26-12-2012, 10:14 PM
|
#1
|
|
صقيل
سألني أحد الأصدقاء عن معنى صقيل فكان جوابي له أن معنى صقيل هي أحد أسماء أم الإمام المهدي
رضوان الله عليها فأنها لها أسماء عديدة منها نرجس ومليكه وريحانه وصقيل وجاء معنى تسميتها صقيل
المرأه التي لم يظهر عليها أثار الحمل فأن أم الإمام المهدي لم يظهر عليها أثر الحمل ألا في اليوم الذي
ولد فيه الإمام المهدي سلام الله عليه . وبعد تلك المقدمة أحببت أن أتطرق الى تلك المرأة العظيمة ولنأخذ
لمحه عن حياتها وما لقيت في عمرها من بلاءات واختبارات فإن تلك المرأة من أصل رومي أي أنها من بلاد
الروم وكان والدها أحد القياصرة في تلك البلاد وكانت الدولة الرومانية آن ذاك دولة مسيحيه أي أنها تعتنق
الديانة المسيحية وهم متعصبون من هذه الناحية وكان جدها أحد حواري عيسى عليه السلام وأسمه شمعون
فهي قد نشأت في بيت متحفظ دينياً بالرغم من ديانتها المسيحيه ألا أنها قد أخذت من الصفات الحسنة الكثير
منها فأن بعض العائلات الملكية آنذاك كانت عائلات متدينة وخصوصاً عائلة السيدة صقيل فأنها قد تربت على
الحشمة والشرف والحياء والوفاء والتعقل وما الى ذلك من صفات حسنة ولو لا تلك الصفات التي كانت تحملها
تلك السيدة الجليلة لم تكن كفؤ الى إمامنا الحسن العسكري فأن المعصومين دائماً يبحثون عن الأكمل والأحسن
والأخلص والأشرف من النساء فهي سلام الله عليها كانت أفضل امرأة في ذلك الزمان فهي الوحيدة التي تستطيع
حمل الإمام المهدي لما لها من صفات ومؤهلات لا تجدها عند أغلب النساء فهي قد تحملت الأسر والرق والسجن
والإقامة الجبرية . ولنسرد كيف كان زواجها من الإمام الحسن العسكري بصورة مختصره فإنه في أحد الأيام رأت
في المنام أنه أنعقد في قصر جدها قيصر مجلس متكون من المسيح وشمعون وعدة من الحواريين ويدخل الرسول
محمد صل الله عليه واله فيخف لأستقباله معتنقاً له فيقول له الرسول الكريم أني قد جئتك خاطباً من وصيك شمعون
فتاته مليكه لأبني فنظر المسيح الى شمعون فقال قد أتاك الشرف تصل رحمك برحم رسول الله وعلى أثر هذا الحلم
يعلق في نفسها حب الإمام العسكري ثم بعد أربع ليال يزورها في المنام مريم بنت عمران وفاطمة بنت محمد عليهم
السلام فتقوم مريم بتعريف الزهراء لمليكه قائلة هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد عليه السلام فأخذت الفتاة تبكي
وتشكوا أليها أمتناع العسكري من زيارتها فتجيبها الزهراء إن أبني لا يزورك وأنت مشركة بالله ثم تأمرها بأن تشهد
الشهادتين فتدخل في الإسلام في عالم الرؤيا فتضمها الزهراء الى صدرها وتعدها بزيارة الإمام لها .
ولي تعليقه على رؤيتها للزهراء ما يثبت أن تلك المرأة لها صفات المرأة الصالحة والشريفة ولها من الحياء والعفة
ما يؤهلها أن ترى الزهراء ولأن الزهراء لن تأتي ألى أي امرأة لا تحمل تلك الصفات .
وبعد ذلك بقي الإمام الحسن العسكري يأتيها في المنام كل ليلة ويتكلم معها الى أن جاءت اللحظة الحاسمة فإنه سلام الله
عليه قد قال لها إنه غداً سوف يهجم جدك بجيش لقتال المسلمين فأنت تنكري بزي الرجال وأخرجي مع الجيش حتى
يأخذوك أسيره عند المسلمين حينها سوف يأتون بك الى بغداد ليبيعوك كجارية وعندها سوف يأتي رجل يشتريك
فأعرضي عن أي شخص يحاول شراءك ألا الذي سوف يأتي بكتاب مختوم من عندي وفعلاً فأنها قد فعلت ما طلب منها
الإمام فقد أخذوها وباعوها في سوق النخاسين كجارية وكان كلما يأتيها رجل لكي يشتريها لا تقبل بأن يلمسها أو ينظر
أليها .
ولي تعليقه على هذا الفعل فأن تلك المرأة العظيمة قد ضحت بكل ما تملك من مكانتها الرفيعة وبكل ذلك العز والثراء والجاه
الذي لا يوصف لتذهب بإرادتها لتصبح جاريه فيا لها من تضحية وأي شخص يستطيع أن يترك عيش الملوك ليذهب الى
عيش العبيد فأنظر وتأمل كيف يمكن لمرأة أن تفعل هذا الفعل ألا من أمتحن الله قلبها بالإيمان وتبقى لمسة المعصوم له الأثر
الفعال في ذلك فأنها قد تحملت ذلك الأسر وتلك العبودية من أجل أن تتشرف بلقاء الإمام العسكري سلام الله عليه فسلام على
تلك المرأة الجليله يوم ولدت وسلام على تلك المرأة المضحية يوم توفيت وسلام على تلك المرأة العظيمة يوم تبعث حيا .
|
|
|