عمر بن خالد الصيداوي
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عمر بن خالد الصيداوي
كان عمرو شريفا في الكوفة ، مخلص الولاء لأهل البيت ، قام مع مسلم حتى إذا خانته أهل الكوفة لم يسعه إلا الاختفاء ، فلما سمع بقتل قيس بن مسهر وأنه أخبر أن الحسين ( عليه السلام ) صار بالحاجر خرج إليه ، ومعه مولاه سعد ، ومجمع العائذي وابنه ، وجنادة بن الحرث السلماني ، واتبعهم غلام لنافع البجلي بفرسه المدعو الكامل فجنبوه وأخذوا دليلا لهم الطرماح بن عدي الطائي ، وكان جاء إلى الكوفة يمتار لأهله طعاما ، فخرج بهم على طريق متنكبة ، وسار سيرا عنيفا من الخوف لأنهم علموا أن الطريق مرصود ، حتى إذا قاربوا الحسين ( عليه السلام ) حدا بهم الطرماح بن عدي فقال :
يا ناقتي لا تذعري من زجري * وشمري قبل طلوع الفجر
بخير ركبان وخير سفر * حتى تحلي بكريم النجر
الماجد الحر رحيب الصدر * أتى به الله لخير أمر
ثمة أبقاه بقاء الدهر
فانتهوا إلى الحسين ( عليه السلام ) وهو بعذيب الهجانات ، فسلموا عليه وأنشدوه الأبيات .
فقال ( عليه السلام ) : " أم والله إني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا ، قتلنا أو ظفرنا " .
قال أبو مخنف : ولما رآهم الحر قال للحسين : إن هؤلاء النفر من أهل الكوفة ليسوا ممن أقبل معك ، وأنا حابسهم أو رادهم ، فقال له الحسين : " لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي ، إنما هؤلاء أنصاري وأعواني ، وقد كنت أعطيتني ألا تعرض لي بشئ حتى يأتيك كتاب ابن زياد " .
فقال : أجل ، لكن لم يأتوا معك ، فقال : " هم أصحابي ، وهم بمنزلة من جاء معي ، فإن تممت علي ما كان بيني وبينك ، وإلا ناجزتك " ، فكف عنهم الحر (1) .
وقال أبو مخنف أيضا : ولما التحم القتال بين الحسين ( عليه السلام ) وأهل الكوفة ، شد هؤلاء مقدمين بأسيافهم في أول القتال على الناس ، فلما وغلوا عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم ، وقطعوهم من أصحابهم ، فلما نظر الحسين إلى ذلك ندب إليهم أخاه العباس ، فنهد إليهم وحمل على القوم وحده يضرب فيهم بسيفه قدما ، حتى خلص إليهم واستنقذهم فجاؤا وقد جرحوا ، فلما كانوا في أثناء الطريق ، والعباس يسوقهم رأوا القوم تدانوا إليهم ليقطعوا عليهم الطريق فانسلوا من العباس ، وشدوا على القوم بأسيافهم شدة واحدة على ما بهم من الجراحات ، وقاتلوا حتى قتلوا في مكان واحد (2) .
فتركهم العباس ورجع إلى الحسين ( عليه السلام ) فأخبره بذلك
(1) تاريخ الطبري : 3 / 308 .
(2) تاريخ الطبري : 3 / 330 .
اللهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الحُسَيْن عَلَيهِ السَّلام يَوْمَ الوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأصْحابِ الحُسَيْن الّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلام.
التعديل الأخير تم بواسطة طالب رضا المعصوم ; 21-11-2012 الساعة 01:40 AM
|