![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم إنه وإن كان القرآن يفسّر نفسه - إن جاز لي هذا التعبير - أو قل إن الآيات تفسّر بعضها بعضاً إن كان هناك وحدة مورد أو ما شاكل ذلك، فإنه يمكننا أن نفهم معنى (بقية الله خير لكم) من خلال آية أخرى، وهي: (المالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِياتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً). فالباقيات جمع باقٍ وبقية، فيكون معنى (بقية الله) أي الباقيات الصالحات وهي الأعمال الصالحة التي تلازم الفرد في الحياة الدنيا والآخرة ويقابل بها ربّه فيثيبه عليها. وبطبيعة الحال، فإن الأعمال الصالحة إنما تأتي بفضل الله ومنّته وتوفيقه، فلذلك قال تعالى: (بقية الله) أي الأعمال التي وفقك الله تعالى لأن تكون باقية معك في دنياك وآخرتك. كما إن تلك الأعمال الصالحة لا تكون صالحة إلا إذا أريد بها وجهه وأتى بها العبد قربة إلى الله تعالى وخالصة له. ومن خلال ذلك نستطيع أن نفهم إسناد (البقية)، وهي مفرد باقيات، إلى الله تعالى، فهي بالفعل (بقية { الله}) ابتداءً منه وانتهاءً له سبحانه وتعالى. ومن الواضح أيضاً أن الآية خصصت البقية والباقيات بصفة الصالحات، فإنها إذ لم تك صالحة فلا معنى أن تسند الى الله تعالى، فقد قال تعالى: (وَإذا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِها قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ). بل ومع ملاحظة أنّ الأعمال الصالحة ذات مدى أطول على عكس الأعمال الطالحة والسيئة، فقد قال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبَادِ). فإنّ العبد يودّ أن يكون بينه وبين ما فعل من سوء أمدٌ ووقتٌ وزمنٌ بعيد لأنها قابلة للمحو وفقاً لقاعدة الرحمة واللطف والمنّة الإلهية العظيمة.. والتي تثبت الأعمال الصالحة ولا تمحوها.. ولكنها تسارع الى محو ونسيان الأعمال السيئة إذا ما تركها الفرد وكان هناك أمدٌ بعيدٌ منذ أن فعلها وأتى بها. إلا إن ذلك لا يمنع من وجود معانٍ أخرى غير ما تفسرها الآيات فيما بينها وما توضحه آية عن آية أخرى. فبقية الله خير لكم.. لها معانٍ اُخر يمكن أن نفهمها من دون الرجوع إلى تلك الآية الثانية ولا لغيرها من الآيات. فمعنى البقاء لغوياً هو الثبات والاستمرار في الوجود.. وهذه الصفة هي صفة لله تعالى، فالكل فانٍ إلا هو سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وكذا قوله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ.. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإكْرام) بل وقوله تعالى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ). فالله هو الباقي وما دونه فانٍ مهما علا في الكمالات والدرجات والعصمة والإمامة والولاية والنبوّة والرسالة بل مطلقاً. إلا إن أهل المعرفة والعرفان يعلمون حق اليقين، إن الفناء في الله يوجب البقاء والاستمرار فيكتسبون من خلال فنائهم به صفة البقاء.. وهي مختصة بأهل العصمة الأولية والثانوية وتكون عسيرة على ما دونهم. فيكون معنى (بقية الله خير لكم) أي اكتساب البقاء من الله عن طريق الفناء به بأعمال خاصة - وهي من الأسرار - التي لا يمكن البوح بها علمتُها أم لم أعلمها. كما يمكن انطباقها على كل ما يصدر من الله تعالى ويريد به الاستمرار على فعلها، كالإيمان به تعالى والإيمان بأنبيائه ورسله وأوصيائهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كما قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ). كما وتنطبق على محبة أهل البيت التي هي من الأمور التي يجب الإلتزام بها والإستمرار على ذلك، فقد قال تعالى: (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبِي وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) فهي أيضاً من الأمور التي يجب عدم تغافلها لا في الدنيا ولا في الآخرة. ولذلك فنحن الإمامية ملتزمون بحبّ القربى والمودّة لهم وفيهم ونحن على كامل الإيمان بالأنبياء والرسل في حياتهم وفي مماتهم وهم رسلنا وأنبياؤنا وإن زالوا عن الحياة فلذا فنحن نستشفع بهم ونؤمن بوجوب طاعتهم بل وبقائهم بيننا لأنهم كلهم فانون في الله فطاعتهم من طاعة الله وبقاؤهم من بقاء الله تعالى. ولذلك، فإنّ ذلك، أعني: (بقية الله) ينطبق على الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف، لأنه سلام الله عليه من الفانين في الله ومن الباقين في الحياة لمدة طويلة في زمن غيبته التي كانت بسبب كثرة الذنوب والآثام. أي إنه سلام الله عليه بقية الله التي أبقاها بين عباده حياً يُنتفع به كما يُنتفع بأشعة الشمس وإن غيّبتها السحاب. فكل ما أبقاه الله تعالى من الأنبياء والرسل والأوصياء والكتب السماوية كل بحسبها أو المعصومين أو الإمام المهدي فهو من الباقيات الصالحات وهم (بقية الله) لنا ولمن يؤمن بهم ويطيعهم ويتشفع بهم ويزور مراقدهم ليفنى بهم فيفنى بالله تعالى فتكون له درجة من درجات البقاء والله باقٍ فوق الجميع. فهم نور الله الباقي الذي ينير لنا ظلمات البر والبحر ويزيل عنّا البلاء بهم ويهدينا سبل الرشاد والإيمان والإسلام المحمدي العلوي المهدوي الحقيقي.. والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا بهم وببقائهم وأبغضوهم فأولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات.. ألا فبعداً للقوم الظالمين. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |