عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2012, 01:00 AM   #5

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: هنا جميع خطب السيد الشهيد مكتوبة

الجمعة الاربعون 27 رمضان 1419
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين

لاستنكار انقطاع الكهرباء في عموم العراق الصلاة على محمد وال محمد
للمطالبة بارجاع الكهرباء الى عموم العراق الصلاة على محمد وال محمد
لانتصار الحق المطلق الصلاة على محمد وال محمد
لانتصار جميع المظلومين في العالم الصلاة على محمد وال محمد
لانتصار الحوزة العلمية الشريفة الصلاة على محمد وال محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
اللهم انك قلت في كتابك المنزل شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فعظّمت حرمة شهر رمضان بما انزلت فيه من القرآن وخصصته بليلة القدر وجعلتها خيرا من الف شهر. اللهم وهذه ايام شهر رمضان قد انقضت ولياليه قد تصرمت وقد صرت يا الهي منه الى ما انت اعلم به مني واحصى لعدده من الخلق اجمعين فاسألك بما سألك به ملاكتك المقربون وانبيائك المرسلون وعبادك الصالحون ان تصلي على محمد وال محمد وان تفك رقبتي من النار وتدخلني الجنة برحمتك وان تتفضل عليّ بعفوك وكرمك وتتقبل تقربي وتستجيب دعائي وتمنّ عليّ بالأمن يوم الخوف من كل هول اعددته ليوم القيامة الهي واعوذ بوجهك الكريم وبجلالك العظيم ان تنقضي ايام شهر رمضان ولياليه ولك قبلي تبعة او ذنب تؤاخذني به او خطيئة تريد ان تقتصها مني لم تغفرها لي سيدي سيدي سيدي اسألك يا لا اله الا انت اذ لا اله الا انت ان كنت رضيت عني في هذا الشهر فازدد عني رضا وان لم تكن رضيت عني فمن الآن فارض عني يا ارحم الراحمين يا الله يا احد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد. اللهم صل على محمد عبدك المرتضى ورسولك المصطفى وامينك ونجيك دون خلقك ونجيبك من عبادك ونبيك بالصدق وحبيبك وصل على رسولك وخيرتك من العالمين البشير النذير السراج المنير وعلى اهل بيته الابرار الطاهرين وعلى ملائكتك الذين استخلصتهم لنفسك وحجبتهم عن خلقك وعلى انبيائك الذين ينبئون عنك بالصدق وعلى رسلك الذين خصصتهم بوحيك وفضلتهم على العالمين برسالاتك وعلى عبادك الصالحين الذين ادخلتهم في رحمتك الائمة المهتدين الراشدين واوليائك المطهرين وعلى جبرائيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت وعلى رضوان خازن الجنان وعلى مالك خازن النار وروح القدس والروح الامين وحملة عرشك المقربين وعلى الملكين الحافظين عليّ بالصلاة التي تحب ان يصلي بها عليهم اهل السماوات واهل الارضين صلاة طيبة كثيرة مباركة زاكية نامية ظاهرة باطنة شريفة فاضلة تبين بها فضلهم على الاولين والاخرين. اللهم واعط محمد الوسيلة والشرف والفضيلة واجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن امته اللهم واعط محمد (صلى الله عليه واله) مع كل زلفة زلفة ومع كل وسيلة وسيلة ومع كل فضيلة فضيلة ومع كل شرف شرفا. اللهم اعط محمدا واله يوم القيامة افضل ما اعطيت احدا من الاولين والاخرين. اللهم واجعل محمدا (صلى الله عليه
وآله ) ادنى المرسلين منك مجلسا وافسحهم في الجنة عندك منزلا واقربهم لديك وسيلة واجعله اول شافع واول مشفع واول قائل وانجح سائل وابعثه المقام المحمود الذي يغبطه به الاولون والاخرون يا ارحم الراحمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
{
وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا (99)} ))
كنا قبلاً بصدد شرح بعض فقرات الخطبة المروية عن النبي (صلى الله عليه واله) التي) خطبها بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك وهي خطبة مجيدة وجليلة تحتوي على جلائل المعاني والاثار. واريد الآن الاستمرار في ذلك.
فانه من جملة تلك الخطبة ونحن نعلم ان الوقت مضيق والجمعة آخر جمعة من شهر رمضان فاختار لكم فقرة معينة منها للشرح.
فانه من جملة تلك الخطبة قوله (صلى الله عليه واله) حسب الرواية : (ايها الناس ان ابواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فسلوا ربكم ان لا يغلقها عليكم وابواب النيران مغلقة فسلوا ربكم ان لا يفتحها عليكم والشياطين مغلولة فسلوا ربكم ان لا يسلطهاعليكم).
والفهم العرفي والمتشرعي من ذلك واضح وهو مزيد وجود الرحمة في هذا الشهر الفضيل ففيه يفتح الله تعالى ابواب الجنان ويغلق ابواب النيران ويغل الشياطين ففتح ابواب الجنان يقتضي مزيد دخول المؤمنين فيها (اي في الجنان طبعا) وتوزيع الثواب الجزيل على كل العاملين والمتقربين واغلاق ابواب النيران يقتضي غفران الذنوب وستر العيوب التي تستوجب العقاب والدخول الى جهنم وغل الشياطين يقتضي عدم التكالب على الشهوات والتمتع بالمذلات والتقليل من ذلك لغالب الناس كما هو المشاهد فعلا من كثير من افراد المجتمع المسلم خلال شهر رمضان المبارك وهذا يعني ايضا تقليل الذنوب الناتجة من هذه الشهوات والملذات وهذه كلها نعم ومراحم من الله سبحانه وتعالى.
الا ان هناك بعض الاسئلة الجانبية التي يمكننا الالتفات اليها بهذا الصدد منها إن. رحمة الله سبحانه و تعالى موجودة باستمرار وليست خاصة بشهر رمضان في حين ان ظاهر هذه الخطبة اختصاص الحال به.
وجوابه من عدة وجوه منها :
اولا : ان رحمة الله سبحانه وتعالى عامة تسع كل زمان ومكان وهذا صحيح الا ان مظاهرها تختلف ولا ينحصر الامر فيها بأغلاق ابواب النيران وفتح ابواب الجنان فمن الممكن القول ان هذ النحو من الرحمة موجود فقط في هذا الشهر الفضيل بينما الرحمة موجود في الشهور الاخرى بأساليب اخرى خاصة بها.
ثانيا : ان غاية ما تدل عليه هذه الفقرة من الخطبة الشريفة هو حصول ذلك في شهر رمضان واما عدم حصوله في غيره فهو مما لا يستفاد منها الا على تقدير القول بما يسمى في علم الاصول بمفهوم الوصف وهو مفهوم باطل كما هو المحقق في محله اذن فلتكن النتيجة ان ابواب الجنان مفتوحة وابواب النيران مغلقة في كل شهور السنة وليس هذا من رحمة الله ببعيد.
ثالثا : ان هذه الظاهرة او الظواهر الثلاث وان كانت موجودة في سائر الاوقات والشهور الا أن ذلك يحصل بتركيز اكثر واهمية اعظم في شهر رمضان المبارك وبتعبير آخر ان ابواب الجنان مفتوحة دائما الا انها تفتح في شهر رمضان فتحا عظيما بحيث لا يقاس بغيره من الشهور ويقال فيها مجازا انها كانت مغلقة بإزاء هذا الفتح المبين الذي حصل الان كما ان ابواب النيران مغلقة دائما الا ان الاغلاق في شهر رمضان يتضاعف ويتزايد الى درجة لا يقاس بغيره بحيث يدرك الناظر مجازا انها كانت مفتوحة في غيره وهنا يمكن أن نلاحظ أن المروي ان النبي (صلى الله عليه واله) (قيد فتح ابواب الجنان فقط بكونها في هذا الشهر دون الامرين الاخرين فان العبارة التي سمعناها تقول : (يا ايها الناس ان ابواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فسلوا ربكم ان لا يغلقها عليكم وابواب النيران مغلقة فسلوا ربكم ان لا يفتحها عليكم ولم يقل في هذا الشهر والشياطين مغلولة فسلوا ربكم ان لا سلطها عليكم ولم يقل في هذا الشهر.
نعم لو جعلنا بعض هذه العبائر قرينة على البعض الاخر نتج حصول التقييد في كل هذه الخصائص الثلاث اي بشهر رمضان المبارك.
رابعا : انه يمكن القول ان هذه الظواهر الثلاث غير موجودة في سائر الاشهر وانما تحصل فقط في شهر رمضان المبارك اما ابواب الجنان كأطروحة طبعا هي في سائر الاشهر مغلقة لا بمعنى اغلاقها في وجه كل احد بل بمعنى انها لا تفتح الا بأسبابها كالتوبة والاستغفار فهي لا تفتح فتحا تبرعيا او عاما لسائر الناس وانما فقط للتائبين والمستغفرين والمتعبدين واضرابهم في حين انها في شهر رمضان تفتح فتحا عاما لسعة الرحمة وعمق المغفرة الموجودة في هذا الشهر الفضيل واما ابواب النيران فهي مفتوحة في سائر الاشهر وليست مغلقة لوضوح لاحظوا لوضوح ان النفس الامارة بالسوء موجودة عند كل احد وهو المنبع الاساسي للنيران والمفتاح الاساسي لأبواب جهنم وهي اعني ظواهر النفس الامارة بالسوء موجودة دائما اذن فأبواب جهنم من هذه الناحية واضرابها مفتوحة دائما ونحو هذا الكلام نقوله في الشياطين فانهم مطلقو السراح دائما خلال سائر الاشهر باعتبار ما يوجد من تجاوب لهم في باطن النفس الامارة والشهوات الغرارة ولكن ذلك يقل في شهر رمضان لامحالة.
خامسا : اننا يمكن ان نلاحظ بوضوح تقلص الذنوب والعيوب وقلتها في الاماكن المقدسة كالمساجد والمراقد ونحوها من حيث ان الفرد اذا دخل المسجد فانه لن يفكر في ذنب معتد به او لن يفكر في ذنب اطلاقا كما ان فرص الذنوب ستكون قليلة الزناوالسرقة والقتل ونحوها في داخل المساجد والمراقد طبعا الى حد يمكن ان نقول انها معدومة فرص غير موجودة. في حين ان فرص الطاعات تكون متوفرة في المساجد والمراقد والرغبة الى الصلاة والعبادة والدعاء موجودة لدى الاغلب في داخل المساجد والمراقد المقدسة وهذا هو بالضبط ما يمكن ان نفهمه من فتح ابواب الجنان وغلق ابواب النيران وغل الشياطين فان ذلك يعني انفتاح فرص الطاعات وتقلص فرص المعاصي والذنوب وهذا ما يحدث في الاماكن المقدسة وهو ملحوظ بوضوح كما قلنا. فهل يحصل ذنب معتد به يقع في الحرم الشريف لأمير المؤمنين او في مسجد الكوفة لنيقع بلطف الله سبحانه وتعالى وهذا ما يحدث في الأماكن المقدسة وهو ملحوظ كما قلنا فكذلك الحال نفسه ما يحدث في الزمان المقدس والفضيل وهو شهر رمضان او غيره لوضوح ان اتجاه عامة المؤمنين ايضا يكون الى تكثير الطاعات وتقليل المعاصي بل يمكن القول ان هذا الاتجاه موجود حتى عند العصاة والمعاندين من المسلمين يكفي ان نسمع قول الشاعر وهو بيت مشهور وان كان باطل طبعا :
رمضان ولى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى الى مشتاق
وهي الخمر طبعا اعوذ بالله. اذن فهو شارب خمر ولكنه يتركها في شهر رمضان فانه لمن راح يعني انه انتهى رمضان يقول ولى هاتها يا ساقي يعني انه تارك في شهر رمضان
وكذلك فان المعتاد من المقاهي الشعبية الملتزمة بالمعاصي والاغاني في سائر الايام والشهور انها تمتنع عن ذلك خلال مناسبتين هما شهر رمضان وشهر محرم الحرام.
كما ورد في الحديث في صفة لجماعة من الناس انهم لا يعبدون الله الا في شهر رمضان وهذا فعلا مطابق لما هو مسموع من طبقة في المجتمع من تاركي الصلاة وانهم يلتزمون بالصلاة في شهر رمضان قبحهم الله الله لا يتقبل منهم.
ومعنى كل ذلك وجود اتجاه النفوس حتى عند العصاة والمتطرفين من شاربي الخمر وتاركي الصلاة الى بعض اشكال الطاعة والاستغفار والتقليل من العصيان والشهوات وهذا من مستويات فهم ما سمعناه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) من فتح ابواب الجنان واغلاق النيران وغل الشياطين.
كما اننا ينبغي ان نلتفت الى ان ابواب الجنان ليست مفتوحة فتحا مطلقا حتى للعصاة والمعاندين انه كل من يأتي يدخل الجنة ! لا يوجد هكذا شيء طبعا. كما انها ليست مغلقة غلقا مطلقا حتى في وجه التائبين والمستغفرين. كما ان ابواب النيران ليست مفتوحة فتحا مطلقا حتى للتائبين والمستغفرين وليست مغلقة علقا كاملا حتى بوجه المعاندين. بل الغلق والفتح لكل من الجنان والنيران معنى نسبي او تدريجي ينال كل واحد من الناس ما يستحقه من ذلك غير انه يمكن القول بأن درجة الاستحقاق تختلف حسب الفرص المعطاة للتوبة او قل حسب قدس الزمان او قدس المكان او هما معا قد تكون في شهر رمضان وفي حرم امير المؤمنين مناسبتان قدسيتان تجتمعان عليه ولربما اكثر بفضل الله سبحانه وتعالى.
ففي غير المكان والزمان المقدسين يكون الفرد موكولا الى درجة استحقاقه الطبيعية او النظامية الناتجة من عمله حسنا كان او سيئا. واما اذا كان هناك مكان مقدس قد ذهب اليه الفرد من مسجد او مرقد او كان يمر زمان مقدس كشهر رمضان المبارك فان درجة الاستحقاق للنجاة تزداد او قل ان فرص التوبة والاستغفار تزداد برحمة الله وحسن توفيقه لا انها تبقى ثابتة لا انها تبقى ثابتة حسب عمل الفرد. طبعا بشرط ان يبادر الفرد الى نوع من الذكر والتوبة والاستغفار مهما قل او كثر.
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا *
صدق الله العلي العظيم
الجمعة الاربعون 27 رمضان 1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم اني اسألك باسمك الذي دان له كل شيء وبرحمتك التي وسعت كل شيء وبعظمتك التي تواضع لها كل شيء وبعزتك التي قهرت كل شيء وبقوتك التي خضع لها كل شيء وبجبروتك التي غلبت كل شيء وبعلمك الذي احاط بكل شيء يا نور يا قدوس يا اولا قبل كل شيء ويا باقيا بعد كل شيء يا الله يا رحمن صل على محمد وال محمد واغفر لي الذنوب التي تغير النعم واغفر لي الذنوب التي تنزل النقم واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء واغفر لي الذنوب التي تزيد الاعداء واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء واغفر لي الذنوب التي يستحق بها نزول البلاء واغفر الذنوب التي تحبس غيث السماء واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء واغفر الذنوب التي تعجل افناء واغفر لي الذنوب التي تورث الندم واغفر لي الذنوب التي تهتك العصم والبسني درعك الحصينة التي لا ترام وعافني من شر ما احاذر بالليل والنهار في مستقبل سنتي هذه. اللهم رب السماوات السبع والارضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم ورب السبع المثاني والقرآن العظيم ورب اسرافيل وميكائيل وجبرائيل ورب محمد (صلى الله عليه واله) سيد المرسلين وخاتم النبيين اسألك بك وبما سميت به نفسك يا عظيم انت الذي تمن بالعظيم وتدفع كل محذور وتعطي كل جزيل وتضاعف الحسنات بالقليل وبالكثير وتفعل ما تشاء يا قدير يا الله يا رحمن صل على محمد واهل بيته والبسني في مستقبل سنتي هذه سترك ونظر وجهي بنورك واحبني بمحبتك وبلغني رضوانك وشريف كرامتك وجسيم عطيتك واعطني من خير ما عندك ومن خير ما انت معطيه احدا من خلقك والبسني مع ذلك عافيتك يا موضع كل شكوى ويا شاهد كل نجوى ويا عالم كل خفية ويا دافع ما تشاء من بلية يا كريم العفو يا حسن التجاوز توفني على ملة ابراهيم وفطرته وعلى دين محمد (صلى الله عليه واله) وسنته وعلى خير الوفاة فتوفني مواليا لأوليائك ومعاديا لأعدائك وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
((
{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55)} (يا ربي لا بشيء من آلائك اكذب )
نستمر فيما بدأنا به به في الخطبة الاولى
اننا يمكن ان نلاحظ بوضوح ان الفرد بنفسه هو الذي يفتح باب الجنة وهو الذي يغلق باب النار او قل ان مفاتيح الجنة والنار فيما يخص شخص الفرد قد اعطيت للفرد نفسه فهو الذي يدخل نفسه الجنة بطاعاته واخلاصه وهو الذي يدخل نفسه النار بعصيانه وعناده وهو الذي يفتح ابواب جنته بالتوبة وهو الذي يفتح ابواب عذابه بالخيانة وهكذا ..
وذلك بعد ان اعطى الله تعالى صفة الارادة والاختيار القرب للإنسان ولم يكن مجبورا لا على طاعة ولا على عصيان كما ان الفرد يمكن ان يفتح باب الجنة لا شخاص آخرين كانت مغلقة في وجوههم كما لو كانوا فاسقين فحثهم على الهداية او عاصين فحثهم على التوبة او جاهلين فحثهم على التعلم (كول لا) ! .
وهذا احد موارد صدق الآية الكريمة : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } من حيث ان الكلمة الطيبة التي تتصف بالحق والصدق يمكن ان تكون بنفسها سببا للهداية المستمرة على طول الزمان وفي كل حين بأذن ربها ولمختلف الاشخاص بان يعلم بعضهم بعضا ويهدي بعضهم بعضا كما ان الفرد يمكن ان يفتح باب جهنم لا شخاص آخرين فيما اذا اغواه واضله او امره بعمل منكر كشرب الخمر او السرقة او الزنا او شككه والعياذ بالله في اصول الدين او في الحكمة الالهية ونحو ذلك وهذا ايضا من موارد صدق قوله تعالى بعد الآية السابقة : {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ } فإنما يمثل الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة بالشجرة باعتبار ان بعض اجزائها ينتج من بعض كأغصان الشجرة وتسلسل الهداية بالكلمة الطيبة بين الناس وبين الاجيال وتسلسل الغواية بينهم بالكلمة الخبيثة والعياذ بالله فيكون احدهم فرعا للأخر وناتجا عما قبله كفرع الاشجار. ونفس هذا المضمون موجود في تشبيه النار بالشجرة وخاصة على الطريقة القديمة على ايقاد النار حيث تأخذ الشعلة من شعلة وهكذا بعد شخاطة وزناد لم يكن عندهم. فتكون كل واحدة فرعا عما قبلها ولهذا قال {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ) تعالى يا ربي انت انشأت شجرتها ولا نحن انشأنها. ثم ان ادخال الفرد نفسه او غيره في الجنة او في النار قد نتصور انه في الدنيا وقد نتصور انه في الاخرة هذا يصير وهذا يصير. اما كونه في الاخرة فواضح وهو المطابق للارتكاز المتشرعي من حيث ان الفرد تحصل له الهداية في الدنيا فيستحق دخول الجنة في الاخرة كما قد تحصل له الغواية في الدنيا فيستحق دخول النار في الاخرة وهذا صحيح الا ان الخطوة الاخرى اننا نقول ان الفرد يدخل الجنة او يدخل النار في الدنيا قبل الاخرة وذلك مطابق لظهور القرآن الكريم حيث يقول عن جهنم: ( احاط بهم سرادقها
اي احاط سرادقها وسورها حول الكفار بوجودهم الدنيوي هنا احاط بهم سرادقها وهم في داخل السور موجودين اي في داخل جهنم لانه في داخل السور ماذا يوجد الا جهنم. كلما ما في الامر انها محجوبة عنهم لا يشعرون بإلمها وانما ينفتح ذلك لهم عند الموت وما بعد الموت. وكذلك قوله تعالى : (وان جهنم لمحيطة بالكافرين )اي بوجودهم الدنيوي واذا كانت جهنم قريبة في الدنيا من الكفار والفاسقين ففي الاولى ان تكون الجنة قريبة من المؤمنين (كول لا !) ويمكن ان يتحصل فهم ذلك من عدد من آيات القرآن الكريم كل ما في الامر انها قد تكون محجوبة عنهم لذائذها ومباهجها وانما تفتح هذه الامور لهم بالموت او ما بعد الموت وعلى اي حال فسوف يصدق قولنا انك اذا هديت شخصا فقد ادخلته الجنة و اذا اغويت شخصا فقد ادخلته النار من حيث ان هذا سيحدث فورا وليس في الاخرة فقط.
ومما ينفع بهذا الصدد ونحن في شرح هذه الفقرات من الخطبة المروية عن النبي (صلى الله عليه واله) حيث يقول : ((ان ابواب الجنان مفتحة وان ابواب النيران مغلقة)) فانه مما ينفع بهذا الصدد ان نلتفت الى ان هذا حاصل وموجود في اصل الخلقة الانسانية ان ابواب الجنان امام الانسان مفتحة في اصل الخلقة وابواب النيران مغلقة في اصل الخلقة ((فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم)) من حيث ان الفطرة تناسب فتح ابواب الجنان وغلق ابواب النيران وبتعبير آخر ان الله تعالى خلق الانسان للجنة لا للنار وان الله تعالى يريد لنا الجنة ولا يريد لنا النار وهذا معناه انه تعالى جل جلاله اصلا فتح لنا ابواب الجنان واغلق عنا ابواب النيران فلو اتبع الفرد قانون الفطرة والهداية لم يكن الحال مختلفا عن ذلك يعني يدخل الجنة بالضرورة ولا يرى النيران اطلاقا ولذا يتعجب ملائكة العذاب من دخول اهل جهنم في جهنم ويقولون لهم : ((ما سلككم في سقر)) اي ما الذي جاء بكم الى هنا لأنكم لستم مخلوقين لجهنم فلماذا اتيتم؟
الا ان الحال سيتغير خلال حياة الانسان ولن يبقى مطابقا للخلقة في الاعم الاغلب من الناس لما سيقارفونه من العصيان والطغيان فيفتوحون على انفسهم ابواب النيران ويغلقون في وجوه أنفسهم هم ابواب الجنان وهنا تأتي محاولات والهداية والتوبة والشفاعة ونحو ذلك.
اذن فمن الناحية العملية او التطبيقية لن يكون الحال الاصلي او الخلقي متحققا بل العكس غالبا هو المتحقق وهو فتح ابواب النيران وغلق ابواب الجنان ومن هنا تكمن اهمية شهر رمضان وبركته من حيث انه الزمان الموقوت لمزيد رحمة الله تعالى للجميع وهو العودة الى اصل الخلقة واعطاء الفرصة للتوبة والاستغفار وفتح ابواب الجنان وإغلاق ابواب النيران.
والخطوة الاخرة في هذا الصدد انه يقول (صلى الله عليه واله) في الخطبة المروية بعد (فسلوا ربكم ان لا يغلقها عليكم ) وبعد ان يذكر أن يذكر فتح ابواب الجنان : اغلاق ابواب النيران : (فسلوا ربكم ان لا يفتحها عليكم). في حين انها بالأكيد كما سمعنا ايضا انها تنفتح وتنغلق بالأعمال بعمل الفرد فأبواب الجنان تنفتح بالأعمال الصالحة وابواب النيران تنفتح بالأعمال السيئة لأننا لا نقول بانتساب ذلك الى الله تعالى مباشرة والا لزم القول بالجبر وهو قول باطل ومبرهن على بطلانه عندنا وفي مذهبنا وانما: ( ورد كما في الصحيح (لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين امرين).في حين ان الخطبة المروية عن النبي (صلى الله عليه واله) هذه تسند ذلك الى الله تعالى حين يقول : (فسلوا ربكم ان لا يغلقها عليكم) او (ان لا يفتحها عليكم) في العبارة الثانية وهذا ان كان بنحو العلية التامة والقهر لزم الجبر الا انه لا يراد به ذلك بكل تأكيد بل هو مبرهن على بطلانه وانما المراد به التسبيب الاقتضائي او التسبيب الناقص او ما يسمى بلغة المتشرعة بالتوفيق وهو لا يعني العلية التامة والقهر وانما يعني التسهيل والتيسير فقط. والتوفيق امر صحيح واكيد فهو جل جلاله الموفق لكل طاعة والموفق لترك المعصية الا تقول : (الحمد لله الذي قضى عني صلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) هذا بالنسبة الى الطاعة واما بالنسبة الى المعاصي فإنما ينالها الفرد باستحقاقه فان الله تعالى حين يجد الفرد المتدني مستحقا لاقتراف المعصية فانه يوكله الى نفسه ونفسه الامارة بالسوء تكون هي السبب حقيقة الى العصيان والطغيان فيتورط في المعصية بإرادته وقناعته.
بقيت خطوة اخيرة في شرح هذه الخطبة المباركة هو انه يقول فيها حسب الرواية : (والشياطين مغلولة) اي مشدودة بالغل وهو القيد. فاذا كانت الشياطين مغلولة ومقيدة فكيف تتصرف وكيف تحفظ مصالح انفسها من طعام وشراب وغير ذلك فان هذا خلاف الرحمة بالشياطين انفسها.
وجواب ذلك يكون على عدة مستويات اي واحد منها يكون صادقا فانه يكون كافيا في الجواب:
المستوى الاول : ان المراد ليس هو الغل الكامل للشياطين بحيث يكون سببًا لمنعهم عن مصالحهم الخاصة وانما المراد انهم ممنوعون عن التسلط على البشر خلال شهر رمضان الذي هو عملهم الاعتيادي والدائم وهو ان الشيطان يتسلط على البشر فاذا منعوا منه كان ذلك بمنزلة الغل بالنسبة اليهم.
المستوى الثاني : ان السؤال ناتج من تخيل ان الشياطين كالبشر يحتاجون الى طعام وشراب ولهم ما لنا من المصالح الشخصية الا ان ذلك يمكن نفيه ولا اقل انه مما لا دليل عليه ومعه فاذا كان الشيطان مغلولا لا يؤدي به ذلك الى القسوة او المفسدة او خلاف الرحمة.
المستوى الثالث : ان السؤال ناتج من تخيل ان الشياطين يتضررون في مصالحهم الشخصية من استمرار الغل لهم مدة شهر اي طول شهر رمضان كما في الشخص البشري فالإنسان اذا كان في غل مدة شهر تتضرر مصالحه الشخصية اكيدا فنتخيل الشياطين كذلك. في حين انه يمكن نفي ذلك وان مثل هذا الضرر خلال شهر لا يحصل للشياطين وان كان قد يحصل للبشر. وعلى اي حال فالظاهر والاقرب الى فهم العبارة هو المستوى الاول يعني المنع عن التسلط على الناس ولذا يقول (فسلوا ربكم ان لا يسلطها عليكم )
فان تسليط الشيطان على الفرد لا يعني حفظ المصالح الشخصية للشيطان بعد ان كان مغلولا وانما يعني فقط شروعه بالغواية بعد المنع اي غواية البشر بعد منعه عنها.
ومقتضى اطلاق العبارة هو كون الشياطين مغلولين عن كل الناس من مؤمنين وفاسقين وكفار لان شهر رمضان يمر على الجميع فتكون مزاياه شاملة للجميع من فتح ابواب الجنان واغلاق ابواب النيران وغل الشياطين، ولا بأس بهذه النتيجة باعتبار رحمة الله الواسعة حتى الكفار والمنافقين فانها ايضا تعني فتح فرصة التوبة والاستغفار والرجوع الى الهداية من قبل اي واحد منهم. غير ان طبقات كثير منهم يكون التوفيق عنهم مسلوبا باعتبار اصرارهم على العصيان والطغيان فهم في الآن الاول او قل في اليوم الاول من شهر رمضان سوف يغلقون ابواب الجنان في وجوه انفسهم ويفتحون ابواب النيران في وجوه انفسهم ويسلطون الشياطين على انفسهم حتى كأن هذه العملية او فتح ابواب الجنان واغلاق ابواب النيران بالنسبة لهم لا اثر لها او لا وجود لها وتبقى الفرصة الحقيقية والمستمرة مفتوحة بهذا الصدد للمسلمين والمؤمنين الذين لهم الاستحقاق النسبي لأغلاق ابواب النيران وفتح ابواب الجنان وغل الشياطين عنهم بمقدار قليل او كثير.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا احد *
صدق الله العلي العظيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 22-03-2017 الساعة 05:40 PM
ابو علي غير متواجد حالياً