بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

ذكر القرءان الكريم ((الوسيلة)) في ايتيين (( يايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون )) المائدة 35 (( اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب

ربك كان محذورا )) الاسراء 57 والوسيلة كما ذكرها الراغب الاصفهاني (( التوصل الى الشيء برغبة ))(( وحقيقية الوسيلة الى الله تعالى مراعاة سبيله)) وعلى هذا فالوسيلة هي السبيل الذي يوصل من خلاله الى هدف او غاية معينة .

وبالنظر الى الايتيين نرى ان الباري سبحانه وتعالى قد ذكر ( الابتغاء) في الوسيلة وهو شدة الالحاح والجد والاجتهاد .


يضع الباري سبحانه وتعالى بين ايدينا برنامجا الهيا للوصول الى مرضاته والفوز بقبول الدعاء ويفهمنا ان الالحاح في اتخاذ الوسيلة والتمسك بها هو القانون الالهي والفرض الرباني لقبول الدعاء والصعود في مدارج التقوى والكمال .

فما هي الوسيلة اليه سبحانه ذكر المفسرون في تفسير هاتان الايتان مصاديق متتعددة للوسيلة منها العمل الصالح والالتزام بالواجبات من صلاه وصوم وامور عبادية اخرى وهذه المصاديق كلها صحيحة لاغبار عليها قطعا ولو تاملنا قليلا

في ايه سورة الاسراء فسوف يظهر لنا جليا ان هنالك وسائل اقرب في الوصول الى الهدف ( وهو القرب من الخالق العظيم ) ( ايهم اقرب ) ولنرجع الى تراث مدرسة اهل البيت عليهم السلام فنجد مثلا في دعاء الندبة ( اين السبيل بعد السبيل ))

(يابن السبل الواضحة) فاهل البيت سلام الله عليهم هم السبيل اليه سبحانه وهم اقرب الخلق اليه وهم اشرف الخلق عنده ( اللهم اني لو وجدت شفعاء اقرب اليك من محمد واهل بيته الاخيار الائمة الابرار لجعلتهم شفعائي ...................))