( امل الظهور ) بقلم سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسن الله اليكم اخوتي الاحبة على مروركم الطيب

بارك الله فيكم

احسنت اخي الغالي على هذا المجهود المبارك
وفقك الله لكل خير

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
شكري الجزيل لكم اخوتي الاحبة على مروركم الطيب

أمل الظهور

بقلم سماحة القائد السيد مقتدى الصدر ( دام عزه )

--------------------------

لم يجرؤ بل ولم يستطع احد ممن كتب عن (الامام المهدي) ان يحدد يوم ظهوره على الاطلاق، فان ذلك ليس من مجهوليته فقط بل لعله من باب كشف السر الالهي المدفون من جهة ومن باب عدم استمكان العـ،،ـدو من الامام من جهة اخرى.

فانه من الصحيح لكل من آمن بمشروع (المُنقِـذ) او (المُخلّص) ان يبقى هذا الامر سريا لكي لا تذهب آماله ادراج الرياح وينتهي انتظاره بخيبة امل كبيرة.

ولو دققنا النظر وتأملنا قليلا لوجدنا ان الانسان الذي قد لا يعلم من الحياة الا ماضيه وحاضره، قد يحتاج في فهم مستقبله امرا مهما وهو ما اسميه بالأمل، فما اضيق العيش لولا فسحة الامل.

فلا يخفى على كل ذي نظر بان الإنسان بلا (امل) كالإنسان بلا (هدف) كالذي يأكل من اجل الاكل والذي يعمل من اجل العمل وبدون آمال لا استمرار للحياة ومعرفة نتائجها الحسنة.

ويتشـ،،ـدد ذلك الامر ويصبح ضروريا لما يمر به الفرد من صعوبات ومضايـ،،،تقات حياتية او عد*وانية تجعل من مسيرته وتكامله ولو على الصعيد الدنيوي امراً مستصعباً بل قد يراه مستحيلا في بعض الاحيان، وهذا ما قد يصيبه بالاحباط والبؤس والتقهقر والتراجع عن آماله ومشاريعه واعماله التي يأتي بها من اجل تسطير النجاحات الخاصة والعامة.

مما يؤدي الى ان يلجأ الى العزلة وعدم العمل وبالتالي ينعدم الانتاج شيئا فشيئا، فتصبح الانسانية جوفاء بلا اي معنى وبدون اي مغزى، فلا عمل ولا ثمار ولا نتائج ولا ثواب ولا عقاب.

ولا ينطبق ذلك الا على المظلومين والفقراء والمستضعفين دون الاستكـ،،،ـبار العالمي الذي كاد العالم ان يكون كقرية صغيرة بيده فهو من هذه الناحية لا يحتاج الى امل مستقبلي وخصوصا وان اغلب من انغمس بالاستكـ،،ــبار والتحضر الاجوف قد نسي او غفل او تغافل عن المستقبل الصادق الصالح، فانه يعمل لدنياه كأنه يعيش ابدا وان لا يصيبه جوع او ظمأ ولا مخمصة ولا اي سوء.

فهو الذي يرى في نفسه ونظامه بانه الاقوى والافضل والاكمل والاجمل والاعظم والاكبر، فأي أمل سيرى واي منقذ سينتظر واي مُنتَظَر سيتذكر واي إمام سيأمل؟!.

لكن ليس هذا التكبر وحب الذات فقط ما جعل البعض يحاول تهـ،،ـديم صرح (الامل) ومبدأ (الانتظار)، بل هناك امور عديدة قد ساعدت على ذلك:

اولا: تشـ،،،ـويه بعض الاسلاميين للاسلام، من خلال تصرفاتهم واحكامهم وما الى ذلك.

ثانيا: تسيس قضية الامام المهدي وجعلها لطرف دون طرف اخر، مما ادى الى نفور الكثير من الاطراف عنها.

ثالثا: وجود القوى العظمى وترسـ،،،ـانتها النو*وية والحر*بية، والذي جعل من البعض في حالة يأس من انتصاره او انخدع البعض بالقوة الدنيوية لهؤلاء، وبالتالي عدم الوثاقة بالمنتظر لتحريرهم.

وغيرها من العوامل التي لا يمكن احصاؤها في هذا المورد.

لكنني اريد البقاء في هذا المورد، فإيراد سبب اخر قد يزعج البعض من القراء الاعزاء، بيد اني سأحاول ان يصل الى افهامكم بطريقة لا مجال معها لسوء الظن ان شاء الله تعالى،

فقد دأب الكثير من محبي المنقذ او المخلص على مبدأ (الانتظار السلبي) الذي طرحه السيد الوالد قدس سره في موسوعته، ليفرّق في ذلك بينه وبين (الانتظار الايجابي)، حتى ان هؤلاء قد جعلوا من الانتظار في اعين الاخرين ممن تزعزعت ثقتهم او تلاشت افكارهم بخصوص المنقذ ان انتظارهم له عبارة عن الخنوع والخضـ،،ــوع والخـ،ـوف والركون الى الظالم، حتى صاروا يكنزون الذهب والفضة لإيصالها له من دون توزيعها على المحتاجين الذين ملأوا الاروقة والشوارع والمنازل.

ومما زاد في الطين بلة ان البعض الاخر صاروا لا يدافعون عن انفسهم واُحتـــ،،ـلّت بلدانهم، وغُز*وا في عقر دارهم فلم يتحركوا قيد انملة وما ذلك الا من باب الانتظار السلبي للمخلص او الإمام؟!.

وما (المُخلّص) الا لمن (أخلَصَ) و (خَلّصَ) نفسه ولم يخضع ولم يخنع.

واما الذين خنعوا فقد حاولوا اقناع انفسهم بأفكارهم هذه حتى رأوا أقبح ما يفعلونه حسنا، فُزيِّنَ لهم عملهم على اكمل وجه.

عزيزي القارئ، هذا لا يعني اننا لا نؤمن بان الامام مُخلّص او انه غير قادر على تخليصنا، حتى وصل الامر عند بعض الكتاب الذين قد اصيبوا بهوس الغرب وترسـ،،ــانته، الى ان يروا من ان الإمام غير قادر على صد الغرب وافكاره.

فهؤلاء ينظرون بعين واحدة ليس الا، وذلك من باب انه يرى بان (المنقذ) او (الامام) غائبا، كلا هو ليس غائبا على الاطلاق بل هو (محجوب) عن نظرهم بل انظار الجميع وانظار كل من لا يستحق ان يراه، ولذا ورد في الدعاء: (متى ترانا ونراك)، لا بمعنى انه لا يرانا بعينه بل هو لا يرانا مُستحقين فنراه...

اخي الكاتب: اننا لسنا ممن يغالي، بل نحن ممن يوالي بعقل وقلب سليمين صحيحين وندقق النظر فيما حولنا فنرى الحق حقا فنتبعه ونرى الباطل باطلا فنحيد عنه، فإننا اذ نقول انه محجوب فلا يعني بنظرنا انه قد لبس (طاقية الاخفاء) مثلا او عمل بالسحر وحاشاه، بل جل ما نقوله: ان الشمس موجودة الا ان السحاب قد يُغيّبها او الليل قد جَنَّ عليها او ان البصر قد اعمته الظُلمَة او القلب قد اغشته الحُجُب او العقل قد تيهته وأعيتهُ المذاهب.

وما زادنا يقينا اننا من انصار (الانتظار الايجابي) دون غيره، فان الامام المهدي هو المُنتَظَر من قبلنا المُنتَظِر لنا من ناحية ثانية، بمعنى اننا نُمهّد ونُعبّد له الطريق وسبحان من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.

نعم، ان الله سبحانه وتعالى يستطيع نصره بطريق المعجزة، حيث لو كانت المعجزة هي الطريق الى ظهوره لأنزلها الله واظهره بل ونصره، الا ان الصحيح هو (الاستحقاق) وهذا لا يعني خو*فه او هروبه من الاعـ،،،ــداء على الاطلاق، بل متى رآنا على استعداد ان نؤمن بقيادته وإمامته ظهر وبدون خو*ف ولا وجل، كما وضّح ذلك السيد الوالد قدس سره في موسوعته، لكن الخـ،،،ــوف كل الخــ،،،ـوف ان يظهر فيقول له البعض: (عُد من حيث أتيت يا ابن بنت رسول الله).

نعم يقال له ذلك لكن ليس من الجميع، بل من ثلة تخـ،،ـاف على نفسها وقصورها وحكمها ودولتها من الزوال والاضمحلال.

اخي الكاتب: مناقشة الاخرين لا تعطيك الحق بشتـ،،ـمهم والتعــ،،ــدي عليهم وان كانوا بنظرك قد اخطأوا او انحـ،،ـرفوا عن جادة افكارك ومتبنياتك، فاتقِ ما انت مُتقيه ولكل اجل كتاب وسننتظر وينتظرون وسنرى وسترون والعاقبة للمتقين.

مقتدى الصدر

٨/شوال/١٤٣٤