى بعدي اولهم علي بن ابي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر فاذا لقيته فأقرأه عني السلام ...، ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيي حجة الله في ارضه وبقيته في عباده محمد بن الحسن بن علي ذلك الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الارض ومغاربها وذلك الذي يغيب عن شيعته واوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته الا من امتحن الله قلبه للإيمان. قال جابر: فقلت: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟ فقال : اي والذي بعثني بالحق انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان علاها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه الا عن اهله …. الى آخر الخبر.
واود التعليق باختصار على بعض فقرات هذا الحديث :
اولا : ان تعداد الائمة (عليهم السلام) من قبل رسول الله (صلى الله عليه واله) بل حتى لو كان فرضا عن جابر بن عبد الله الانصاري (هذا خطاب لواحد يقول احتمال ان يكون هذا التعداد كذبا)، فلربما هذا لم يحدث وكان بعض هؤلاء عقيما مثلا او انه مات او قتل قبل ان يولد له ولد وهكذا .. مع ان هذه السلسلة المباركة قد حدثت فعلا وهو موجودون بنفس هذا التسلسل بضرورة التاريخ. وهذا معناه ان جابر بن عبد الله كان واثقا من روايته عن رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) واثقا من الهام الله تعالى له ووحيه اليه جل جلاله. والمهم انها فعلا قد تحققت بلمس اليد.
ثانيا : انه يعبر عن الامام المهدي عليه السلام بـ(سمّيي وكنيي) يعني ان اسمه يشبه اسمي وهو محمد وكنيته تشبه كنيتي وهو ابو القاسم فان ابا القاسم كما هو من كنى رسول الله (صلى الله عليه واله) كذلك هو من كنى صاحب الزمان عجل الله فرجه.
ثالثا : انه (صلى الله عليه واله) قال في الحديث : (يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الارض ومغاربها). اقول: يعني كل وجه الكرة الارضية وماذا يستطيع رسول الله (صلى الله عليه واله) ان يعبر في ذلك الحين الذي كان اغلب اجزاء الكرة الارضية مجهولا بحيث يكون التعبير بما يفهمه الناس ولا يستوحشون منه طبقا لقانون (كلم الناس على قدر عقولهم) الا ان يقول مشارق الارض ومغاربها.
رابعا : انه (صلى الله عليه واله) قال : (لا يثبت فيها (اي في عصر الغيبة) على القول بإمامته أكرر لا يثبت على القول بإمامته الا من امتحن الله قلبه للإيمان). اقول: لوضوح انه لو كان في النفس اقل ضعف او في الايمان اقل تدني او في القلب اقل وسوسة فان الامر سيكون صعب الاستدلال بالنسبة الى الفرد وسوف تطرأ عليه الشبهات وتغيره الاهواء وترمي به الريح في مكان سحيق ولا يبقى على الثبات الحقيقي لليقين بالإمامة الا من امتحن الله قلبه للإيمان. وفي حديث آخر ما مضمونه: (ان الله تعالى علم ان اولياءه لا يشكون ولو علم انهم يشكون لما غيب الله عنهم وليه طرفة عين).
والمهم اننا جميعا انشاء الله بين مؤمن فعلا وبين من يكون في طريقه الى الايمان والمهم هو الاخلاص الذي ينفي الشك ويجعل للفرد همة الى الاسلام بكل تفاصيله سواء في اصول الدين او فروعه.
خامسا : انه (صلى الله عليه واله) قال : (يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه الا عن اهله). اقول : لان هذا النوع من التنبؤ طويل الامد لم يكن مستساغا تجاه ضعف النفوس وضحالة المستويات يومئذٍ. ومن هنا كانت تعاليم المذهب بالمعنى الدقيق الذي نفهمه الان لا تصل الا الى الاوحدي من الناس ومن هنا توهم بعضهم في محمد بن الحسن ذي النفس الزكية انه هو المهدي وتوهم بعضهم ذلك في الامام الكاظم (عليه السلام) وفي الامام الرضا (عليه السلام). حتى ان دعبل الخزاعي (عليه الرحمة) الذي ذكر المهدي (عليه السلام) في قصيدته المشهورة سأله الامام الرضا (عليه السلام): فهل تدري من هذا الامام ومتى يقوم ؟ قلت : لا. (دعبل يكول لا )الا انني سمعت يا مولاي بخروج امام منكم يملئ الارض عدلا. فقال : يا دعبل الامام بعدي محمد ابني ومن بعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ولو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملاء الارض عدلا كما ملئت جورا.
فنرى ان الامام (عليه السلام) اخبر دعبل بأسماء الائمة المعصومين (عليهم السلام) بعده وكان دعبل لا يعرفهم. فالمهم ان الصيغة الاساسية للمذهب كما نعرفها الان لم تكن معطاة الا للعدد القليل من الناس القريبين من المعصومين. واما دعبل فقد قصده من بعيد ولم يكن منهم.
ومن جملة نتائج ذلك حصول الانقسامات في داخل المذهب الواحد كالزيدية والاسماعيلية والفطحية والواقفية او الواقفة وغيرهم وكذلك حصلت فرصة لجعفر بن علي الذي قد يسمى بالكذاب ان يجلس للمبايعة للإمامة بعد اخيه الحسن العسكري (عليه السلام) ولو كان الناس واعين حقيقة لأصول المذهب لما ذهب اليه احد. سبحان الله ، وهذا كله ناشئ من كتمان الصيغة الاساسية :
اولا : لعدم تحمل كثير من الناس لتفاصيلها يومئذٍ.
ثانيا :للتقية من الاعداء.
ثالثا : للاختبار للجميع من حيث يرى من يفحص عن دينه ويدقق فيه او من يهمل ذلك.
رابعا : ما سمعناه عن الامام الجواد (عليه السلام) حين قال: (اسكت كما سكت اباؤك)، يخاطب نفسه طبعا. وقول احد المعصومين (عليهم السلام): (لو اذن لنا بالكلام لزال الشك).
خامسا : قول امير المؤمنين (عليه السلام) بحسب الرواية : (لا يزيد تفرق الناس عني وحشة). اقول : يعني ان من يذهب عن الايمان وعن الجادة الحق، فانه يذهب حسب استحقاقه الى النار. وفي بعض الروايات ان رسول الله (صلى الله عليه واله) كان في مرضه الاخير الذي توفي فيه وكان عنده عبد الله بن العباس او العباس نفسه، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : حيثما يكون علي فكن. قال : يا رسول الله اذهب فاخبر الناس ؟ قال : لا، يفعل الله ما يشاء.
وعلى اي حال فان هذا الحديث الذي نتكلم عنه في ان المهدي حال غيبته كالشمس اذا غيبها السحاب مروي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) كما سمعنا ، كما هو مروي عن عدد من المعصومين (عليه السلام) ، كما هو مروي عن المهدي نفسه (عليه السلام) فيما خرج من توقيعاته خلال غيبته الصغرى.
اسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري (رضي الله تعالى عنه) ( وهو السفير الثاني للحجة طبعا ) ان يوصل كتابا سألت فيه عن مسائل اشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السلام): اما ما سألت عنه ارشدك الله وثبتك من امر المنكرين لي من اهل بيتنا وبني عمنا ( كأنما خايف من هيجي نماذج حتى من الهاشميين والعلويين بعضهم قليل ينكر وجود صاحب الزمان هكذا ظاهر الرواية......... ولم يثبت تاريخيا ماكو هسة الان انتهوا ) فاعلم انه ليس بين الله وبين احد قرابة ومن انكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح (عليه السلام) واما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل اخوة يوسف (سلام الله عليه) واما اموالكم فلا نقبلها الا لتطهر فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع فما اتانا الله خير مما اتاكم واما ظهور الفرج فانخ الى الله تعالى ذكره وكذب الوقاتون واما قول من زعم ان الحسين (عليه السلام) لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم واما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن ابيه من قبل فانه ثقتي وكتابه كتابي … الى ان يقول: واما علة ما وقع من الغيبة فان الله عز وجل يقول ((لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم)) انه لم يكن احد من ابائي الا وقد وقعت ( لاحظوا ) في عنقه بيعة لطاغية زمانه واني اخرج حين اخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس اذا غيبها السحاب عن الابصار واني لامان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم ولا تكلفوا علم ما قد كفيتم واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج والسلام عليك يا اسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.
اقول : واود ان اعلق باختصار على بعض فقرات هذه الرواية:
اولا : قال (عليه السلام) : (من امر المنكرين من اهل بيتنا وبني عمنا فاعلم انه ليس بين الله وبين احد قرابة ومن انكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح (عليه السلام)) يعني طبقا لقوله تعالى: ((انه ليس من اهلك ( منو هو ؟ ابن نوح ) انه عمل غير صالح فلا تسألني عما ليس لك به علم)).
ثانيا : قوله : (واما اموالكم فما نقبلها الا لتطهر) يعني ليس في دفع الحقوق الشرعية اي خسارة وان كان ظاهرا كذلك الا انه الربح بعينه والبركة الحقيقية. اما ثواب الاخرة فواضح لكل عمل يقصد به المكلف امر الله تعالى ورضاه. واما في الدنيا فنحن موعودون فعلا ومجرب حقيقة وكثيرا بتنامي المال وزيادته بالانفاق الشرعي منه سواء كان مستحبا كالصدقة او واجبا كالزكاة والخمس ويضاعف الله لمن يشاء. مضافا الى التطهير المشار اليه في الرواية لانه قال : (لتطهر) فان الاموال مهما كان حالها فانها تجمع من مختلف الناس ممن لا يدفع الزكاة او لا يدفع الخمس او حصل عليها بمعاملة باطلة او بارث لا يستحقه وغير ذلك كثير فتكون دفع الحقوق الشرعية تطهيرا ويبقى ما عندك حلالا مأذونا به بالولاية العامة المعطاة للمعصومين (سلام الله عليهم).
ثالثا : انه قال : (واما ظهور الفرج فانه الى الله تعالى ذكره) يعني ليس لي ولا لاحد من خلقه وانما هو منوط بالله سبحانه و(كذب الوقاتون) فليس من حق احد ان يعطي وقتا معينا او ان يسأل عن وقته كما الان بعض الناس قالوا ان وقت الظهور قريب فانه كذب ومما لا دليل عليه.
رابعا : قوله : (واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة احاديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم) وظاهر (الحوادث الواقعة) ( شنو هي الحوادث الواقعة بالله ) هو الامور المستجدة او المسائل المستحدثة وان كان بحسب الواقع يعم كل الحوادث كما هو واضح لان كل الحوادث الواقعة هي من الحوادث الواقعة.( كل الاشياء في الدنيا هي من الحوادث الواقعة كول لا . سبحان الله ) فيكون هذا الحديث الشريف من ادلة الولاية العامة، والظاهر من (رواة حديثنا) الذين يجب الرجوع اليهم ليس الحديث اللفظي وهو السنة الشريفة ليختص الامر بالرواة لها وانما يراد بالحديث مضمونه ومعانيه فيعم الفتوى والحكم بالولاية.
خامسا : قوله (عليه السلام) : (فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم ولا تكلفوا (يعني لا تتكلفوا) ما قد كفيتم) يعني ما لم تكن مسؤوليته في ذمتكم. وهذا نحو مما سمعناه من انه احد الائمة (عليه السلام) : (لو اذن لنا بالكلام لزال الشك)، لان ظروف التصريح بالحق بتفاصيله الحقيقية والكثيرة غير متيسرة غالبا وضعف النفوس موجود والمرجفون الذين يحاولون التغليط موجودون باستمرار اذن فلا ينبغي التصريح بكل ما يعرفون (عليهم السلام) من التفاصيل.
سادسا : قوله (عليه السلام) : (واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج) ولذا نحن نقول: اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه واجعلنا من اصحابه وانصاره وارزقنا خيره ورضاه في حال غيبته وعند ظهوره (قولوا آمين) (آمين).
غير انه قد ورد في السنة الشريفة ما مضمونه: (اللهم ارزقني من الرضا ( لاحظوا ) حتى بقضائك والتسليم بقدرك بحيث لا احبت عجيل ما اخرت ولا تاجيل ما قدمت) مع الالتفات الى ان تعجيل الظهور لو حصل لما كان في المصلحة لان الله تعالى انما يختار الظهور في الوقت المناسب له فلو حصل اسرع من ذلك لما كان في الوقت المناسب. الا انه مع ذلك يمكن حمل هذا الامر بالتعجيل على وجوه من الصحة:
اولا : ان الله تعالى قادر على تعجيل الوقت المناسب للظهور .
ثانيا : ان الله تعالى قادر على اعطاءه النصر على كل حال وان لم يكن الوقت مناسبا.
ثالثا : شد المحبين والموالين بالامام (عليه السلام) شدهم بالامام عليه السلام عاطفيا وتذكره دائما.( يقولون اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه ) .
الوجه الرابع : دعم النفوس الضعيفة التي تشعر بقلة الصبر مع شدة انواع البلاء الدنيوي وان افضل من يستجار به بعد الله سبحانه هو امامنا الفعلي وقائدنا الحي الحقيقي الامام المهدي (عليه السلام). ونكمل في الخطبة الثانية بعونه تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿١﴾الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴿٢﴾الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ﴿٣﴾مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴿٤﴾إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴿٥﴾اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴿٦﴾صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴿٧﴾
كولوا صدق الله العلي العظيم
الجمعة الرابعة والثلاثون 14 شعبان 1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين .
انا سوف اقرأ الدعاء وقولوا يالله
الهي ان قل زادي في المسير اليك (يا الله) فلقد حسن ظني بالتوكل عليك (يا الله) وان كان جرمي قد اخافني من عقوبتك (يا الله) فان رجائي بالامن من نقمتك (يا الله) وان كان ذنبي قد عرضني لعقابك (يا الله) فقد آذنني حسن ثقتي بثوابك (يا الله) وان انامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك (يا الله) فقد نبهتني المعرفة بكرمك وآلاءك (يا الله) وان اوحش ما بيني وبينك فرط العصيان والطغيان (يا الله) فقد آنسني بشرى الغفران والرضوان (يا الله) اسألك (سبحان الله ) بسبحات وجهك ( يا الله ) وبانوار قدسك (يا الله) وابتهل اليك (يا الله) بعواطف رحمتك (يا الله) ولطائف برك (يا الله) ان تحقق ظني بما أُأمله من جزيل اكرامك (يا الله) وجميل انعامك (يا الله) في القربى منك (يا الله) والزلفى لديك (يا الله) والتمتع بالنظر اليك (يا الله) وها انا متعرض لنفحات روحك وعطفك (يا الله) ومنتجع غيث جودك ولطفك (يا الله) فار من سخطك الى رضاك (يا الله) هارب منك اليك (يا الله) راجٍ احسن ما لديك (يا الله) معول على مواهبك (يا الله) مفتقر الى رعايتك (يا الله) الهي (يا الله) ما بدأت به من فضلك فتممه (يا الله) وما وهبت لي من كرمك فلا تسلبه (يا الله) وما سترته علي (يا الله) بحلمك فلا تهتكه (يا الله) وما علمته من قبيح فعلي (يا الله) فاغفره (يا الله) الهي استشفعت بك اليك (يا الله) واستجرت بك منك (يا الله) اتيتك طامعا في احسانك (يا الله) راغبا في امتنانك (يا الله) مستسقيا وابل طولك (يا الله) مستمطرا غمام فضلك (يا الله) طالبا مرضاتك (يا الله) قاصدا جنابك (يا الله) واردا شريعة رفدك (يا الله) ملتمسا سني الخيرات من عندك (يا الله) وافدا الى حضرة جمالك (يا الله) مريدا وجهك (يا الله) طارقا بابك (يا الله) مستكينا لعظمتك (يا الله) وجلالك (يا الله) فافعل بي ما انت اهله (يا الله) من المغفرة والرحمة (يا الله) ولا تفعل بي ما انا اهله (يا الله) من العذاب والنقمة (يا الله) برحمتك يا ارحم الراحمين (يا الله).
(الان في كل فقرة قولوا يا صاحب الزمان مرة اخرى)
اللهم صل على محمد وال محمد (يا صاحب الزمان) السلام على الحق الجديد (يا صاحب الزمان) والعالم الذي علمه لا يبيد (يا صاحب الزمان) السلام على محيي المؤمنين (يا صاحب الزمان) ومبير الكافرين (يا صاحب الزمان) السلام على مهدي الامم (يا صاحب الزمان) وجامع الكلم (يا صاحب الزمان) السلام على خلف السلف (يا صاحب الزمان) وصاحب الشرف (يا صاحب الزمان) السلام على حجة المعبود (يا صاحب الزمان) وكلمة المحمود (يا صاحب الزمان) السلام على معز الاولياء (يا صاحب الزمان) ومذل الاعداء (يا صاحب الزمان) السلام على وارث الانبياء (يا صاحب الزمان) وخاتم الاوصياء (يا صاحب الزمان) السلام على القائم المنتظر (يا صاحب الزمان) والعدل المشتهر (يا صاحب الزمان) السلام على السيف الشاهر (يا صاحب الزمان) والقمر الزاهر (يا صاحب الزمان) والنور الباهر (يا صاحب الزمان) السلام على شمس الظلام (يا صاحب الزمان) والبدر التمام (يا صاحب الزمان) السلام على ربيع الانام (يا صاحب الزمان) ونظرة الايام (يا صاحب الزمان) السلام على صاحب الصمصام (يا صاحب الزمان) وفلاق الهام (يا صاحب الزمان) السلام على الدين المأثور (يا صاحب الزمان) والكتاب المسطور (يا صاحب الزمان) السلام على بقية الله في بلاده (يا صاحب الزمان) وحجته على عباده (يا صاحب الزمان) المنتهى اليه مواريث الانبياء (يا صاحب الزمان) ولديه موجود اثار الاصفياء (يا صاحب الزمان) السلام على المؤتمن على السر (يا صاحب الزمان) والولي للامر (يا صاحب الزمان) السلام على المهدي الذي وعد الله عز وجل به الامم (يا صاحب الزمان) ان يجمع به الكلم (يا صاحب الزمان) ويلم به الشعث (يا صاحب الزمان) ويملاء به الارض قسطا وعدلا (يا صاحب الزمان) ويمكن له (يا صاحب الزمان) وينجز به وعد المؤمنين (يا صاحب الزمان) اشهد يا مولاي (يا صاحب الزمان) انك والائمة من ابائك (يا صاحب الزمان) ائمتي ومواليي (يا صاحب الزمان) في الحياة الدنيا ( يا صاحب الزمان ) ويوم يقوم الاشهاد (يا صاحب الزمان) اسالك يا مولاي يا صاحب الزمان (يا صاحب الزمان) ان تسأل الله تبارك وتعالى (يا صاحب الزمان) في صلاح شأني (يا صاحب الزمان) وقضاء حوائجي (يا صاحب الزمان) وغفران ذنوبي (يا صاحب الزمان) والاخذ بيدي (يا صاحب الزمان) في ديني ودنياي وآخرتي (يا صاحب الزمان) لي ولاخواني (يا صاحب الزمان) واخواتي المؤمنين والمؤمنات كافة (يا صاحب الزمان) انه غفور رحيم (يا صاحب الزمان).
بسم الله الرحمن الرحيم
((ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقْتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ( منو هم ) التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين)).
نكمل الان ما بدأناه في الخطبة الاولى.
سابعا : انه قال (عليه السلام) في الحديث الشريف : (واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس اذا غيبها السحاب عن الابصار واني لامان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء). فهو يمثل وجوده الشريف بالشمس ومنافعه بنورها المشرق ويمثل الغيبة بالسحاب الذي قد يحجب الشمس عن الابصار. ولكنه مع ذلك لايمنعها عن التأثير ولا يمكن ان يمنعها عن ارسال منافعها الى الارض في سلامة الانسان والحيوان والنبات وغير ذلك. ومن الواضح انه خلال الغيبة لا يوجد تعرف على شخصه الكريم ولايوجد بين احد وبينه كلام وسؤال وجواب.
ومن هذه الناحية اثيرت الشبهة في عدم الانتفاع به حال غيبته كأن الانتفاع منحصر بالسؤال والجواب والتصدي للعمل المكشوف والمعروف مع ان هذا باطل قطعا كما سنسمع في الوجوه التالية:
اولا : ما بَينه بنفسه (سلام الله عليه) من وجه الاستفادة حال الغيبة بقوله: (واني لامان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء) اما كونه امانا لاهل الارض فهذا ما يحصل بمجرد وجوده الشريف على الارض اذ يدفع الله به كثيراً من البلايا المحتملة والممكنة برحمة الله تعالى وحسن رعايته له ولنا والا فالذنوب التي ترتكب على وجه الارض تستحق عقابا شديدا جدا بحيث كانت العقوبات التي تأتي قبل الاسلام ( لاحظوا ) على الامم المذنبة من الطوفان والخسف والقذف وغيرها انما هي على ذنوب اقل من الذنوب التي يرتكبها البشر في هذه العصور المتأخرة. كيف ونحن نسمع قوله تعالى ((ولو يؤاخذ الله الناس بذنوبهم ما ترك عليها من دابة)) يعني لاهلك كل الارض ومن عليها من انسان وحيوان. ولكنه جل جلاله لا يفعل ذلك لعدة امور في حكمته منها احترام اوليائه فيه وجود الامام المهدي (عليه السلام) حيا على وجه الارض وكذلك ببركة حضور المعصومين ومراقدهم (سلام الله عليهم) وقد سمعنا في الحكمة انه (لولا شيوخ ركع واطفال رضع وبهائم ركع لصب البلاء على اهل الارض صبا)). وطبعا فان الامام (عليه السلام) اولى من يكون بهذه الصفة القدسية.
واما كون النجوم اماناً لاهل السماء فاوضح تفسير لها مستفاد من قوله تعالى : ((ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين)) وقوله سبحانه عن لسان الجن والشياطين : ((وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا)) وبالتالي فان الجن والشياطين ممنوعون عن الوصول الى السماء وازعاج اهلها والسبب في ذلك بنص الاية هو الشهاب والشهب صادرة عن النجوم واجزاء منفصلة عنها لا محالة فتكون النجوم سببا لامان اهل السماء من الشياطين والمردة كلما صعد شيطان طرد وضرب بالشهاب فنزل. ( هذا هو ) .
ثانيا : انه (سلام الله عليه) ليس فقط يندفع به البلاء كما قلنا في النقطة الاولى بل يحصل به الخير والنعماء وتستمطر ببركته السماء ويستجاب به الدعاء. وفي الزيارة: (وبكم ( ماذا ) تنزل السماء قطرها ورزقها وبكم تنبت الارض اشجارها وبكم تخرج الارض ثمارها وبكم ينزل الله الغيث). واذا رأيت شخصا طيب القلب نير الوجه مرتاح ( إله ) فانك تقول عنه انه تستمطر به السماء ( هذي عبارة مأثورة ، موجودة ). ونسمع قول ابي طالب (عليه الرحمة والرضوان) في مدح النبي (صلى الله عليه واله): وابيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للارامل
فالمعصومون (عليهم السلام) مصدر الخير والبركة والعطاء لاهل الارض جميعا متمثلين بوجودهم الفعلي ووارثهم الحقيقي بقية الله في ارضه الامام المهدي (عليه السلام).
ثالثا : انه (سلام الله عليه ) المنقذ لمن استجار به في حال الضرورات والبلاء المستحكم والقصص كثيرة في انقاذ اشخاص عديدين جدا خلال التاريخ من مهالك حقيقية. والكتب كثير تروي هذا الشيء ، وسمعت بخبر مطول يذكر انواع الاستجارة باشخاص المعصومين (عليه السلام) وواحد منهم ( أي من المعصومين ) يستجار به لدى الفقر وآخر يستجار بع لدى المرض .. وهكذا، ثم يقول ما مضمونه واستجر بالمهدي اذا وصل السيف الى هنا (يشير الى رقبته).
رابعا : ان له الولاية التكوينية ( عليه افضل الصلاة والسلام ) على العالم شأنه في ذلك شأن المعصومين الاخرين من ابائه ولولا وجوده لانقطعت هذه الولاية وحاشا لله من ذلك. ونحن نسمع في الزيارة انه يقول عن اهل بيت العصمة : (ارادة الرب في مقادير اموره تهبط اليكم وتصدر عن بيوتكم والصادر مما فصل من احكام العباد)).
ونحن المذنبون القاصرون المقصرون نجهل شكل ذلك التصرف وهذه العناية المقدسة لانها اعلى بكثير من فهمنا وادراكنا.
خامسا : ما ورد انه لولا وجود الامام في اي عصر لساخت الارض باهلها او بمن عليها وهي روايات مستفيضة ومعتبرة وقد اخرجها الشيخ الكليني (عليه الرحمة) في الكافي وغيره. وهو نحو من الحفظ لاهل الارض ويمكن ايضا ان نفسر به قوله (عليه السلام) : (واني امان لاهل الارض) يعني من امثال هذه الامور المهلكة.
سادسا : اننا في تاريخ الغيبة الكبرى عرضنا اطروحتين لمفهوم الغيبة ، الظاهر ان اغلبكم مسبوقين بها. احداهما اطروحة خفاء الشخص والاخرى اطروحة خفاء العنوان. والمراد من اطروحة خفاء الشخص ان يكون الشخص موجودا قريبا منا مثلا الا انه مختفٍ لا نراه بالقدرة الالهية وهذا هو الاسلوب المرتكز للمتشرعة في فهم الغيبة وان الامام الغائب انما هو مختفٍ بهذا المعنى. يقابل ذلك اطروحة خفاء العنوان والمراد بها ان يكون الشخص مرأيا ومعروفا الا انه معروف بغير اسمه الحقيقي وصفته الواقعية، فمثلا نقول هذا الحاج سعيد الخياط واني رأيته وكلمته ونحو ذلك في حين يكون هو المهدي (عليه السلام) ( سبحان الله ) ويحرم على المهدي (سلام الله عليه) ) ان يكشف عن صفته الواقعية التي انه هو المهدي الا ان يأذن الله تعالى له بالظهور.
ويمكن ان نتصور له خلال الغيبة ( لاحظوا ) عدة اسماء من هذا القبيل وعدة اعمال اقتصادية او غيرها وعدة اماكن يسكن فيها يعني انه يسكن في كل مدة في مدينة او منطقة ونحو ذلك وقلنا هناك ان الغيبة ( المعاشة فعلا الغيبة الصغرى والكبرى )لا تتوقف على اطروحة خفاء الشخص دائما كما عليه ارتكاز المتشرعة وخاصة بعد ان جاءت الاجيال المتأخرة عن الغيبة الصغرى وهي لا تعرف شخص الامام ولا تميز وجهه عن غيره بطبيعة الحال فهو يستطيع ان يعيش بحرية طبقا لاطروحة خفاء العنوان بدون ان يلتفت اليه احد ويستحيل ان يتعرف اليه احد حتى امريكا واسرائيل. ويؤيد ذلك ما ورد من انه يطأ بسطهم ويحضر مواسمهم ويحضر الحج ويزور ابائه المعصومين (عليهم السلام) كما يؤيد ذلك ما ورد من انه (عليه السلام) ( هاي موجودة اني شايفهه بالكتب وكلها صحيحة على اية حال ) اذا ظهر قال جماعة من الناس انا رأيت هذا الشخص او كنت قد رأيته. يعني رأه بدون ان يعرفه طبعا ولو كان قد عرفه في حال غيبته بحقيقته لما قال ذلك بطبيعة الحال. والمهم الان انه (سلام الله عليه) بهذه الشخصية الظاهرية او الثانوية التي يخفي بها حقيقته يستطيع ان يعمل الامور الكثيرة المناسبة مع مصلحة والمرضية لرب العالمين كيف لا وهو يعلم بينه وبين الله بحقيقة نفسه كما يعلم (سلام الله عليه) بالوجه الحقيقي للمصلحة في اي مكان وزمان وبهذا ونحوه نفهم قوله (عليه السلام) في رواية الاحتجاج للطبرسي بما مضمونه القريب: (انه لولا عنايتنا بكم لاصطلمكم الاعداء ولأخذتكم اللأواء).
سابعا : اننا لو تنزلنا عن ذلك امكن التمسك بما دل من الاخبار على وجود بعض المتصلين بالامام خلال الغيبة ممن يعرفه على حقيقته وان كانوا مجهولين لنا تماما ويؤيد ذلك ما قاله علماؤنا (عليهم الرحمة) من ان الذي يحجب عن الامام هو الذنوب ومن يحجب عن الامام هو المذنب فمن كان لا ذنب له فالامام غير محجوب عنه كما يؤيده ما ورد من قولهم : (وما بثلاثين من وحشة يعني ان هناك ثلاثين نفر من كل جيل او في كل جيل يتصلون به يستأنس بهم ويرفعون وحشته وهو ساكن بعيدا عن مدن الظالمين ومجتمع الكفار والمنافقين كما هو وارد في اخبار اخرى.
فالمهم انه (سلام الله عليه) يستطيع ان يستغل اتصال هؤلاء به ومعرفتهم اياه وتشرفهم بخدمته في توسيطهم لنفع المجتمع بالشكل الذي يعلمه هو من المصلحة وبالشكل الذي هم يطيقونه ويستطيعونه من الاعمال والاقوال.
ثامنا : ما قاله بعض اساتذتنا (قدس سره) كاطروحة من اننا يمكن ان نقول ان كل عمل من اعمال الخير العام وكل مصلحة نافعة للمجتمع يكون هو (عليه السلام) المؤثر فيها والواضع للحجر الاساسي لها باللغة الحديث لو صح التعبير وذلك باشعار معين من قبله او تصرف خاص مهما كان بسيطا لكنه يعلم انه سوف يتطور ويكون بهذا الشكل من السعة والخير لكثير من الناس او لكل الناس.
تاسعا : ما ذكرناه في تاريخ الغيبة الكبرى من ان الغيبة الكبرى تتضمن طول العمر المتزايد للامام (عليه السلام) وطول العمر يقتضي طبعا لا محالة مواكبة كثير من الاجيال من البشرية مما يتيسر له خلال ذلك الاطلاع على كثير من التجارب والاراء والفلسفات والاطلاع ايضا على نقاط الضعف للانظمة والحكام والاتجاهات الباطلة والدول الكافرة الامر الذي ييسر له ثقافة عامة ومعمقة تفيده جدا بالانتصار عند ظهوره باعتباره تطبيقا لتلك الخبرات التي كان قد اكتسبها من مرور الاجيال خلال عمره الشريف الطويل.
وهذه وجهة نظر طيبة لو اقتصرنا على مستواها الا انها بطبيعة الحال مبنية ( لاحظوا ) على تصور معين للمعصومين وبالتالي للامام المهدي نفسه (عليه افضل الصلاة والسلام) بحيث يستفيد من التجارب الدنيوية ويحصل مضمونا متزايدا خلال عمره الطويل وهذا يعني انه لولا هذه التجارب ولولا عمره الطويل لفشل حال ظهوره ولم يكتب له النصر. وهذا فيه فائدة القول بضرورة الحصول الغيبة وطول العمر للامام (عليه السلام) لانه مما يتوقف عليه انتصاره وكل ما يتوقف عليه انتصاره فهو لازم بحسب الحكمة الالهية لان ظهوره وعد والله لا يخلف الميعاد الا ان تصور الامام عليه السلام بهذا المستوى الدنيوي المتدني بحيث يستفيد من التجارب وتحصل له خبرة جديدة لم تكن حاصلة من قبل مخالف لما نعرفه من استغناء الامام وكل المعصومين فردا فردا منهم عن كل ذلك بوجوده النوراني العالي الشأن المدعم بالتسديد الالهي وبالنظر الرباني وبه يستغني عن الدنيا وما فيها ومن فيها. نعم طول العمر مفيد بالنسبة اليه فيما سميناه بتكامل ما بعد العصمة من حيث ان الكمال لا متناهي الدرجات وكلما يصل الفرد مرحلة منه يستحق المرحلة التي بعدها وهذا شامل حتى للمعصومين بالذات (عليهم السلام) وحيث نعلم ان دار الدنيا دار تكامل او هي الدار الانسب له اذن فطول العمر للمؤمن (نفترض اي مؤمن) يقتضي زيادة حسناته وقلة سيئاته وزيادة توبته وخشوعه وبالتالي يؤدي الى تكامله المعنوي المستمر فكيف بالمعصوم (عليه السلام) وكلما كان العمر اكثر كان ذلك اعمق واوضح كلما في الامر ان هذا ( لاحظوا ) لا يحدث لسائر الناس لان في زيادة العمر صعوبات ومسؤوليات ونتائج كثيرة وعجيبة وغريبة لا يتحملها الفرد ولا يتحملها المجتمع مضافا الى انها تكون في الفرد العادي زيادة في عيوبه وذنوبه ويكون الموت له خلاصا من الذنوب والعيوب والبلاء ومبادرة الى الحصول على الثواب.
ونكتفي بهذا المقدار من المصالح لضيق الوقت، لاننا ينبغي في نهاية الخطبة ان نشير الى موضوع لا يخلو اهمية من اهمية وهو ان المؤمنين جزاهم الله خير جزاء المحسنين استجابوا للدعوة التي وجهتها لانجاز مجسم او نصب يرمز الى صلاة الجمعة وقد وصلتنا كثيرا من هذه الصور والنصب. وهذه الاستجابة بشارة خير تدل على الحق والصلاح من عدة جهات اهمها اثنان من جهة العلة ومن جهة المعلول.
اما من جهة العلة والسبب فلوضوح همتهم في ذلك ورغبتهم اليه وتحمسهم له لانهم يجدون فيه خدمة الدين والنفع لشريعة سيد المرسلين وشعيرة من شعائر المذهب جزاهم الله خير جزاء المحسنين.واما من جهة المعلول فقد ظهر بوضوح ( هي هاي الفكرة ) ما كان خافيا على الكثيرين وهو وجود طاقات مخزونة لدى الكثير من الافراد تحتاج في انجازها وتفجيرها والاستفادة منها الى فرصة متاحة وانه بمجرد
ان اتيحت هذه الفرصة بادر المؤمنون لابراز قابلياتهم ومقدراتهم في هذا الصدد وبالتاكيد فان في المجتمع طاقات مخزونة في كثير من الجهات والاختصاصات كل ما في الامر انها لم تكن تستغل في مصلحة الدين وانما هي مقتصرة لمصالح الدنيا مع شديد الاسف. والسبب الرئيسي في ذلك مضافا الى صعوبة الوقت كما يعبرون عدم وجود حافز ديني لهم للعمل بابراز طاقاتهم وقابلياتهم لان المسلك التقليدي للحوزة وهو السكوت والاعراض عن المجتمع لا يهتم بذلك هذا المسلك كما هو واضح وانا لله وانا اليه راجعون.
والان ينبغي اعلان امرين:
الامر الاول : انه سيكون المعرض لهذه النصب في مدرسة البغدادي التي هي محل دراسة جامعة الصدر الدينية ويستمر المعرض من اليوم السادس عشر من شهر شعبان الحالي يعني يوم السبت ليلا الى اليوم الخامس عشر من شهر رمضان اذا بقيت الحياة وان ذهبت الحياة فسوف اذهب وضميري مرتاح ويكفي ان في موتي ( لاحظوا ) شفوة وفرحا لإسرائيل وامريكا وهذا غاية الفخر في الدنيا والاخرة. رجاءً .. رجاءً .. رجاءً .. والدعوة عامة للجميع لمشاهدة المعرض في الساعات المحددة له واذا اراد بعض الفنانين المشاركين ( لاحظوا ) في انجاز هذه النصب ( والذين جابونياهه وسلموهه ) الحضور في هذا المعرض لإيضاح افكارهم للآخرين فأهلا وسهلا بهم.
الامر الثاني : اننا نجعل مسابقة جديدة ومضمونها بسيط وهو نظم قصيدة شعرية بمناسبة شهر رمضان المبارك وصومه وعبادته بالشروط التالية :
1- ان تكون باللغة الفصيحة لا العامية.
2- ان لا تقل عن عشرة ابيات ولا حد لأكثرها.
3- ان تقدم الينا من الان الى آخر شهر رمضان في عيد الفطر.
4- ان لا يكون فيها اسم السيد محمد الصدر اطلاقا.
واننا نعطي للفائزين الخمسة الاوائل جوائز للتبرك بعونه سبحانه وتعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿٣﴾

صدق الله العلي العظيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 05-05-2017 الساعة 02:28 PM
ابو علي غير متواجد حالياً