النص المنضد لخطبتي صلاة الجمعة المباركة لسماحة القائد السيد مقتدى الصدر (أعزه الله) في مسجد الكوفة المعظم 8 ربيع الثاني 1444 هـ - 2022/11/4

((الخطبة الأولى))

أعوذ بالله من الشيـ،،ـطان اللعين الرجيم

توكلت على الله رب العالمين

وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته

(وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحانك اللهم وحنانيك (يا الله) سبحانك اللهم وتعاليت (يا الله) سبحانك اللهم والعز إزارك (يا الله) سبحانك اللهم والعظمة رداؤك (يا الله) سبحانك اللهم والكبرياء سلطانك (يا الله) سبحانك من عظيم ما أعظمك (يا الله) سبحانك سبحت في الملأ الأعلى (يا الله) تسمع وترى ما تحت الثرى (يا الله) سبحانك أنت شاهد كل نجوى (يا الله) سبحانك موضع كل شكوى (يا الله) سبحانك حاضر كل ملأ (يا الله) سبحانك عظيم الرجاء (يا الله) سبحانك ترى ما في قعر الماء (يا الله) سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار (يا الله) سبحانك تعلم وزن السموات (يا الله) سبحانك تعلم وزن الأرضين (يا الله) سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر (يا الله) سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور(يا الله) جل جلالك يا رب العالمين (يا الله)



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ، إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ،وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ، إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ(.



إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

(اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم وانصر ولدهم مقتدى مقتدى مقتدى يا الله يا محمد يا علي يا مهدي أنصرنا)

الله ينصركم



بسم الله الرحمن الرحيم

منذ اعتلى المنبر الشريف في مسجد الكوفة المعظم - السيد الوالد قدس سره - صارت كلماته أحرفٌ من نور، ومواعظه أسس وأوامر، أحكامه ونصائحه قواعد، لكل ذي نظر، فقد كانت جمعته في عهد استولت فيه الطغـ،،ـاة على رقاب المؤمنين، وأخذت بها قتـ،،ـلًا واعتقالًا وإر&هـ،،ـابًا وظلمًا، لكنه ما أن اعتلى هذا المنبر الشريف حتى صارت جمعته انسلاخًا من ذلك الظلم، بل سيفًا بتارًا أمام الظالمين والبعـ،،ـثيين وكل عفـ،،ـلقي مجـ،،ـرم، فأزال الخـ،،ـوف من قلوب الشعب العراقي، فكانت بحق ربيعٌ عراقي، جُددت فيه النفوس، وأجج في القلوب إيمانًا يتوقد إلى يومنا هذا – مو؟ -، وما أن اعتلى ذلك المنبر حتى أقض مضجع كل آثم وظالم، ولذلك سعى من أعمت الدنيا بصره وبصيرته، إلى إزالة تلك الجمعة، ولإسكات ذلك الصوت الهادر، إلا أنه ومنذ صيّر الكوفة إشعاعًا للفقراء، حتى صارت بحرًا يجود على الضالين بالهداية، وعلى العُمى بالبصيرة، وعلى التائبين ببصيص نور، وعلى الظالمين بالهـ،،ـلاك، وعلى الشعوب بالعلو والرفعة، فسلام عليه يوم ولد، ويوم اعتلى المنبر، ويوم سطّر دستوره عبر جمعته هذه، والسلام عليه يوم استشهد، ورحمة الله وبركاته.

ولقد كانت ولا زالت كلماته نور نستضيء به، فاستمروا على صلاة الجمعة، فاستمروا على صلاة الجمعة كما أوصاكم، وكما يريد الله جل جلاله، ولا تكونوا كمن نسي الفضل والعزة والرفعة، فمن الأخلاق أن نرد له الجميل بما يليق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ





((الخطبة الثانية))

أعوذ بالله من الشيـ،،ـطان اللعين الرجيم

توكلت على الله رب العالمين

وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين



بسم الله الرحمن الرحيم

مولاي مولاي أنت المولى وأنا العبد (يا الله) وهل يرحم العبد إلا المولى (يا الله) مولاي مولاي أنت العزيز وأنا الذليل (يا الله) وهل يرحم الذليل إلا العزيز (يا الله) مولاي مولاي أنت الخالق وأنا المخلوق (يا الله) وهل يرحم المخلوق إلا الخالق (يا الله) مولاي مولاي أنت المعطي وأنا السائل (يا الله) وهل يرحم السائل إلا المعطي (يا الله) مولاي مولاي أنت المغيث وأنا المستغيث (يا الله) وهل يرحم المستغيث إلا المغيث (يا الله) مولاي مولاي أنت الباقي وأنا الفاني (يا الله) وهل يرحم الفاني إلا الباقي (يا الله) مولاي مولاي أنت الدائم وأنا الزائل (يا الله) وهل يرحم الزائل إلا الدائم (يا الله) مولاي مولاي أنت الحي وأنا الميت (يا الله) وهل يرحم الميت إلا الحي (يا الله) مولاي مولاي أنت القوي وأنا الضعيف (يا الله) وهل يرحم الضعيف إلا القوي (يا الله) مولاي مولاي أنت الغني وأنا الفقير (يا الله) وهل يرحم الفقير إلا الغني (يا الله) وصلى الله على محمد وآله أجمعين

(اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم وانصر ولدهم مقتدى مقتدى مقتدى يا الله يا محمد يا علي يا مهدي أنصرنا)

الله ينصركم



بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى في كتابه العظيم

وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ

ولي على هذه الآية الكريمة بعض الإشراقات والإضاءات، منها:-

أولًا:- يمكن القول ولو على نحو الاحتمال ووفقًا للآية الكريمة أعلاه أن كل ما يصدر من الإنس وهو ما يخص بحثنا هذا فهو عبادة، مادام الذي يصدر منه موافقًا للقواعد العبادية العامة، وألا يكون مخالفًا لها، فإن العبد يستطيع بينه وبين الله أن يجعل كل أعماله عبادية قربوية، - التفتوا رجاءً، مو لأنه شوية ما بيها مدري شنو، التفتوا زين - أن يجعل كل أعماله عبادية قربوية، يريد بها رضا خالقه، حتى بعض الأعمال المباحة والأعمال اليومية العامة والخاصة.

ثانيًا:- إن المقصود من الآية الكريمة: إن الله تعالى خلق الإنسان للعبادة، إذن فالعبادة والتقرب إلى الله تعالى من شأن المخلوق، وبتعبير آخر فإن من شأن الخالق أن يُعبَد - جل جلاله -، ومن شأن المخلوق أن يَعبُد، وكل من يحاول مخالفة هذه الشأنية فهو يحط من قدر نفسه، ويكون بمثابة عاطل ومضيع لشأنيته وما خُلق من أجله، كالنجار او الحداد الذي لا ينتج أعمالًا، أو كالطبيب الذي لا يمارس مهنته، أو كالشمس التي لا تضيء، أو التراب الذي لا يكون خصبًا للزراعة، فإن الإنسان قد حمل الأمانة ولا بد له أن يؤديها كما أُمر، وإلا سيكون خائنًا متذمرًا معترضًا على واجباته إزاء خالقه.

ثالثًا:- إن الآية الكريمة تعني أن الله قد قدّر للإنس العبادة، وبالتالي فكل من لا يطبق ذلك ولا يأتي بالعبادة فهو خارج عن قضاء الله وقدره، ووفقًا لما ورد "من لم يرضَ بقضائي فليخرج من أرضي وسمائي"، بمعنى أنه مطرود من ساحة الله ورحمته ولطفه ومنته، وتكون نفسه موكولةُ إليه، وهذا ما حذّرنا منه المعصومون عليهم السلام، حينما ورد عنهم ما معناه "الهي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين".

ثم أنه يمكننا أن نذكر أطروحة ختامية لمعنى الآية الكريمة أعلاه، وهي أن الآية تعني الإنسان المطلق لا مطلق الإنسان، والإنسان المطلق هو الإنسان الكامل المتكامل بل والمعصوم أما بالعصمة الأولية أو بالعصمة الثانوية وعلى رأسهم خاتم الأنبياء صلوا عليه وعلى آله أجمعين.

(اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم وانصر ولدهم مقتدى مقتدى مقتدى يا الله يا محمد يا علي يا مهدي أنصرنا)

الله ينصركم

وعلى رأسهم خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه علي ابن أبي طالب سلام الله عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ

احسنتم النشر