نص خطبة الجمعة لسماحة السيد القائد مقتدى الصدر ( اعزه الله ) بتاريخ 14 / 12 / 2012

الملف الشخصي · 15-12-2012, 12:28 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته
فيما يلي نص خطبة الجمعة الاولى لسماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بتاريخ 14/ 12 / 2012
بسم الله الرحمن الرحيم

كان الكلام ومازال عن اطروحات بالمصطلحات الحديثة ورؤى جديدة عن ثورة وشخصية الامام الحسين(عليه السلام) بقلم وافاضات سماحة السيد القائد مقتدى الصدر(دام عزه وتايده)

بيد اني وفي هذا الحديث المختصر اريد ان ابين نقطة مهمة يمكن استنباطها واستنتاجها من تلكم المقولة العظيمة من ذلك القائد الفذ العظيم (سلام الله عليه) لا سيما ان تتعدى كلاما مثله دون تدقيق النظر وامعان الفكر فان في كل حرف له وفي كل سكنة وحركة فائدة بل فوائد جمة قد نتفهم بعضها ونعي بعضها الاخر ونتعلم البعض الاخر وقد تخفى عنها العبر والافهام ... وانما هذا لعظم وكبر ودقة ما يقولون ولصغر ما نعي لفهمه.

ولعل من المسلمات التي ذكرت في مقولته (عليه السلام) بانه ما خرج (اشرا ) ولا (بطرا)ولا (ظالما) ولا (مفسدا) منه وهو المعصوم لا تصدر مثل تلك الامور هذه عقيدتنا ولن نتنازل عنها الى يوم الدين ... ولست الان بصدد اثباتها كما قلنا سابقا بل اني اخذتها من المسلمات في كل نقطة وفي كل عبرة من العبر السابقات التي طرقتها ووضعتها بين ايديكم .

لكني اريد تسليط الضوء على جهة اخرى من مقولته (عليه السلام) الا وهي : { لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) ولي على ذلك بعض التعليقات التي تخص موضوعنا اهمها امران :

الاول : (طلب الاصلاح) والتي جاءت محصورة ومحددة ب(انما) التي قد جعلها النحاة ووضعها اللغويون لهذا في الكثير من كلامهم بل هذا ما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى:{ انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا} وغيرها من الايات القرآنية الكريمة.

اذن فقد حصر الامام الحسين ثورته وجعل ثمارها (الاصلاح) فيا ترى هل الاصلاح مع الشهادة او بتعبير آخر : ما عظم (الاصلاح) وما فائدته بحيث يقدم الامام الحسين (عليه السلام) نفسه وعائلته واسرته واولاده واتباعه ومتعلقاته فداء لذلك الهدف اعني (الاصلاح)

ويمكننا ان نجيب بذلك بعدة اجوبة قد ندعي انها حضارية او بلغة ومصطلحات حضارية تتأقلم مع زماننا هذا ، من تلك التعليلات :

اولا : ان قيام الدولة الظالمة او الفاسدة تسيء لسمعة الاسلام وبالتالي فانها قد تضر حتى على (بيضة الاسلام ) ولذلك يجب معها (الجهاد ) او( الثورة) اوقل (اسقاط النظام)

ثانيا : ان الفساد يعني الحكومة ستكون ولو تدريجيا ظالمة وهذا يعني تسلطها على رقاب المؤمنين ولن يعبد الله ولن يطاع شيئا فشيئا ، وهذا مخالف للامر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا سكت عنه ، فلا بد من القيام ومطالبة بسقوط النظام

ثالثا: ان وجود الفساد مع وجود الامام قد يحسب وحاشاه ضد الامام ولو بعد حين او بتعبير آخر وجود الفساد مع عدم الوقوف ضده من قبل المعصوم او من قبل اي جهة اخرى من الاحزاب والمؤسسات كما في تعبيرنا الحالي يعني الرضا به وبالتالي الدخول فيه والعياذ بالله ولذلك يجب التحرك للاصلاح لكي لا يكون الفرد راضيا به وساكتا عليه.

رابعا: ان الفساد كالنار التي تأكل الحطب ولا سيما من الحكومة او الجهة المسلطة والمنفذة وهذا يعني سهولة انتشاره وسرعة سريانه بين الجميع شيئا فشيئا وبالتالي يجب الاسراع في الاصلاح لزوال الفساد .

تلك الاسباب وغيرها كانت موجهة للتضحية بالغالي والنفيس بل وعلى جميع المؤمنين ولو بالطرق اللافتة والوقوف ضد الفساد المستشري في بلدان الاسلام حتى صارت الحكومات المحسوبة على الاسلام تتنافس على الصدارة بالفساد والرشوة والظلم مع شديد الاسف ... افهذا الذي استشهد الامام(عليه السلام) من اجله !!.

عموما ان الامام(عليه السلام) قد قدم نفسه من اجل الاصلاح ونهي الفساد فهو المصلح الاول وقامع الفساد الاول فجزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء وسنبقى له اوفياء سائرين على نهجه وخطاه ما حيينا ابدا ابدا .

الثاني : طلب الاصلاح في امة جدي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وفي هذه الحكمة الكثير من العبر التي يمكن للفرد او الحكومات او اصحاب النفوذ او الثوار او المجاهدين الاستفادة منها في زماننا هذا وفي عصرنا هذا الذي قد تشتتت فيه الامة وانحرفت كثيرا حتى اصبح القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار.

وسناخذ تلك الحكمة من ناحيتين :

الناحية الاولى : انها اثبات لوجود الفساد في امة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وخصوصا ان هذا الكلام قد صدر من لدن معصوم اخذ العصمة عن ابيه وامه ومن جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وعليه نستنتج ما يلي :

1ـ ان الفساد قد يصدر من المحسوبين على الاسلام وهو المقصود من امة جدي رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم )

2ـ ان الفساد اذا صدر من المحسوبين على الامة او المذهب او الاسلام او العقيدة يجب محاربته لا الوقوف مكتوف الايدي بعنوان عدم معاداة ابناء جلدته او المنتمي اليهم .

3- ان الفساد لم يقف عند كبار الحكام اوعند يزيد فقط او تابعيه بل استشرى

الى امة جدي وخصوصاً بعد الالتفات الى محور الامام قد لا يقصد من ادخال يزيد ومن لف لفه بالأمة اذن فالمقصود اهم من اتباعه ... ولّدة قوة ان لم يك فعلا وهذا ما نوهّنا له من قبل بان وجود الفساد في السلطة يكون عنصراً فاعلا في زيادة و سرعة انتشار الفساد بين الرعية وهي الطامة الكبرى .

اما الناحية الثانية :ان في تلك الحكمة عبرة مهمة ، وهي البدء بالاسلام من الداخل فان الكيان سياسي او حزبي او حتى كيان الدولة نفسها لا يمكن ان يكون صالحاً لنشر اهدافه ورقعته خارجا ما لم يصلح داخله والعمل من اجل اصلاح الداخل ثم العمل من اجل اصلاح الخارج ولو تدريجيا.

فلا يمكن لدولة فتية مثلا قد اخذ منها الفساد ماخذا ان تاخذ على عاتقها السير قدماً نحو اصلاح المجتمع العالمي او الدولي ونشر اساسها واهدافها الا بعد ان تقوم باصلاح ما حطمه الفساد واتلفه ولا يمكنها الا بعد ان تقوم

على اسس صحية فكما ورد:فاقد الشيء لا يعطيه مطلقاحتى في عالم السياسة ، فهل سمعت بدولة تخوض حربا داخلية ترسل جيشا لمساعدة دولة جارة مثلا او هل سمعت دولة قائمة على الفساد تصدر بيانا تنتقد به فسادا في دولة اخرى!!! طبعا هذا لا يقوم . لذا فأن الامام الحسين(عليه السلام) اخذ على عاتقه اصلاح ما افسد البعض ثم القيام بواجباته الخارجية الاخرى ولو بعد حين ، اذن فهو القائد السياسي المحنك الذي لا يأخذ الامور بنظر سطحي بل بكل دقة وتدريج وكما يعبرون فأنه يطبخ المجتمع على نار هادئة حتى تثمر عن هداية ناضجة للمجتمع بلا استثناء.

اذن فالحكمة والحنكة مطلوبان من هذه الناحية لا محالة ولا سيما فيما يخص الاصلاح الداخلي سواء في زمان الامام(عليه السلام) وكما طبق على اتم وجه او في زماننا هذا ولم يطبق الى ان يأذن الله والله خير الناصرين... طبعا ولا اعني بذلك دولة او جهة معينة ولكن من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بصورة عامة هدانا الله واياكم وجعلنا من السائرين على نهج الامام الحسين(عليه السلام)