العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم القرآن والمعرفة > منبر التربية الروحية

منبر التربية الروحية للمواضيع التي تنمي التربية الحقة في السير الى الله تعالى

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-2014, 10:01 PM   #1

 
الصورة الرمزية التائب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 342
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق/بغداد
االمشاركات : 6,700

افتراضي الحسد


الحسد
وهو تمنى زوال نعم الله تعالى عن أخيك المسلم مما له فيه صلاح، فان لم ترد زوالها عنه ولكن تريد لنفسك مثلها فهو (غبطة) ومنافسة، فان لم يكن له فيها صلاح وأردت زوالها عنه فهو (غيرة). ثم إن كان باعث حسدك مجرد الحرص على وصول النعمة إلى نفسك، فهو من رداءة القوة الشهوية، وإن كان باعثه محض وصول المكروه إلى المحسود فهو من رذائل القوة الغضبية، ويكون من نتائج الحقد الذي هو من نتائج الغضب، وإن كان باعثه مركبا منهما، فهو من رداءة القوتين. وضده (النصيحة)، وهي إرادة بقاء نعمة الله على أخيك المسلم مما له فيه صلاح.
ولا ريب في أنه لا يمكن الحكم على القطع بكون هذه النعمة صلاحا أو فساداً. فربما كانت وبالا على صاحبه وفساداً له، مع كونها نعمة وصلاحاً في بادى النظر. فالمناط في ذلك غلبة الظن، فما ظن كونه صلاحاً فإرادة زواله حسد وارادة بقائه نصيحة، وما ظن كونه فاسداً فإرادة زواله غيرة. ثم إن اشتبه عليك الصلاح والفساد، فلا ترد زوال نعمة أخيك ولا بقاءها إلا مقيداً بالتفويض وشرط الصلاح، لتخلص من حكم الحسد ويحصل لك حكم النصيحة. والمعيار في كونك ناصحاً: أن تريد لأخيك ما تريد لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك، وفي كونك حاسداً: أن تريد له ما تكره لنفسك، وتكره له ما تريد لنفسك.

فصل
ذم الحسد
الحسد أشد الأمراض وأصعبها، وأسوأ الرذائل وأخبثها، ويؤدى بصاحبه إلى عقوبة الدنيا وعذاب الآخرة، لأنه في الدنيا لا يخلو لحظة عن الحزن والألم، إذ هو يتألم بكل نعمة يرى لغيره، ونعم الله تعال غير متناهية لا تنقطع عن عباده، فيدوم حزنه وتألمه. فوبال حسده يرجع إلى نفسه، ولا يضر المحسود اصلا، بل يوجب ازدياد حسناته ورفع درجاته من حيث إنه يعيبه، ويقول فيه مالا يجوز في الشريعة، فيكون ظالماً عليه، فيحمل بعضاً من أوزاره وعصيانه، وتنقل صالحات أعماله إلى ديوانه، فحسده لا يؤثر فيه إلا خيراً ونفعاً، ومع ذلك يكون في مقام التعاند والتضاد مع رب الأرباب وخالق العباد، إذ هو الذي أفاض النعم والخيرات على البرايا كما شاء وأراد بمقتضى حكمته ومصلحته، فحكمته الحقة الكاملة أو جبت بقاء هذه النعمة على هذا العبد، والحاسد المسكين يريد زوالها، وهل هو إلا سخط قضاء الله في تفضيل بعض عباده على بعض وتمنى انقطاع فيوضات الله التي صدرت عنه بحسب حكمته وارادة خلاف ما أراد الله على مقتضى مصلحته؟! بل هو يريد نقصه سبحانه، وعدم اتصافه بصفاته الكمالية. إذ إفاضة النعم منه سبحانه في أوقاتها اللائقة على محالها المستعدة من صفاته الكمالية التي عدمها نقص عليه تعالى، وإلا لم يصدر عنه، هو يريد ثبوت هذا النقص، ثم لتمنيه زوال النعم الإلهية التي هي الموجودات ورجوع الشرور إلى الإعدام يكون طالباً للشر ومحباً له، وقد صرح الحكماء بأن من رضى بالشر، ولو بوصوله إلى العدو، فهو شرير فالحسد أشد الرذائل، والحاسد شر الناس. وأي معصية أشد من كراهة راحة مسلم من غير أن يكون له فيها مضرة؟ ولذا ورد به الذم الشديد في الآيات والأخبار، قال الله سبحانه في معرض الإنكار:
" أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله "[1]. وقال: " ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم "[2]. وقال: " إن تمسسكم حسنة تسوءهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها "[3].
وقال رسول الله (ص): " الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ". وقال (ص): " قال الله عز وجل لموسى بن عمران: يا بن عمران، لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي، ولا تمدن عينيك إلى ذلك، ولا تتبعه نفسك، فان الحاسد ساخط لنعمي، صاد لقسمي الذي قسمت بين عبادى. ومن يك كذلك فلست منه وليس منى ". وقال (ص): " لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا ". وقال (ص): " دب إليكم داء الأمم من قبلكم: الحسد والبغضاء، والبغضة هي الحالقة، لا أقول حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين. والذي نفس محمد بيده! لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا. ألا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم؟ أفشوا السلام بينكم! " وقال (ص): " كاد الفقر أن يكون كفراً، وكاد الحسد أن يغلب القدر ". وقال (ص): " سيصيب أمتي داء الأمم. قالوا: وما داء الأمم؟ قال: الأشر، والبطر، والتكاثر، والتنافس في الدنيا، والتباعد والتحاسد، حتى يكون البغي ثم الهرج ". وقال (ص): " أخوف ما أخاف على أمتي أن يكثر فيهم المال فيتحاسدون ويقتتلون ". وقال (ص): " إن لنعم الله أعداء. فقيل: ومن هم؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ". وورد في بعض الأحاديث القدسية: " أن الحاسد عدو لنعمتي، متسخط لقضائي، غير راض بقسمتي التي قسمت بين عبادي ". وقال الإمام أبو جعفر الباقر (ع): " إن الرجل ليأتي بأدنى بادرة فيكفر[4]، وان الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب". وقال أبو عبد الله (ع): " آفة الدين: الحسد والعجب والفخر ". وقال (ع): " إن المؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط "[5]. وقال: " الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود، كإبليس أورث بحسده لنفسه اللعنة، ولآدم الاجتباء والهدى والرفع إلى محل حقائق العهد والاصطفاء. فكن محسوداً ولا تكن حاسداً فان ميزان الحاسد أبداً خفيف بثقل ميزان المحسود، والرزق مقسوم، فماذا ينفع الحسد الحاسد، وماذا يضر المحسود الحسد. والحسد أصله من عمى القلب والجحود بفضل الله تعالى، وهما جناحان للكفر، وبالحسد وقع ابن آدم في حسرة الأبد، وهلك مهلكا لا ينجو منه أبداً، ولا توبة للحاسد لأنه مصر عليه معتقد به مطبوع فيه، يبدو بلا معارض به ولا سبب، والطبع لا يتغير عن الأصل، وان عولج "[6]. وقال بعض الحكماء: " الحسد جرح لا يبرأ " وقال بعض العقلاء: " ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من حاسد، إنه يرى النعمة عليك نقمة عليه ". وقال بعض الأكابر: " الحاسد لا ينال من المجالس إلا مذمة وذلا، ولا من الملائكة إلا لعنة وبغضاً، ولا ينال من الخلق إلا جزعاً وغماً، ولا ينال عند النزع إلا شدة وهولا، ولا ينال عند الموقف إلا فضيحة ونكالا ". والأخبار والآثار في ذم الحسد أكثر من أن تحصى، وما ذكرناه يكفى لطالب الحق ثم ينبغي أن يعلم أنه إذا أصاب النعمة كافر أو فاجر وهو يستعين بها على تهيج الفتنة وايذاء الخلق وافساد ذات البين، فلا مانع من كراهتها عليه وحب زوالها منه، من حيث أنها آلة للفساد، لا من حيث أنها نعمة.


ونسأل الله ان يطهر قلوبنا من آفة الحسد بحق محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

المصدر:جامع السعادات

 

 

 

 

 

 

 

 

التائب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 10:45 PM   #2

 
الصورة الرمزية الحاج

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 149
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,294

افتراضي رد: الحسد

خلصنا الله العظيم من هذه الافة اللعينة
موفق اخي العزيز

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-2014, 10:56 PM   #3

 
الصورة الرمزية التائب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 342
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق/بغداد
االمشاركات : 6,700

افتراضي رد: الحسد

شكرا لمرورك المبارك

 

 

 

 

 

 

 

 

التائب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-2014, 02:25 PM   #4

 
الصورة الرمزية الراضي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1008
تـاريخ التسجيـل : Feb 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 1,993

افتراضي رد: الحسد

بوركت على النشر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الراضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-2014, 02:28 PM   #5

 
الصورة الرمزية نور المهدي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1824
تـاريخ التسجيـل : Dec 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,312

افتراضي رد: الحسد

ونسأل الله ان يطهر قلوبنا من آفة الحسد بحق محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
امين رب العالمين
موضوع جميل احسنت اخي العزيز

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
نور المهدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 01:56 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025