![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
تأليف : السيد محمد الصدر من كتاب منة المنان في الدفاع عن القرآن للسيد الشهيد محمد الصدر( رضوان الله عليه ) سورة الكوثر وهي اصغر السور , لا بعدد الآيات , بل بعدد الكلمات والحروف .وقد أشار المفسرون إلى ذلك . كما إن لها هدفا واضحاً , على بعض التقادير , كما سيأتي بيانه . واما عن تسميتها ففيها الأطروحات الآتية : الأولى : الكوثر , وهو الأسم المشهور . الثانية : السورة التي ذكر فيها الْكَوْثَرَ . وذلك على طريقة الشريف الرضي .(قدس سره ) . الثالثة :إعطاؤها رقمها , في ترتيبها من المصحف الموجود وهو : 108 . وأهم الأسئلة التي ترد في هذه السورة المباركة , هي عن معنى : الكَوْثَرَ والنحر والأْبتَرُ . سؤال : ما معنى الْكَوْثَر؟ جوابه : قال الرازي (1) في هامش العكبري : انه الخير الكثير . فوعل من الكثرة .كقولهم : رجل نوفل أي كثير النوافل . ومنه قول الشاعر : وأنت كثير يا ابن مروان طيب وكان أبوك ابن العقائل كوثرا أقول : ينبغي أن نسلم بان الكوثر الخير الكثير . أو كثرة الخير . لا بمعنى ذو الخير الكثير .وان صح ذلك مجازا , وإلا سوف يسقط تفسير الآية . اذ يكون المعنى : إِنا أعطيناك ذا الخير الكثير . وهو مما لا محصل له إلا على بعض التفاسير الشاذة . بل يراد من الكوثر المصدر , ويسند الى الرجل تجوزاً , كما يقال : زيد عدل , أي ذو عدل او متصف بالعدل . فنحتاج إلى التقدير . وهذا هو الاشتباه الذي وقع به الرازي . ........................ (1) ج2 ص 157 . والكوثر يمكن أن يكون بمعنى المصدر . وان يكن بمعنى اسم المصدر . والفرق بينهما – كما أشرنا في درس الأصول – إن المصدر عبارة عن المعنى حال كونه ملوحظا متحركاً ومستمراً . واسم المصدر عبارة عن المعنى حال كونه ثابتاً قائماً بنفسه . فالخبر الكثير يمكن أن يلحظ ثابتاً مفهوماً , فيكون اسم مصدر ويمكن ان نتصور له معنى مستمراً , فيكون مصدراً . وعلى ذلك , فالكوثر الخير الكثير أو كثرة الخير ,وعليه تحمل سائر المعاني . التي ذكرت للكوثر . حتى إنها بعضهم إلى ستة وعشرون معنى . كما في الميزان (1) . وكلها مصاديق بالحمل الشائع منه . ومن هنا يتضح ما ذكره في الميزان , حيث قال : (2) واختلفت أقوالهم في نفس الكوثر اختلافا عجيبا . فقيل : هو الخير الكثير . وقيل نهر في الجنة , وقيل : حوض النبي (ص) في الجنة .أو في المحشر , وقيل أولاده , وقيل : أصحابه وأشياعه الى يوم القيامة .وقيل علماء أمته . وقيل : القرآن وفضائله كثيرة , وقيل : النبوة . وقيل : تيسير القرآن وتخفيف الشرائع . . وقيل الإسلام . قيل : التوحيد . وقيل : العلم والحكمة . وقيل : فضائله (ص) . وقيل : المقام المحمود . وقيل : هو نور قلبه (ص) , إلي غير ذلك مما قيل . أقول : فكل ذلك مصاديق من الكوثر , ولا تنافي بينها , وكلها ليست كوثراً بالمفهوم او بالحمل الأول .بل هي منه بالحمل الشايع . ومعه يمكن القول بصدق الأقوال كلها من هذه الجهة , مع وجود حصص أخرى للخير الكثير لم يلتفت إليها المفسرون . وخاصة إن علمنا إن الكوثر من مختصات النبي (ص) وكل مختصاته خير كثير بل هي غير متناهية , بل أن كل صفاته كوثر , من مصاديق الكوثر . وقد عرفنا إنها معانٍ غير متنافية . ولكن على تقدير التنافي , كما هو ظاهر قائليها , وظاهر المفسرين , كما هو ظاهر الميزان أيضاً , لابد من الرجوع في التعيين إلى حجة . وإلا كان من تفسير القرآن بالراي وهو محرم .والحجة هنا , هي أما ظاهر القرآن او هي السنة الشريفة . فإن أقمناها , لم يبقى أمامنا معنيان أو ثلاثة , على ما سيأتي . .................................... ( 1) ج20 ص370 . (2) المصدر والصفحة . والمعاني المهمة المتصورة ثلاثة : المعنى الأول : الذرية , بدليل قوله تعالى : إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ . إذا فسرناه بما فسره مشهور المفسرين وايده صاحب الميزان . حين قال : ( 1)الابترمن لاعقب له . فيكون ذلك . بمنزلة القرينة المتصلة على ان المراد هو الذرية . وبه يتحد مضمون السورة كلها , وهدفها , وقد وردت في ذلك روايات , نقلها صاحب الميزان (2). فراجع . المعنى الثاني : الحكمة , بدليل قوله تعالى (3) ) وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)(البقرة: من الآية269) فهي إذن الخير كثير بالحمل الشائع بنص القرآن , فيكون بمعنى الكوثر . المنى الثالث : حوض الكوثر .أو نقول ماء في الدار الآخرة , أما بشكل حوض أو نهر , في القيامة أو الجنة . فان شكله الحقيقي عن الله , وهو مما لا نفهمه بطبيعة الحال .وعلى أي حال , فهذا المعنى ما استفاضت به الروايات . واشهر حديث روي (4) عن الفريقين : علي مع الحق والحق مع علي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض .وهو حوض الكوثر لاغير . وقلنا انه لا تنافي فبين هذه المعاني , لورود روايات بوجود بواطن للقرآن الكريم . فليكن هذا منها . ولكن مع التنزل عن ذلك , يمن القول : بان هدف السورة بمنزلة القرينة المتصلة على إن المراد من الكوثر هو الذرية . ويدعمه أيضا النقل التاريخي (5) بان السورة إنما نزلت فيمن عابه (ص) بالبتر , بعد ما مات ابنه القاسم وعبد الله . هذا مضاف إلى المعنى اللغوي , للابتر . قال الراغب في المفردات (6) : البتر يستعمل في قطع الذنب , ثم اجري قطع العقب مجراه , فقيل : ابتر , إذا لم يكن له عقب يخلفه . ............................... (1) ج20 ص 371 . (2) ج20 ص 372 . (4)انظر امالي الصدوق ص 79 ومستدرك الصحيحين ج3 / 124 وتاريخ بغداد ج4 /321 ومجمع الزوائد ج7 /235 ... (5) الدر المنثور ج8 ص 647 . (6) المفردات مادة :بتر ...... وإذا تخلينا عن ذلك لم يبقى لقوله تعالى : (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) فائدة , بل سيكون للسورة هدفان , لاهدف واحد , احدهما : إعطاء الكوثر والأخر :إن شانئك هو الأبتر . في حين إن وحدة الهدف , مطلب جيد , فينبغي ان نحمل السورة على ما هو جيد . فيكون بمنزلة القرينة المتصلة على إن المراد بالكوثر : الذرية كما قال صاحب الميزان : ان كثرة ذريته (ص) هي المرادة وحدها ,بالكوثر الذي اعطيه النبي (ص) الا ان ذلك قابل للمناقشة من اكثر من وجه : الوجه الأول : قبول ان للسورة هدفين , وليس ان يكون واحدا , فان الهدف المتعدد موجود في كثير من السور . ووحدة الهدف في هذه السورة ليست قطعية . بل هي الفضل كما ذكرنا . الوجه الثاني : ان وجود القرائن الثلاث , على ان المراد من الكوثر هو الذرية , ينافي الروايات المستفيضة الدالة على كون المراد منه حوض الكوثر , ومعه يمكن اعتباره تقيداً او او تفسيراً للكوثر . فمن حق السنة .أن تقيد ظاهر القرآن الكريم . الوجه الثالث : عدم المنافات بين كثرة الذرية وغيره من المعاني , كما سبق ان بيّناه , غاية الأمر إن الآية الأخيرة , تكون خاصة بهذا المعنى فقط . الوجه الرابع : إن كل ذلك مبني على إن الأبتر هو من لا ذرية له .واما إذا فهمنا منه معنى اوسع من ذلك , صح, لان الأبتر هو مبتور الذنب .فيصلح إن يكون مجازا لأي حرمان أو نقصان . ومعه فأي معنى قصدناه من الكوثر , يمكن ان نقصد عدمه من الأبتر . ومنه الحرمان من الخير الكثير .فانه معطي للنبي (ص) ومحروم منه عدوه . فيتحد بذلك هدف السورة ويكون بعضها قرينة على بعض . ويمكن ان نفهم العموم من ثلاثة الفاظ في السورة : • الكوثر : وهو الخير , بالمعنى الكلي . • الأبتر : منقطع الخير , أي خير . • شانئك : مطلق المنتقد والعدو . وكل عدو للنبي ( ص) يصدق عليه ذلك , ولا ينبغي أن نحمله على ما ورد في الروايات (1) من إن المراد به " العاصي بن وائل " لأن ذلك خلاف مضامين أخبار الجري . كالذي ورد عن الإمام الصادق عليه السلام (2) إن القرآن حي لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار وكما يجري الشمس والقمر .ويجري على أخرنا كما يجري على أولنا . فمثل هذه الأخبار تكون قرينة على التجريد عن الخصوصية ليس هنا فحسب بل في كل القرآن . .................................. (1) انظر الميزان ج20 ص 374 ... (2) البحار ج35, ص 404 . كما انه لا وجه ان نفهم من (شانئك ) خصوص هذا الرجل لأنها خالية من الآلف واللام .ليمكن حملها على العهد . وان كان ذلك سبب النزول ,إلا آن المراد لا يخصص الوارد . كما هو القاعدة المتفق عليها . وتكون النتيجة : إن النبي (ص) له الكوثر أي الخبر الكثير من جميع الجهات . وهو أهل لذلك لانه أعلى الخلق واعلم الخلق . وعدوه خال من ذلك . وبيان ذلك هو هدف السورة . وكل من كان له بالنبي (ص) أسوة حسنة , وبالمعصومين (ع) فانه ينال من خيره (ص) بمقدار استحقاقه . ان قلت : أننا إن فهمنا من الشانيء: العدو بالمعنى العام , لم يكن ابتر ,لنه قد أوي خيراً كثيراً . كما نراه اليوم للكافرين . فان الدنيا لهم متسقة ومستوسقة , وليس لاهل الحق منها شيء . بل " أيديهم من فيئهم صفرات " (1) فكيف وصف الشانيء بأنه ابتر بهذا المعنى ؟ قلت : انه خير مادي , خال من الخير المعنوي . فان قلوبهم خراب من الهدى . وهذا هو الجانب الأهم في نظر الشريعة , إلى حد يبقى الظاهر ناقصاً جداً , بل ملحقا بالعدم . بالرغم من أهميته . مضافا إلي إننا لو لاحظنا هذا الخير الدنيوي , بالقياس الى خير الآخرة , لرأيناه و أيضاً ملحقا بالعدم . كما روي عن الإمام الحسن السبط عليه السلام (2) ما مضمونه :انك لو رأيت ثوابي في الجنة لقلت :أني الآن في سجن , هذا بالرغم من حسن لباسه وكثرة ماله . إذن فابن لدنيا (ابتر ) من الناحية العقلية والمعنوية والأخلاقية وان لم يكن كذلك من الناحية الدنيوية قال في الميزان (3) : وقيل : المراد بالابتر المنقطع عن الخير ... وقد عرفت ان روايات نزول السورة لا تلائمه .. الخ ........................ (1) ديوان دعبل الخزاعي : ص 95 . (2)البحار : ج43 ص 346 . (3) ج20 , ص 374 . أقول: ان القرينة المتصلة في السورة , إنما هي على ذلك , ووحدة هدف السورة منه , كما تقدم . سؤال :ما هو وجه تعلق الكوثر والابتر , بالنحر , والصلاة ؟ في قوله تعالى : فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ؟ جوابه : المراد به إعطاء التوجيه والتعليم و بأسلوب الشكر على هذه النعمة بالكوثر . فان أسلوب الشكر هو بالصلاة والنحر . وهذا المعنى يوافق المعنى( الكلامي ) بوجوب عبادة المنعم . سؤال : ما المراد بالنحر ؟ جوابه : فسروا النحر بعدة معانٍ تعرض الميزان للمهم منها حيث قال (1): والمراد بانحر على مارواه الفريقان ..هو رفع اليدين في تكبيرة الصلاة إلى النحر .وقيل صل صلاة العيد وانحر البدن ز وقيل :صل لربك واستو قائماً عند رفع رأسك من الركوع . وقيل غير ذلك . أقول : والذي أفهمه أمران : المر الأول : وهو الأمر الظاهر : فالمطلوب هو الصلاة والنحر .وذلك لا يختص بالعيد بل هو ممكن في سبيل الله في سائر أيام السنة . كما انه لا يختص بالبدن . وان أختص بالنحر ( والنحر لا يكون إلا للجمال ) ولكن يمكن التجريد عن الخصوصية لكل ذبح وجريان دم او لكل صدقة على المحتاجين . والصدقات له سبحانه , وهو يقبضها (2) .الأمر الثاني : إن قلنا ان الكوثر هو حوض الكوثر ونحوه . والابتر هو مقطوع الذرية .كان للسورة هدفان : احدهما في الآيتين الأوليتين لانهما متكلفتان لذكر النعمة وكيفية شكرهما , كما سبق والثاني : أننا إن الكوثر كثرة الذرية والابتر عدمها , اتحد هدف السورة وتعين هدف الشانئ بواحد . ........................ (1) ج20 ص374 . (2) كما قال تعالى : )أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ )(التوبة: من الآية104) ثالثا : إننا فهمنا العموم اتحد الهدف أيضا , إلا ان العموم ينبغي ان يكون شاملا لكل الفاظ السورة . الأقرب إلى الوجدان : الهدف الواحد .لعدة أسباب : الأول :ما قلناه من أننا نفهم العموم نفهم العموم , أي بيان خصائص النبي (ص) الخاصة به وباتباعه , ولا تشمل الفسقة والفجرة زوان طريقة الشكر لهذه العطاءات تكون بانحر والصلاة . الثاني :إن نفهم من الكوثر والابتر معنى متقابلا خاصا , ولكنه متناسق إلى حد يحفظ تناسق السياق . واو ضح أشكاله ان الكوثر هو كوثر الذرية , والابتر عدم الذرية .وهذا هو الموافق مع سبب النزول . وان فهمنا من قوله : فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ رفع اليد في الصلاة أو رفع الجسم بعد الركوع , فهذا وان كان موافقا مع الصلاة ,إلا أن فيه اخذ الآية مستقلة عن السورة ,وهو باطل جزماً . اذ لا يكون لذكرها وجه معتد به . لأن شكر النعمة لا يكون بذلك ( أي بحركة اليد أو رفع الجسم ) . او انه اقل من ان يكون بمنزلة الشكر . بخلاف ما اذا كان يراد به النحر : نحر البدن او نحوها او يراد به نحر الباطل في النفس أو في الغير . والله سبحانه يرشدنا الى الشكر الامثل من الشكر على إعطاء الكوثر , بطبيعة الحال .لا إلى صورة ضئيلة منه . ان قلت : فان الصلاة تكفي شكرا ً , فإنها عمود الدين . ويكون (إنْحَرْ ) جزءاً للصلاة استحبابيا أو وجوبيا . مثل . (انحر القبلة ) أي توجه إليها بنحرك فلا حاجة الى فهم نحر البدن ونحوها . قلت ان هذا لا يتم لعدة وجوه ,منها : أولا ً : انه يكون اقل شكراً . لانه من الواضح إن إضافة نحر البدن إلى الصلاة اكثر شكراً . ثانياً : التساؤل عن ذكر هذا الجزء بالتعين من الصلاة دون غيره . إلا أن يراد به كون إخباره من اجل الحفاظ على قافية الراء . وهو وجه . إلا إن ما سبق أقوى بلا شك . تمت هذه السورة والحمد لله رب العالمين
التعديل الأخير تم بواسطة الاستاذ ; 16-12-2012 الساعة 12:41 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |