![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر علوم ألقرآن للمواضيع الخاصة بعلوم القرآن غير التفسير |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
﴿وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ (1) صدق الله مولانا العليُّ العظيم معنى السكرة: المراد من السكرة هو حالة الذهول التي تُشبه حالة الثمِل المخمور الذي بلغ السكر منه مبلغاً فَقَدَ معه عقله وصوابه ورُشده، وهي تعبيرٌ عن حالةٍ من الانهيار في القوى التي تنتاب الإنسان عند الإحتضار وقُرب الأجل، فتراه لا يَشعر بِمَن حوله، يُبصرهم ولكن يشقُّ عليه أنْ يتحدث إليهم، يَسمعهم ولكن يشقُّ عليه أنْ يردَّ عليهم، يُعتقلُ لسانه، وتجدُ أعضاء بدنه في حالةِ خمولٍ لا تقوى أنْ تبطش، بل لا تقوى أنْ تتحرك بِملء إرادته، وينتابه الارتعاش بل ينتابه الإضطراب الشديد، وذلك لأنَّ قواه قد بدأت في انحدارٍ وزوال. هكذا تُعبِّر الآيةُ عن حالة الإنسان عند اقتراب أجله، فهي سَكرةٌ وذهولٌ وغثيانٌ وشعورٌ بالْولوج في عالمٍ هو غيرُ العالم الذي ألِفه وأنِسَ به، حيث يُبصر أموراً لم يكن مُبصراً لها، وكان في غفلةٍ عنها، فبصره حديد ولكن ليس إلى مَن حوله، وإنَّما إلى العالم الآخر الذي هو مُقبلٌ عليه، وهو ما يُعبَّر عنه بهْولِ المطَّلع، إذ يرى أموراً مهولةً لا يراها مَن هو جالس حوله، أمورٌ تَبعث على الخوف والرعب وحينها قد لا يُبصر مَن حوله وما حوله كما كان يُبصره قبل أنْ تنتابه هذه الحالة، حينئذٍ تجتمع عليه همومٌ وهموم، همٌّ لأنَّه لا يدري إلى ما سيكون مصيره، و همٌّ لأنَّه مُشرفٌ على مفارقة أمورٍ كان قد ألَفها وأنِس بها، و همٌّ لأنَّه سينفصلُ عن أعزِّ ما عنده: من أموالٍ، ومسكنٍ، وأولادٍ وأطفال وجاه، فكلُّ شيءٍ حوله سينفصل عنه. سكرةٌ يصاحبها شعورٍ بالألمِ الشديد، ألَمِ المرض، وألَمِ الموت، حتى وَرَدَ -أو قيل- أنَّه كأنَّما تُقطَّع أوردتُه وريداً بعد وريد، كما وَرَدَ في بعض الطرق أنَّ رسول الله (ص) قد قال: (إنَّ الميت أو المشرف على الموت يَستشعر ألمَ ثلاث مئة ضربةٍ بالسيف على جسده) ويقول أمير المؤمنين (ع): (فغيرُ موصوفٍ ما نَزَلَ بهم) (2) لا حظوا أنَّ عليُّ بن أبي طالب الذي أجاد أنْ يصف كلَّ شيءٍ حوله فوصف الآفاق، ووصف السماوات، والملكوت الأعلى، يقول: (غيرُ موصوفٍ ما نَزَلَ بهم)! نعم، يَصعب وصف ما نزل بهم، ويُضيف (ع) (غيرُ موصوفٍ ما نَزَلَ بهم، اجتمعت عليهم سكرةُ الموت وحسرةُ الفَوْت، ففترت لها أطرافهم وتغيَّرت لها ألوانُهم ثم ازداد الموتُ منهم وُلوجا، فحيِل بين أَحدِهم وبين منطقه، وإنَّه لبين أهله ينظر بِبصره ويسمع بأذنه على صحة عقله وبقاءِ لُبِّه، فيمَ أفنى عمره وفيم أذهب دهره، ويتذكرُ أموالاً جمعها أغمض في مطالبها وأخذها من مُصرَّحاتها ومشتبهاتها قد لزمته تبَعاتُ جمعها وأشرف على فراقها، تبقى لمَن وراءه فيكون المَهنأُ لغيره والعِبئ على ظهره)
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
احسنتم الاختيار جزيت خيرا عزيزي جمعة الخير للمساهمة الكريمة تقبل وافر التقدير
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
جزاك ألف خير على الموضوع نسأل الله تعالى حسن العاقبة
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
جزاك ألف خير على الموضوع نسأل الله تعالى حسن العاقبة
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |