السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
تذكر الروايات إن رسول (صلى الله عليه وآله) لما أراد
الخروج من مكة المكرمة طلب من أمير المؤمنين(عليه السلام) المبيت في فراشه لكي
يوهم القوم بعدم خروجه من بيته ، وهكذا إمتثل أمير المؤمنين(عليه السلام) لهذا الأمر
ووقاه بنفسه فكانت احد البطولات التي سجلها التاريخ لعلي(عليه السلام) .
إلا إن البعض من المنافقين الذين لا يطيقون سماع مثل هذه
الأخبار أورد شبهة محاولاً فيها الانتقاص من قيمة هذا الموقف الشجاع حيث احتجوا بقول
رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما طلب من أمير المؤمنين (عليه السلام) المبيت
بقوله { نم على فراشي فأنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله}وجعلوا هذه العبارة دليلا
على أن رسول الله قد أعطى لعلي الضمان بأنه لن يحصل لك أي مكروه.
وبناءاً على هذا القول لن تبقى لعلي أي فضل وأي مزية في
تلك ألليله إذ بإمكان أي مسلم إذا قال له النبي ذلك أن ينام في فراشه ؟!!!!

وللجواب على هذه الشبهة أقول:
1-لقد ثبت في عقيدتنا البداء وهو أن يظهر الله تعالى
شيئاً كان خافيا عن الناس كقوله تعالى (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)
وقوله تعالى( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما امنوا كشفنا
عنهم عذاب الخزي) إذن ففي تلك الليلة كان من المحتمل جدا أن يدخل البداء في قول
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويُظهر الله أمرا كان خافيا على رسول الله ويقتل أمير
المؤمنين(عليه السلام) وأكيدا أمير المؤمنين كان عالما بذلك المعنى وكيف لا وهو القران
الناطق.
2-إذا فهمنا من قول رسول الله عدم القتل فيمكن أن يحصل
له أمر آخر كالاعتقال او السجن او الضرب او قطع احد الأعضاء فيكون ذلك جدا كاف
لتسجيل مثل هذا الموقف البطولي وعدم التشكيك فيه.
3-إن رسول الله حكيم والحكيم هو الذي يضع الشي في مكانه الصحيح فلو انه وجد من هو أكفئ منه لكلفه بهذه المهمة
الصعبة وحيث انه لم يكلف غيره إذن فهو أكفئ شخص يقوم بهذا الأمر, وإذا شككتم بهذا الأمر
فأنتم تشككون بعلم وحكمة رسول الله (صلى الله عليه واله).
4-لو فرضنا أن رسول الله لم يقل لأمير المؤمنين ذلك وأمره بالمبيت على فراشه فماذا تضنون انه فاعل؟
اعتقد من يستطيع الاجابه هي مواقفه في بدر واحد وخيبر وحنين ووو.....
فهل أن رسول الله اخبره في كل تلك المواقف العسيرة التي اهتز وارتعد منها أكثر المسلمون بأنه لن يحصل لك أي مكروه؟!!!!
واللبيب تكفيه الاشارة