وخلقنا الانسان في أحسن تقويم ؛قد مَنَ علينا خالقنا العظيم بنِعَمٍ جمةً لاتعد ولاتحصى ومن هذه النِعم الجسام نِعمة حُسن الخُلق قال تعالى [ألم نجعل لهُ عينين ولساناً وشفتين ...]. وبالمقابل كان هناك زكاة أو ضريبة كما يعبرون حالياً على كل نعمة ولكن وكلٌ بحسبه ,فزكاة نعمة البصر هي غض النظر عن محارم الله عزوجل وزكاة السمع هي ترك الأستماع الى اللغو والأنصات الى كلام الباري تعالى وزكاة الأبدان الصوم وهكذا ...أما زكاة اللسان فهي إجمالاً قول ما يرضي الله وترك ما ينهى عنه قال تعالى [ ومثل كلمةً طيبة كشجرةٍ طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين ..] إذا لسان المرء أما أن يكون لسان خيرٍ أو لسان شرأما أن ينطق بما يرضي الله أو أن يقول ما لايرضه سبحانه . قال رسول الله (ص) ..لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ..وبمعنى أخر إذا تكلم المرء فإما لـــه أو علـــيه فإذا كانت له كُتبت له حسنه وإن كانت عليه كتب له بها سيئه فالخير أن لايتكلم الرجل الا بما يعنيه ويخصه قال نبينا (ص) [إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ,يكتب الله له بها رضوانه الى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ماكان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها سخطه الى يوم يلقاه ] وقد قال أمير المؤمنين (ع) [إياك وفضول الكلام فإنه يٌظهر من عيوبك ما بطن ويحرك عليك من أعدائك ما سكن ]. فيا إخوتي يجب أن نعود أنفسنا على قلة الكلام والأكثارمن الصمت فلايزال النسان محفوضاَ ما دام صامتاُ فالمرء مخبؤٍ تحت طي لسانه . قال الشاعر [الصمت زينٌ والسكوت سلامةٌ ... فإذا نطقت فلا تكن مكثاراً ,فإذا ندمت على سكوتك مرةً ...فلتندمن على الكلام مراراً] والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وأله أجمعين وعجل فرجهم وألعن عدوهم .