فَأَصلُهُ كَرَمٌ ، في وَجهِهِ شِيَمٌ = في روحِهِ هِمَمٌ مَزروعَة فيهِ
فَإِنْ وصفْتُ فَلَنْ أَرقى لأَخْمَصِهِ = وَإِنْ سَكَتُّ ، فَنورُ اللهِ يَحكيهِ
فَهل سمعتَ بِقَولٍ واصِفٍ مَلَكاً = بَلِْ الْمَلائِكُ تَسمو في مَعانيهِ
هذا عليُّ الذي التنزيلُ لاذَ بهِ = وَهوَ العليُّ الذي التأويلُ يَرثيهِ
هوَ الوليدُ الذي يَزهو بهِ رَجَبٌ = وَالبيتُ في شَمَمٍ ما ظَنَّ يَحويهِ
جِبريلُ مَهَّدَهُ ، ميكالُ وَسَّدَهُ = وَأُمُّهُ مِنْ مِدادِ العرشِ تَسقيهِ
حَوّاءُ تَحضنُهُ العذراءُ تَحمِلُهُ = أَمّا وَآسِيَةٌ تَحنو لِتُرضيهِ
وَهوَ الشجاعُ الذي جِبريلُ حَفَّ بهِ = في كلِّ مَوقعَةٍ بُشراهُ تَأتيهِ
سيفُ الرسولِ الذي إِنْ صالَ صالَ بهِ = دِرعُ النبيِّ الذي ما انفَكَّ يَحميهِ
أَللهُ أَيَّدَهُ بِالحقِّ ، وهوَ فتىً = فَصارَ عُنوانَهُ أَيّانَ تَأَتيهِ
أَعظِمْ بِمَنْ جِبرَئيلٌ صارَ خادمَهُ = أَكرِمْ بِمَنْ جِبرَئيلٌ كانَ ناعيهِ
أَبو الأئِمَّةِ ، صِنوُ المصطفى شَرَفاً = عليٌّ المرتَضى الكرارُ أَعنيهِ
أبو الإِمامِ الذي الأَرواحُ تَنظُرُهُ = وَتَرتَجي ساعةً فيها تُفَدّيهِ
أَبو محمدٍ الموعودِ يَملَؤُها = قِسطاً وَعَدلاً ، فَكلُّ الأَرضِ تَبغيهِ
إِنَّ الأَمانيَ ما زالَتْ تُنادِمُني = وَالقلبُ خَصَّهُ في أَسمى أَمانيهِ
فَهوَ السراجُ الذي في القلبِ شَعَّ هُدىً = وَهوَ السرورُ الذي يجلي مَآسيهِ
في القلبِ مَوطِنُهُ ، في العينِ مَسْكَنُهُ = وَالروحُ تَحضِنُهُ أَنى تُناجيهِ