اللهم صلِ على محمد وآل محمد
الصلاة بين يدي العباس عليه السلام
ان مرقد العباس اليوم مزار مئات الألوف، يأتونه من كل فج عميق، لأنه يذكرهم بالله.. فهو مقصد المؤمنين ليس كهدف، بل كوسيلة، وضريحه مكان للدعوة إلى الله، والتضرع إليه، وإعلان الولاية لأولياء الله، والتبرؤ من أعدائه.
في حضور العباس يتجسد في صلاتك كل الخشوع لله تعالى، فالصلاة في محراب الشهداء هي الصلاة الحقيقية، وهي تختلف عن ألف صلاة مزيفة أخرى.. انها تختلف عن الصلاة في غرف نوم الملوك، وتختلف عن الصلاة للتظاهر أمام الناس، وعن الصلاة لكسب الرأي العام، وعن الصلاة المجردة عن تحمل المسؤولية، وعن الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
ولذلك لا ترى عند ضريحه الا التورع والتضرع والدعاء والصلاة والنصيحة.. فهو شهيد تلك القيم.
وينقسم الناس بالطبع هناك إلى درجات: منهم من يعبد الله لكسب رضاه، ومنهم من يستمد منه العزيمة لمواجهة طغيان الطغاة، ومنهم من يستنجد به لكسر شهوات الجسد، وتحمل المسؤولية تجاه المخلوقين، ومنهم من يطلب منه حوائجه، فالناس يرون العباس بوابة الحوائج، وليس ذلك إيمانا بالخرافات، فالحقيقة والخرافة تتمايزان في عالم النظريات، ولكن في عالم الواقع فإنك لا تستطيع ان تقول لمن يطلب حوائجه عند ضريح العباس (ان ذلك خرافة) فهو يحصل عليها بالفعل، وأنا ممن أؤمن بذلك، لأنني طلبت حوائج كثيرة من الله وقدمت العباس بين يدي حاجاتي، وأستجاب الله دعائي، ومثلي ألوف مؤلفة من الناس في كل مكان..
حقا ان للعباس حضور يومي في حياة الناس، خاصة في أوقات الشدة، وعند مواجهة المشاكل، والحاجات العادية، وفي مواجهة الشهوات النفسية.
-من كتاب (العباس بطولة الروح وشجاعة السيف) للعلامة السيد هادي المدرسي