عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-2011, 08:12 PM   #4

 
الصورة الرمزية أبو الفضل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : Aug 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,427

افتراضي


شروط الصلح ودورها في نقض البيعة وبطلانها :

أهم شروط الصلح :
1-أن يعمل معاوية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
2-أن لا يلاحق شيعة آل البيت عليهم السلام.
3-أن لا يسب أو يشتم عليا عليه السلام.
4-ليس لمعاوية الحق في نصب أحد للخلافة.
5-أن لا يدعو الحسن معاوية أميرا للمؤمنين.فكان من الشروط أن يُسقط نفسه عن إمرة المؤمنين، إذ أنه(عليه السلام) لما كان من جملة المؤمنين، عاهد معاوية أن لا يكون أميراً عليه.
6-على معاوية أن يعيد الخلافة إلى الحسن فإن توفي الحسن فإلى الحسين.
لعل أذكى وأقوى ماقام به الامام لإثبات أحقيته وبطلان شريعة خلافة معاوية
هي في الشروط التي وضعها على معاوية فنكث بها معاوية
في دلالة صريحة وواضحة لبطلان شريعة خلافته
بتعطيله لتنفيذ تلك الشروط والتي قادت بالنهاية الى ثورة الامام الحسين عليه السلام بعد تسلم يزيد الفاسق الحكم
دون مبايعة أو مصالحة واستفحالاً في نقض الشروط دون رادع
واصراره على اجبار الحسين عليه السلام على مبايعته قهراً
فما كان بعد تراكم كل تلك الاسباب واصرار الطرف المخالف على نقض الوعود والعهود والتمادي في التسلط والجبروت فلم يبق خياراً الا الثورة بعد أن استنفذ الطرف المقابل كل فرص الحوار والاتفاق بإخلاله المستمر للعهود..
ولعل هذا كان أكبر حجة للخلائق أن الفاسد سيبقى فاسد سواء حاربته أم صالحته وجاء صلح الحسن لإثبات ذلك واقعاً وفعلاً وبرهاناً ..
فلايبقى مجالاً للعاقل أن يسأل : لو صالح أو لو حارب
لأنه تم تجريب الحالتين الحرب والصلح للبرهان والحجة ان الفساق فاسدين في كلا الاختيارين ..
دليل نقض الشروط

ومعاوية لم يف بالشروط المصالحة والمصالحة مشروطة وبانتفاء الشروط تنتف المصالحة :
كما وأراد(عليه السلام) من الصلح إمهال معاوية، ليتمادى في غيّه، وينكشف للناس ـ وخصوصاً أهل الشام ـ زيغه، ومروقه عن الدين، وفساده، وفعلا حصل ما أراده(عليه السلام)، فمع أن الإمام الحسن(عليه السلام) اشترط على معاوية أن لا يتتبّع شيعة أبيه(عليه السلام)، فقد أراق معاوية دماء الأبرياء، وأزهق نفوس الأتقياء والصلحاء، أمثال حجر بن عدي وأصحابه، وعمرو بن الحمق الخزاعي، الذين كانوا يستعظمون الظلم ويستنكرون البدع. وشنائع معاوية كثيرة جداً ليس هذا محل إحصائها، حتى قال له الإمام الحسين(عليه السلام) في بعض كتبه: (فأبشر يا معاوية بالقصاص واستيقن بالحساب، واعلم أن لله كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)، ومخازيه مذكورة في محلها، .
وفي آواخرها عقد البيعة لـ(يزيد) القردة، الذي عرفه كل من شاهده

فتح الباري شرح صحيح البخاري المؤلف : أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي الناشر : دار المعرفة - بيروت ، 1379 تحقيق :أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي عدد الأجزاء : 13 [ جزء 13 - صفحة 65 ]( وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح إلى الزهري قال كاتب الحسن بن علي معاوية واشترط لنفسه فوصلت الصحيفة لمعاوية وقد أرسل إلى الحسن يسأله الصلح ومع الرسول صحيفة بيضاء مختوم على اسفلها وكتب إليه ان اشترط ما شئت فهو لك فاشترط الحسن أضعاف ما كان سأل أولا فلما التقيا وبايعه الحسن سأله أن يعطيه ما اشترط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فتمسك معاوية إلا ما كان الحسن سأله أولا واحتج بأنه أجاب سؤاله أول ما وقف عليه فاختلفا في ذلك فلم ينفذ للحسن من الشرطين شيء)
فكان حكم معاوية في ذلك أنه من مصاديق الآية الكريمة {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}
فقد نقض مواثيقه مع الإمام الحسن عليه السلام ولم يف بها كما قدمت
الإمام الحسن عليه السلام ما تنازل لمعاوية عن الإمامة فهي منصب إلهي ليس قابلا لمثل ذلك بل أجرى مصالحة مع معاوية في أمر الملك مضطرا مكرها مجبرا لما تيقن من أن الأمر سيؤول إلى معاوية لا محال ولن يجري لو قاوم أكثر إلا سفك الدماء الطاهرة وانتهاك المحرمات ....وقد أوردت لك بعض دلائل ذلك بما لا يمكنك رده والملك قد يؤول للكافر والمنافق ... وأنت ترى أحوال أكثر الدول
والإمام الحسن عليه السلام وشيعته لم يسلموا من معاوية وشره وقد صالحوه فكيف لو لم يفعل الإمام الحسن عليه السلام ذلك وشيعته ؟!
وكان مصير وجزاء الحسن عليه السلام بعد هذا الصلح دس السم في طعامه وقتله مسموماً بعد أن اغرى معاوية زوجة الحسن لعنها الله جعدة بنت الاشعث فمرقت بقتله من الدنيا والاخرة كما مرق آمرها ..
وما هذا الا بحث صغير ونموذج بسيط جداً وتضمن القليل من النصوص التي تثبت بطلان بيعة معاوية وكره الحسن عليها
ويوجد غيرها الكثير والكثير التي تثبت أن الحسن بايعه مضطراً وكان يرى في معاوية فتنة الارض
والدليل :
الجامع لأحكام القرآن المؤلف : محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد الله عدد الأجزاء : 20 [ جزء 10 - صفحة 245 ] ( التأويل الثالث قاله أيضا سهل بن سعد رضي الله عنه قال سهل : إنما هذه الرؤيا هي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فاغتم لذل وما استجمع ضاحكا من يومئذ حتى مات صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية مخبرة أن ذلك من تملكهم وصعودهم يجعلها الله فتنة للناس وامتحانا وقرأ الحسن بن علي في خطبته في شأن بيعته لمعاوية : { وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين } [ الأنبياء : 111 ] )
وما جرى من الإمام الحسن عليه السلام مثل ما يجري في هذه الأيام في مثل دولة لبنان من توليت المسيحي لسدت الملك مع أن من بايعه أو من صالحه من المسلمين قد لا يسلم له بالشرعية ولا هو قابل بذلك .
بل مثل ذلك ما يقع من مبايعة أو مصالحة في الدول الكافرة من قبل المسلمين للحاكم الكافر أو في الدول الإسلامية مع الحاكم المسلم الفاجر الظالم أو المسلم المنافق المتسلط ...


فالسلام عليه يوم وُلد ويوم استُشهد ويوم يُبعث حيا واللعنة كل اللعنة على قاتليه وظالميه ومعذبيه وهاضمي حقه في الدنيا والآخرة..

ونسألكم الدعاء





 

 

 

 

 

 

 

 

أبو الفضل غير متواجد حالياً