![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
. بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم وَبكَ يا ربّي نَستعِين وبهُدى أهلِ البيتِ نَستبين أما بعد فقد قال تعالى في محكم كتابه العظيم: (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ). وهي جزء من قصّة نبينا إبراهيم عليه السلام، حيث أمره الله تعالى بإسكان بعض أهله في وادٍ غير ذي زرع ثم أمره الله تعالى بتركهم. ثم عاد لهم فجاءه أمر الله بـ: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). وإن الملفت للنظر في هذه القصة.. هو أن الله سبحانه وتعالى قد مهّد بإرسال الرضيع وأمّه إلى أرض قفراء لتكون مهداً معدّاً للتوحيد، وفي ذلك عدة إضاءات لا بدّ من الإلتفات إليها، ومنها: أولاً: إن الرضيع يمثل البراءة والطهارة بكل ما للكلمة من معنى.. فلا ذنوب ولا عصيان ولا حبّ للدنيا ولا شهوة ولا طمع، أُسكِن هذا الرضيع مع أمه التي تمثل الحنان والرأفة والرحمة التي هي أسس الأديان والتوحيد. كما كان ذلك في كل من قصة موسى عليه السلام مع أمّه بل وعيسى عليه السلام مع أمّه مريم العذراء عليها السلام. ثانياً: إن الوادي الذي بغير ذي زرع، إنما هو عبارة ورمز عن التجرّد لله سبحانه وتعالى والإعتكاف عن الناس أجمع. فهي خلوة مع الله لله سبحانه وتعالى لا يشوبها أي خرق على الإطلاق، فكأن الله سبحانه وتعالى يبعث برسالة بأن التوحيد يجب أن يكون محضاً خالصاً له بدون أي شرك أو شراكة.. أي كما قال تعالى: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ). ثالثاً: إن ينبوع الماء الذي تفجّر تحت أقدام الرضيع إنما هو رمز الحياة.. ولا حياة ترتجى من دون التوحيد، كما أن ينبوع الماء إنما هو رمز من رموز الطهارة، لذلك قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ {طَهِّرا} بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ). رابعاً: أما ترك نبي الله إبراهيم لإبنه وزوجته.. فهو يمثل أعلى معاني الإخلاص والطاعة والصبر والتخلي عن أعز الناس من أجل الله سبحانه وتعالى، وكما في الحديث: (إعمل لوجه واحد يكفيك الوجوه كلها). فكذا التوحيد الذي يجب أن يكون خالصاً ومخلِصاً ومخلَصاً لله سبحانه وتعالى. خامساً: تحوّل الوادي الأجرد الى وادٍ تجري فيه العين النابعة: (بئر زمزم) وصار مسكناً للقبائل الموحدة. فكذلك الأنفس الكافرة المشركة كأرض جرداء مقفرة لا ماء فيها ولا حياة.. فما أن تعتنق التوحيد فتكون نفوساً معطاء، وكذا القلوب الجرداء التي لا تتقبل الحق تكون قلوباً مفعمة بالحبّ والحياة. ومنه الكمال الذي لا نهاية فيه، فكما تكاملت الأرض الجرداء فستتكامل القلوب والعقول والأنفس بالتوحيد الخالص. ومن هنا يمكننا أن نستوحي شروط التوحيد: الإخلاص، التجرد، الطهارة، البراءة من الدنس والأدران، وملء الأنفس بالحب والحنان والكمال. ومن الملفت للنظر في هذه الآية الكريمة أيضاً، هو قوله تعالى: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ). فلِمَ لم تقل الآية: (تهوي إليها)؟ أقول: أولاً: إن المقصود من قوله تعالى: (أسكنت من ذريتي) ليس المقصود منها إسماعيل عليه السلام وأمّه فحسب، بل تصل النوبة إلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فكأن نبي الله إبراهيم عليه السلام يأمرنا بحبّ مُحمّد وآل مُحمّد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ثانياً: إن المقصود من قوله تعالى: (تهوي إليهم)أي إلى المكان الذي رفع فيه إبراهيم قواعد البيت.. أي تهوي نفوس الناس إلى الكعبة المشرّفة. وبالأدق: تهوي نفوس الناس إلى (التوحيد) أي اجعلهم موحدين. ثالثاً: نعم المقصود منه أن تهوي الأفئدة إلى إسماعيل وأمه.. من حيث أن الأمر الإلهي صدر بتحوّل الوادي الأجرد إلى أخضر، والوادي المهجور إلى مسكن ظاهراً وباطناً، ولذلك قد زحفت بعض القبائل في حينها إلى ذلك الوادي وبموافقة نبي الله إبراهيم عليه السلام. وهنا لا بدّ من ملاحظة أمر مهم جداً.. من أن مركز التوحيد ومركز الإسلام من حيث كون مكة مسقط رأس الرسول الأكرم مُحمّد صلى الله عليه وآله ومهبط الوحي عليه كانت جرداء.. أي بوادٍ غير ذي زرع.. فكذلك مركز الولاية النجف الأشرف كانت وادي السلام أقرب إلى صحراء جرداء خصوصاً بعد أن جفّ النهر بها.. بل قيل إنها سمّيت نجف: أي ني جف.. أي نهر جف.. وقيل المنجوف، أي المكان الذي لا يصله الماء. اللهمّ فثبتنا على طاعة الله والرسالة والولاية بحق محمد وآله. مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |