![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى في كتابه العزيز: (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ.. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ.. وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ.. فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ). بل وقال تعالى في آيات أخرى: (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.. وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ). ولكننا وإياكم نعلم أن السنة الشريفة هي المفسّرة لآيات القرآن. ومن هنا قد تقع شبهة في أذهان البعض، فإنه قد ورد في الحديث: (يا علي نجى المخفّون، وهلك المثقلون) فكأن الحديث يناقض الآيات القرآنية أعلاه، فالآية تمدح ثقل الموازين.. وتقدح بخفّة الموازين. وأما الحديث: فهو في صدد مدح من خفّت موازينه. فالخفة الواردة في الآية وكذا الثقل الوارد فيها إنما هو (ثقل الحق) و(خفة الحق).. فقد قال تعالى: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.. وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ). وبالتالي سيكون المعنى: أفلح من ثقُل ميزان الحق عنده، وخسر من خفّ ميزانه، وأما ما ورد في الحديث فإنه ينصّ بمعنى من المعاني على: أفلح من خفّت موازينه ونجى.. وبالتالي لن يفلح ولن ينجو من ثقلت موازينه. وفي الجواب على ذلك، نقول: إننا لو حاولنا الدمج بين الآيات والأحاديث، فتكون النتيجة: إن الموازين هي جمع وزن.. والكشف عن قدر الوزن يكون من خلال (الميزان) الإلهي الوارد في الآية الكريمة: (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) فالميزان هو رمز العدالة وحساب الأعمال، مطلق الأعمال: الصالحة والطالحة، فلا يضيع عند الله شيء، فقد قال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ.. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًا يَرَهُ) فالميزان هو (الآلة المعنوية) - إن جاز التعبير - التي تقيس الأعمال الحقّة والباطلة بالمثاقيل الذرية أي الصغيرة التي قد لا ترى بالعين المجردة، كما في الذرات المبثوثة في الهواء والتي لا تراها العين المجردة. وكما نعلم أن للميزان (كفتين) غالباً، لتوضع في إحدى كفتيه الأعمال الصالحة، وفي الكفّة الأخرى ستوضع الأعمال الطالحة. فمن زادت أعماله الصالحة أمام أعماله الطالحة ارتفعت كفّة الباطل وانخفضت كفّة الحق لثقلها. فالآيات الكريمات ناظرة الى كفّة الحق والأعمال الصالحة، فمن ثقلت كفّته هذه فهو في عيشة راضية بالعيش الأخروي وكان من المفلحين. وأما الحديث الذي أوردناه، فإنه ناظر الى كفّة السوء والباطل والأعمال الطالحة، فمن قلّت أعماله تلك نجى، ولذلك: (نجى المخفّون) أي الذين قللوا من أفعالهم السيئة والذنوب والمعاصي والآثام والجرم وما شاكل ذلك. كما يجب أن نلتفت الى أن (الحسنات يذهبن السيئات) لأن وزن الحسنات إذا زاد سوف تضمحل كفّة السيئات وتمحى ولو تدريجياً.. وخصوصاً ممّن خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم. إذن بالفعل: (نجى المخفّون) حيث خفّت سيئاتهم وذنوبهم.. وأفلح المثقلون حيث زادت أفعالهم الصالحة وخيراتهم وطاعاتهم واستغفارهم وما شابه ذلك. ومن المهم هنا أيضاً أن نعلم أن المراد من (والوزن يومئذ الحقّ) وهو الذي يوضع في الميزان، فيه عدّة احتمالات: الاحتمال الأول: الوزن الحق هو الحق المطلق: الله تعالى جل جلاله.. فمن آمن وأطاع ووجل قلبه بذكر الله واطمأنّ فهو حق وبالتالي فإنه من المفلحين الناجين. الاحتمال الثاني: الأنبياء والرسل، فمن صدّقهم وأطاعهم وآمن بهم أفلح وهو في عيشة راضية. الاحتمال الثالث: الكتب السماوية، فمن صدّقها وآمن بها ولم يستهزئ بها وبالآيات الآفاقية أفلح وثقل حقّه وخفّ باطله فنجى. الاحتمال الرابع: العصمة، المعصومون الأربعة عشر، ولا سيما رسول الله صلى الله عليه وآله، فإن الدين عند الله الإسلام.. فيكون الميزان هو الإسلام ورسوله وهو المُنجي ولا فلاح من دونه. أو (أمير المؤمنين) علي بن أبي طالب الصراط المستقيم وإمام المتقين، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله كما ورد عن الطرفين: (لا يحبّ علياً إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق) والمؤمن في الجنة لأن كفّة أعماله الصالحة كثرت وأعماله الباطلة خفّت.. فإن المذهب عند الله مذهب الجعفرية، فكما ورد: لا يبغضه (علياً) إلا منافق.. وبالتالي فإن كل من يحبّه من الطوائف فهو مؤمن. فالسلام على المؤمنين وأميرهم ورحمة الله وبركاته. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |