15-02-2013, 09:28 AM
|
#1
|
|
قائد ألأنتصارات-وكلا قالها بالدماء
بسمه تعالى قائد الانتصارات..عماد مغنية
بقلم جليل النوري.....
حين اعلنت وسائل الاعلام نبأ استشهاد الحاج عماد مغنية، لفتَ انتباهي مشهدان، الاول، ان رئيس وزراء الكيان الصهيوني الاسبق، (اولمرت)، كان يضحك مُتشفّياً في ثاني يوم الاغتيال، والمشهد الاخر، ان المتحدث باسم البيت الابيض قال، ان العالم اليوم اصبح اكثر اماناً بغياب مغنية.
فقلتُ في نفسي، ما اعظم هذا الرجل، انطبقت عليه حرفياً عبارة السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره، حين قال في احدى مناسبات الجمعة بما مضمونه: (يكفي ان في موتي شفوة وفرحاً لإسرائيل وامريكا، وهذا غاية الفخر في الدنيا والاخرة).
وقبل ايام، واثناء الحديث المتبادل مع سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله، تطرقنا الى هذا القائد الشجاع فقلتُ لسماحته: الا تعتقد ان الحاج عماد خسره الاسلام والمذهب؟، فقال لي: بل قل: ان الحاج عماد خسره الامام المهدي عليه السلام.
واذ نحن نمر في ذكراه السنوية المتجددة لاستشهاده، لابد ان نستلهم العبرة ونستفيد من تجاربه الجهادية، التي لقّنَ بها اعداء الله ورسوله دروسا، سيكتبها التاريخ بأحرف من نور، فهو المقاوم المجاهد الذي اختصّه الله منذ ريعان شبابه، وهو الرجل الذي حرّر بلاده من الاستعمار الامريكي الفرنسي كالبرق، حين زلزل الارض تحت معسكراتهم في مطار بيروت، وقتل من الامريكان شر مقتلة، لا زالوا يتحدثون عنها الى يومنا هذا في كل محافلهم، والحاج عماد كان الحريص على دينه ومذهبه، اذ لم يكن ذا انتماء حزبي ضيق، بل كان حاملا لعنوان الجهاد الاعم الاشمل، فهو صديق كل المقاومين، في اي بقعة حلت من هذه الارض، لانه يرى ان العنوان الاشمل للجهاد، يسبق الانتماء الحزبي الضيق، وهو اقدس من ان يُحصَر في خانة حزب او دولة او طائفة او دين، بشرطه وشروطه.
والحاج رضوان كما كان يُطلَق عليه، لم يكتفِ بتقديمه اثنين من اخوته قرابين على منحر الحرية والشهادة، فقد كانا يمثلان له الحافز الذي يدفعهه للجهاد والاستمرار على هذا النهج، وايضا كان يفتخر انه اصبح يُحدّق في عيون الامهات والزوجات والاباء والابناء الفاقدين لابناءهم، لانه اصبح واحدا منهم، بعد ان كان خجلا قبل ذلك من النظر اليهم.
الحاج عماد، نموذج للقائد بمعنى الكلمة، فهو المتواضع في طبعه، والمخطط للقتال، والمهندس للعمل النوعي، والمجاهد الذي اتقن فن صنعته على اتمها، وهو المحقق لكِلا الانتصارين على الارض، وهو المعلم، وهو التلميذ في نفس الوقت.
وقد يكون بخسا مني في حق الاخ القائد عماد مغنية، ان اختصرت الحديث عنه في هذه الاسطر المتواضعة، ولكن ما لا يُدرَك كله، لا يُترك جُلّه، وما دفعني للكتابة عنه الا من باب الوفاء لشهدائنا، وقادتنا، وحبا بالمقاومة ورجالاتها، الذين نكنّ لهم كل الفضل، ولهم في رقابنا الدَين الكبير، لانهم حررونا من براثن الاستعمار، وذل عبوديته، كما اراد الله لنا ذلك، ورسوله واهل بيته عليهم السلام.
وهنا لا بد من قول امر مهم، والبوح به، وهو اننا في المقاومة الاسلامية في العراق، نقول ان الاخذ بثار الحاج عماد مغنية، لا ينحصر على الاخوة في حزب الله فقط، بل هو مسؤولية الجميع، ممن يؤمن بفكر المقاومة، ونهج المقاومة، لان الحاج عماد ما كان يوما لحزب او مجموعة، بل كان من رحم الجهاد وصلب المقاومة، لذا ومن هذا المبدا الذي نؤمن به، نقول، إننا ندعوا الله جلت قدرته ان يمَكّننا، من الوصول الى اي هدف للكيان الغاصب الصهيوني، سواء في داخل الاراضي المُغتصبَة او خارجها، والنيل منه، وضربه بيد من حديد، وهي امنية كانت ولا زالت تعيش في دواخلنا، ليعرف العالم اجمع، ان الاعتداء على اي مقاوم في العالم، هو بالنتيجة اعتداء على كل المقاومين الشرفاء، لان الجميع ابناء نهج وفكر وعقيدة واحدة.
فالسلام عليك حاج عماد، يوم ولدتَ، ويوم استشهدتَ، ويوم تــُبعثُ حيّـاً، مؤتزراُ كفنك، شاهراً سيفك، مُجرّداً قناتك، مُلبّياً دعوة الداعي اذا دعاك.
اللهم ارحم شهداء المقاومة الاسلامية في كل العالم، لاسيما شهداء المقاومة في العراق.
جليل النوري
يوم الخميس الموافق للثالث من شهر ربيع الثاني للعام 1434
المصادف للرابع عشر من شهر شباط للعام 2013
|
|
|