وعلى المؤمنين الزيادة في الطاعة والدعاء لانقاذ العراق والرجوع الى الله

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
كلمات كانت مسك الختام لبيان اصدره السيد القائد مقتدى الصدر اعزه في 21 - 5 - 2013
والذي كان مطلعه (( عراقنا الحبيب في خطر محدق بالجميع – بشتى الاطياف والاعراق والطوائف – لذا وجب علينا ان نذكر ما يلي : ... ))
ثم ان سماحته يذكر خمس نقاط للحد او قل للحيلولة دون وقوع هذا الخطر ولست الان بصدد التعليق على كل ما جاء في هذا البيان وانما اقتصرت على ما عنونت به الموضوع راجياً من الله جل وعلا القبول ومن اخوتي الاحبة الاضافة والتعديل .

اولاً : قول سماحته : وعلى المؤمنين

يقول اهل اللغة ان هنالك صيغ سماعية يمكن ان يفهم منها فعل الامر مثل ( عليك ... بمعنى الزم ) فهنا يمكن القول : ان عبارة وعلى المؤمنين متضمنة فعل الامر ولكن ما يمكن طرحه هنا :هل هذا الامر على نحو الوجوب او الاستحباب ؟
وكجواب على ذلك ولو على نحو الاطروحة انه على نحو الوجوب بلحاظ ما يلي :
1 – انه من الواجب على كل مسلم الاهتمام بامور المسلمين والا فهو ليس بمسلم كما نص بذلك الحديث الشريف ( من لم يهتم بامور المسلمين فليس منهم )
وان من الاهتمام هو ان يسعى الفرد جاهدا في المشاركة في حل مشاكلهم والحيلولة دون وقوع اي خطر يمكن ان يحدق بهم اذا امكنه ذلك وكل بحسبه وامر السيد القائد اعزه الله يصب في تحقيق ذلك كما سوف يتضح لاحقاً
2 – ان الاتباع الحقيقي للقيادة يتمثل في اطاعتها في كل ما تأمر به اذن فأمر السيد القائد اعزه الله واجب على الاقل على اتباعه ان تنزلنا وقلنا بعدم وجوبه على الجميع .
ثانياً : قول سماحته : الزيادة في الطاعة

انه من المعلوم ان طاعة القائد الالهي هي طاعة لله سبحانه وتعالى والذي يمكن فهمه من العبارة هو فعل المستحبات وترك المكروهات لما ورد في معنى كلمة ( نافلة ) - والتي هي من فعل المستحبات – انها الزيادة .فالفريضة طاعة والزيادة فيها فعل المستحب وترك المكروه .
وفي المقام هنالك سؤال يمكن ان يطرح مفاده :ما علاقة الزيادة في الطاعة في رفع الخطر وانقاذ العراق ؟
يمكن ان نستشفي الجواب من خلال مطالعة جواب السؤال ( 16 ) من الكتاب القيم ( اسئلة معاصرة حول الامام المهدي عجل الله فرجه ) لمؤلفة الاستاذ الفاضل علي الزيدي حيث يقول في معرض اجابته على السؤال وتحت عنوان ( العوامل التي تساعد على ان يكون الفرد من اصحاب الامام ) ص211: (( اذن والحال هذه ان امر الالتحاق بالامام المهدي عليه السلام لا يتوقف على الاتيان بالواجبات وترك المحرمات فقط بل يحتاج الى اشياء اخرى تضاف اليها حتى يتم اكتمال العدة الموعودة بنصرة الامام عند خروجه الشريف ويمكن ان نذكر منها ما يلي :
وهنا يذكر الكاتب اربع نقاط غاية في الاهمية سوف اقتصر على ذكر محل الشاهد منها ومن اراد الزيادة في الاطلاع والفائدة فليراجع هذا الكتاب القيم :
اولاً : كما ذكرنا سابقا على الفرد المؤمن ان يخطو خطوة اخرى نحو الله تعالى هذه الخطوة هي خطوة فعل المستحبات وترك المكروهات . هذا بدوره يؤهل الفرد للعيش بمرحلة جديدة يشتد فيها صقل الفرد لنفسه ، ويقوى فيها استعداده لمواجهة البلاءات والاختبارات . ... ) ( انتهى )
اقول : ومنه نخلص الى ما يلي :
1 – ان الزيادة في الطاعة او قل فعل المستحبات وترك المكروهات هي احدى العوامل المهمة المساعدة في ان يكون الفرد من جيش الامام المهدي عجل الله فرجه وبما اننا مكلفون بالتمهيد له سلام الله عليه فيمكن اعتبار ذلك قرينة تضاف الى ان هذا الامر من سماحته على نحو الوجوب لا الاستحباب .
2 – بعد اخذ النقطة الاولى بنظر الاعتبار يمكن القول : ان هذا الامر بمثابة دعوة لاكمال الشرط الثالث من شروط الظهور المبارك وبالتالي تنعم البشرية جمعاء بظهور منقذها ومخلصها من الظلم والظالمين امامنا وقائدنا الحجة بن الحسن روحي وارواح العالمين له الفدى .

ثانياً : قول سماحته : والدعاء لانقاذ العراق

بين القران الكريم والسنة الشريفة اهمية الدعاء ودوره الفعال في تغيير الاحوال من حال الى حال
قال تعالى {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان : 77]
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم ؟ قالوا: بلى، قال: تدعون ربّكم بالليل والنهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء"
عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الدعاء يرد القضاء بعد ما ابرم إبراما، فأكثر من الدعاء فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ولا ينال ما عند الله عزوجل إلا بالدعاء وإنه ليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه.
ولكن ما يمكن قوله في المقام : ان الدعاء لانقاذ العراق لا يتم الامن خلال الدعاء بتعجيل الفرج للامام المهدي سلام الله عليه وذلك من خلال ملاحظة ما يلي :
1 – العبارة الواردة في دعاء العهد (( اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة بحضوره وعجل لنا ظهوره ..))
2 – ما ورد في دعاء الفرج (( اللهم عظم البلاء ...... ففرج عنا بحقهم فرجا عاجلا ...))

رابعاً : الرجوع الى الله وشكراً

إن التوبة هي الرجوع إلى الله عن كل ما يبعد عن مرضاته فهي تختلف باختلافها وهي أقسام :
1 ـ توبة الكفار : وهي الرجوع عن الكفر الذي كانوا عليه من شرك أو غيره ، والدخول بعد ذلك في الإسلام.
2 ـ توبة المنافق : من النفاق وتوبة العاصي من المعصية.
3 ـ توبة من يغفل عن ذكر ربه : وتكون في الإكثار من ذكره وشكره على نعمه التي أنعمها على الإنسان.
4 ـ توبة المقصر في شيء من البر وعمل الخير : وتكون في التشمير فيه والاستزادة منه.
لقد اوضح القران الكريم وفي كثير من اياته ان هنالك علاقة كبيرة بين العقوبات الدنيوية او قل الكوارث الطبيعية وذنوب العباد واليك بعض هذه الايات الكريمة قال تعالى :
1 - {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد : 11]
2 - {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف : 96]
3 - {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى : 30]
4 - {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال : 33]
5 - {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الروم : 41]
فقد ذكر في تفسير الاية المارة الذكر في تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي :
قوله تعالى: { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون } الآية بظاهر لفظها عامة لا تختص بزمان دون زمان أو بمكان أو بواقعة خاصة، فالمراد بالبرّ والبحر معناهما المعروف ويستوعبان سطح الكرة الأرضية.
والمراد بالفساد الظاهر المصائب والبلايا الظاهرة فيهما الشاملة لمنطقة من مناطق الأرض من الزلازل وقطع الأمطار والسنين والأمراض السارية والحروب والغارات وارتفاع الأمن وبالجملة كل ما يفسد النظام الصالح الجاري في العالم الأرضي سواء كان مستنداً إلى اختيار بعض الناس أو غير مستند إليه، فكل ذلك فساد ظاهر في البر أو البحر مخل بطيب العيش الإِنساني.
وقوله: { بما كسبت أيدي الناس } أي بسبب أعمالهم التي يعملونها من شرك أو معصية وقد تقدم في تفسير قوله تعالى:{ ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض }[الأعراف: 96] الآية، وأيضاً في مباحث النبوة من الجزء الثاني من الكتاب أن بين أعمال الناس والحوادث الكونية رابطة مستقيمة يتأثر إحداهما من صلاح الأُخرى وفسادها.
وقوله: { ليذيقهم بعض الذي عملوا } اللام للغاية، أي ظهر ما ظهر لأجل أن يذيقهم الله وبال بعض أعمالهم السيئة بل ليذيقهم نفس ما عملوا وقد ظهر في صورة الوبال وإنما كان بعض ما عملوا لأن الله سبحانه برحمته يعفو عن بعض كما قال:{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير }[الشورى: 30].
والآية ناظرة إلى الوبال الدنيوي وإذاقة بعضه لا كله من غير نظر إلى وبال الأعمال الأخروي فما قيل: إن المراد إذاقة الوبال الدنيوي وتأخير الوبال الأخروي إلى يوم القيامة لا دليل عليه ولعله جعل تقدير الكلام: (ليذيقهم بعض جزاء ما عملوا) مع أن التقدير (ليذيقهم جزاء بعض ما عملوا)، لأن الذي يحوجنا إلى تقدير المضاف - لو أحوجنا - هو أن الراجع إليهم ثانياً في صورة الفساد هو جزاء أعمالهم لا نفس أعمالهم فالذي أُذيقوا هو جزاء بعض ما عملوا لا بعض جزاء ما عملوا.
وقوله: { لعلهم يرجعون } أي يذيقهم ما يذيقهم رجاء أن يرجعوا من شركهم ومعاصيهم إلى التوحيد والطاعة.

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

وصلى الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم



المصادر
1 – القران الكريم
2 – منبر استفتاءات وبيانات السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله في منتديات جامع الائمة حيث يمكن مراجعة البيان كاملا على الرابط التالي :
http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=15452
3 – الميزان في تفسير القران للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي
4 - اسئلة معاصرة حول الامام المهدي عجل الله فرجه للاستاذ علي الزيدي

اللهم صلى محمد وال محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم
طرح موفق جزاك الله خير جزاء المحسنين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
شكري الجزيل لك اخي الغالي على مرورك الطيب

جعلك الله ممن يعين ال الصدر في بلواهم من تقصير الناصر وقلة الناشر
موضوع مهم فيه الكثير من الالتفاتات والنقاط المهمة موفق للمزيد

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
الاخ الغالي الحاج وفقك الله لما يحب ويرضا وثبتك وايانا على نهج ال الصدر الكرام