العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله)

منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-2023, 03:36 PM   #1

 
الصورة الرمزية خادم البضعة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 23
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق الجريح
االمشاركات : 12,759

ختم يوم العمال في نظر الإسلام بقلم سماحة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله

يوم العمال في نظر الإسلام
السيد مقتدى الصدر
لا أريـد الاستنقاص من أحد على الإطلاق، إلا أن ما يحصل من تصدّر المشهد الغربي في شتى المجالات سينتج سحب كل الأمور المعنوية من شتى مناحي الحياة، لتخلو الحياة فيما بعد من كل تلك الامور الجميلة التي تُرى بالعين المجردة وتكون محض أمور مادية، ولتكون كل مناحي الحياة خالية من الشرع والأسلمة لتعيش المجتمعات بعيدة عن دينها قريبة من دنياها، وهذا ما يزيد انغماس الفرد في الأمور المادية لتخلو روحه بل نفسه من تلكم المعنويات المطلوب تحققها لنجاح وإنجاح طريق التكامل.
فإن لكل فرد بل لكل (إنسان) جنبتين:
الأولى: الجنبة المادية، لما يحتويه من جسد أو جسم يتكيّف معه للعيش مع الماديات الاخرى في العالم الدنيوي لينبض قلبه فتستمر الحياة أو أكثر من ذلك من علاقات مادية بين أفراد الإنسانية جمعاء.
الثانية: الجنبة المعنوية، وهي الجنبة التي إن توفرت أو أخذت بنظر الاعتبار في التصرفات الدنيوية أو الأخروية كان للحياة معنى تكاملي لا تسافلي، فإن الفرد إن نظر إلى نفسه وجسده بأنه عظم ولحم فقد شبّهَ بالحيوان، وإن أكل لأجل الأكل فقد استحقر نفسه وجعل من جسده حاوية للنفايات والعياذ بالله.
وإن عمل أعمالاً دنيوية لم يُرد بها إلا مزاولة الأعمال فقط وبِنَّيةٍ صادقة، يريد بها القُرب الى الله مثلاً، أو إلى حب الإنسانية مثلاً آخر، أو غيرها من النيات المعنوية فقد حبس بين أطباق الدنيا ولم يحصل على منفذ اخروي، وستغلق أمامه جميع أبواب المعنى.
فإن الإنسان ليس بشحمه أو بعظمه على الرغم من عظمة خلقها وعلو شأنها، إنما الانسان بقلبه وعقله وإخلاصه وأخلاقه وتقواه وخدمته للآخرين وكل تلك الأمور معنوية محضة أو أنها ذات معنى أكثر مما هي ماديات بطبيعة الحال.
فإنك إن دققت النظر لوجدت أن للإنسان جنبات معنوية تخرجه عن كونه (روبوت) أو إنساناً آلياً، لما يمتلكه من حواس ومشاعر لا يملكها ذوو النفوس المادية المحضة، وما الفرح ولا الحزن ولا الخوف ولا الأمن أمور مادية أو لها تفسيرات مادية لذا ما استطاعوا منحها لـ(الروبوت) بل وما استطاعوا سلبها عن (الإنسان).
فإن الغرب ومن أراد فصل المعنويات عن المادية أو أرادوا إلغاء المعنويات قد اصدموا أو وصلوا الى طريق مسدود لا يستطيعون معه محو ما هو مثبت لكل إنسان، فكم من ميت والقلب منه ينبض، وكم من حي ولا حراك فيه، أو كم من حي ولا شعور عنده، وكم من أعمى وهو يرى ما خلف السطور، وكم من بصير وهو لا يرى إلا ما بين قدميه، فما فائدة الإنسان وهو لا يشعر بما حوله من برد وحر وخوف وأمن ونور وظلام وكلها ذات تفاسير عميقة، فأولوا المعنى لا يتناولون الطعام لأجل الطعام كما أن لهم طعاماً غير مادي يستعينون به على التكامل المعنوي فهم بدون الشجاعة والإيمان والإخلاص والحب والعشق لا يستطيعون تكاملاً على الاطلاق.
إذن ففي الحياة أمور قد لا تخفى على ذوي العقول المادية الذين لا يريدون فهم الأمور المعنوية أو لعلهم لا يفقهونها على الإطلاق، وإن كنت أُرجح عدم سعيهم لها على الرغم من أنهم يعرفون بعضها أما خوفاً منها او لعلهم قاصرون عن الوصول إليها والنجاح بسببها فينأون بأنفسهم وأجسادهم عنها.
لكن حريٌ بنا أجمع من ذوي العوالم المعنوية أو من ذوي العوالم المادية أن نوقن بأن الحياة دار تكامل مادي وتكامل أخروي وأن الخير كل الخير فيمن جمع خير الدنيا وخير الآخرة وكل منهما نعني به الطريق التكاملي لا الطريق التسافلي.
ونحن هنا لا نعني بذلك الأمور العبادية أو نحددها بالأمور الشرعية، فأنا قد كررت أكثر من مرة وعنيت مناحي الحياة مما يشمل الامور الاجتماعية والسياسية والعلمية وكافة ما يجري في تلكم الدنيا مما توصل إليه العقل البشري ليستعين بها على تكاملاته الدنيوية والأخروية والمادية والمعنوية على حد سواء.
فكما إن الإسلام أراد إثبات شموليته لمناحي الحياة فقد سعى الماديون بصورة عامة إلى توسعة نفوذهم ونشر أفكارهم وجعل كل الأمور تحت طائل عالمهم المادي وإخراجه من المنحى المعنوي ولم يكتفوا بفصل الأمور المعنوية عن المادية في السياسية فحسب بل شمل حتى الامور الاجتماعية والإعلامية والعائلية والعلمية فصاروا يفسرون وجه القمر بأنه تضاريس وأن الزلزال محض صراعات أرضية ناسين كل المعاجز واختراق القوانين الأرضية فعمت عيونهم عنها.
وعلى كل حال، فنحن هنا لسنا بصدد مناقشتهم بأعمق من ذلك، لتعُم الفائدة الجميع من هذه الكلمات مهما دنا المستوى الثقافي أو علا.
بل ما أريد مناقشته هو أسباب فرض سيطرة أولي الافكار المادية على مناحي الحياة وأسباب ابتعاد أولي الأفكار المعنوية عن ذلك، فهو ليس قصوراً بهم وليس ذلك لعدم شمولية الأسلمة والإسلام بل لأمور أخرى، نذكر بعضاً منها توخياً للاختصار:
أولاً: وجود تيارات تحرّم التكامل المادي مطلقاً ومنها من ينخرط بالأمور المعنوية ومنها من ينأى بنفسه عن التكامل المعنوي أيضاً وبالتالي خسر كلا الطرفين.
ثانياً: الانقسامات والاختلافات المذهبية داخل الإسلام فقد تفرقوا عن حقهم واجتمع الآخرون على أفكارهم.
ثالثاً: قلة النفوذ والسطوة الإسلامية ولا أريد الاستزادة، مما أدى الى تقليص النفوذ الإسلامي لا الى تقليص شموليته بطبيعة الحال. فصار (عالم السياسة) بيد الماديين بعيداً عن العوالم المعنوية، وصارت السياسية المادية كشبكة العنكبوت التي تطال كل المناحي وتحاول تقوية البيت.
نعم، هو كبيت العنكبوت، إذ يراه العنكبوت قوياً ونراه هشاً وهيناً، فإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ، فكذلك الفكر المادي على الرغم من سطوته وانتشاره إلا أنه هين وضعيف وعلى الاسلاميين ان لم يستطيعوا فرض سيطرتهم على مناحي الحياة لضعفٍ مادي أو عسكري أو وحدوي فإن عليهم أن يعطوا فهمهم ورأيهم فيما يدور من حولهم.
ومن هنا نحدد البحث في (يوم العمال) الذي صار بعيداً كل البعد عن عالم المعنى وعن شمولية الإسلام وانضوى تحت عالم المادة اما قهراً أو اضطراراً، على الرغم من أن على (الإسلام) أن يكون له رأي في ذلك.
ولعل منشأ هذا اليوم أعني (يوم العمال) إنما جاء لضعف القانون المادي وعدم إعطاء كل ذي حق حقه، ولذلك فإن (العمال) يتظاهرون في كل عام للمطالبة بحقوقهم معترضين على ما يصدر ضدهم خلال هذه السنة مما يثبت أن هناك خرقاً وظلماً من ذوي المادة لهم.
ومما يزيد من ذلك، هو أن قيادة ذوي المادة وعالمهم وفي كل عام يصبون جام غضبهم ضرباً واعتقالاُ ضد هؤلاء المتظاهرين ليكون دليلاً آخر على سلب الأمور المعنوية من عقولهم وقصور قوانينهم.
فهل يجابه العامل ممن سعى خلال عام في خدمة المجتمعات ومن دون تسليط ضوء أو شهرة أو حتى بدون لقمة عيش كافية ويعامل بقسوة إذ طالب بحقه؟؟!! أهذه أمور مادية تكاملية أم معنوية.. بل هي بعيدة عن عوالم المعنى وعن الامور المادية التكاملية بل هي مجرد تسافل في أمور المادة.
فكيف يا ترى سوف نطالب العامل بالقيام بواجبه إذا كان (العامل الاكبر) أعني به السياسي أو الحاكم لم يقُم بعمله بل هو يقوم بخلاف عمله من مُداراة وخدمة المظلومين والفقراء والطبقة الكادحة والعمالية مما هي نواة الانتاج الدنيوي بل وحتى المعنوي.
فكما أن الامور العبادية الأخروية تحتاج الى العمل مع الايمان على الرغم من إنها أمور معنوية لعلها محضة من هذه الناحية فبطريق أولى أن يكون العمل مراداً بالأمور الحياتية المادية المحضة أو غير المحضة والا كيف سيتم الانتاج وزيادته شيئاً فشيئاً؟؟
ثم إنه يجب أن تعلم عزيزي ان الامور الحياتية الانتاجية متوقفة على عدة أمور منها:
1- العمل.
2- العامل.
3- المناخ الصالح.
4- الإدارة.
5- الإخلاص.
6- إعطاء الحقوق.
وغيرها من أمور يمكن اعتمادها في الوصول الى الانتاج، لكن ذلك الاداري المذكور في (4) فإنه المشرف على ذلك العمل وهو أيضاً عامل كأي عامل آخر بيد أنه يقدم مصلحة العامل على العمل والانتاج أو العكس أو أن يساوي بينهما، ولعل الثاني هو ما يتبناه الفكر المادي والثالث ما يتبناه الفكر الاسلامي، اما الاول فقد يكون لا معنى له أو أن يكون محض إنسانية.
فإن الإسلام يعطي كامل الصلاحية للعامل مادام يعمل على طبق النُظم العامة بدون أن يتدخل في غير ذلك، كما أن الاسلام يُعطي لكل ذي حق حقه ويقدره فان زاد فإن لزيادة الانتاج زيادة في الحقوق، وذلك قد يسمى بالمحفزات والجوائز العقلانية التي يمكن معها تطوير العمل والعامل والانتاج.
وان أي ظلم ضد أي عامل معناه غمط حقوقه والتعدي عليه بغير الحق، وعلى العمال الالتزام بأعمالهم لكي تكون لقمة عيشهم مناسبة لهم وأن يكون عملهم بإخلاص واتقان بحيث لا مجال للتقصير معه، ولذلك – أعني للابتعاد عن التقصير- جعل الإسلام نظام عقوبات لمن يُقصر في عمله وليس منها قمع الاصوات او الاعتقال التعسفي أو غير ذلك مما يستعمله (العامل الاكبر) ضد (صغار العمال) بنظره، فان الاسلام ينظر الى العامل بأنه متبرع بجهده ومختار لا مجبر وما يتقاضاه من لقمة العيش إنما هي حق من حقوقه كما هو قائم بواجبه.
إذن فليس (يوم العمال) يوماً غريباً او مادياً أو يوماً لرفع المناجل والفؤوس بل هو يوم للمطالبة برفع اليد عن الظلم عنهم ليعلن الاسلام عدله بخصوص هذا اليوم الذي هو أحد الايام الذي ترتفع به أصوات المظلومين ضد الظالمين وهذا ما يتبناه الاسلام ويسعى اليه من خلال رفع الحيف والظلم ان شاء الله تعالى.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم البضعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2023, 11:31 AM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,392

افتراضي رد: يوم العمال في نظر الإسلام بقلم سماحة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله

احسنتم النشر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 07:51 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025