تغريدة لسماحة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله في حسابه الشخصي بتاريخ ٢١ / ٤ / ٢٠٢٤

.
بسم الله الرحمن الرحيم

قد يتصوّر البعض أنه لا يمكن لأحد الوصول إلى سدة الحكم أو الوزارة أو الوظيفة إلا الفاسد، وهو ينتج حكومة فاسدة لا همّ لها إلا ملء الجيوب ودعم الحزب والجهة والطائفة تاركة الوطن والدين والعقيدة جانباً.
برأيي.. إن أغلب من لم يصن نفسه ويحصنها وإن لم يكن فاسداً.. فإنه إن حصل على منصب عالٍ أو دانٍ فسوف يكون فاسداً ولو تدريجياً، وخصوصاً مع وجود حاضنة ضخمة لذلك الفساد، ولعدم تحصين نفسه عن الهوى وعن الملذات وحب الشهوات الجنسية والمالية وحب الشهرة وما إلى غير ذلك من الشهوات والملذات الدنيوية الشيطانية التسافلية.
لذا فنحن نجد الكثير من شبابنا الأعزاء يخرج مندداً ضدّ شخص فاسد، وما إن حصل على نفس المنصب كان مثيلاً له أو أكثر فساداً.
وكما قال السيّد الوالد (قدّس سرّه الشريف): يخلوك على المزلق
المدهون ويقولون لك لا تزلق.
ومن هنا علينا إيجاد طبقة شبابية مؤمنة واعية مثقفة صائنة نفسها عن الملذات العامة والخاصة بعيدة عن الأنانية والتطرف والتشدد.. يتجللها التواضع ولين الجناح مُحبة لخدمة الآخرين بعيدة عن أذاهم.. مقتنعة بالأخوّة في الدين والنظير في الخلق.. لا تغريها الدنيا ومباهجها وزخرفها جعلت من الشيطان عدوّها ومن النفس الأمارة عدوّة لها أيضاً.. لا تخاف في الله لومة لائم...
محبة لوطنها وسيادته واستقلاله وأمنه ومقدّمة للوطن على كل ما دونه.. فانية في الوطن والدين والعقيدة غير باحثة عن شهرة أو شهوة أو مال أو جاه أو سلطة.
سلطتها محبّة الشعب وهدفها رضا الله وخدمة الشعب.. شجاعة في جهادها ضد أعداء الله والوطن والقرآن لا تهادن المحتل ولا تطبّع مع العدو ولا تخاف مواجهة الإرهاب ولا العقائد المنحرفة ولا طائفية في ساحتها وإن كانت متعصبة لمذهبها.
عزيزي القارئ.. إن السلطة والكرسي من أكبر المغريات التي تجرّ الويلات على صاحبها، فمن لم يصن نفسه تهاوى في مطاويها ومفاسدها فتحلو بعينه الدنيا وتهون عليه السرقة ويتصاغر أمامه الدم وهكذا... فإذا هو ظالم ودكتاتور يظن بنفسه أنه الأكبر والأوحد والأفضل.
ويظن أن الجميع في خدمته ومن أجل حمايته والحفاظ على سلطته وأن الوظيفة للكسب والشهرة وما إلى غير ذلك.
فيخيط الدين والمذهب والوطن على مقاسه وعلى هواه.. وهو يطغى..
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مقتدى الصدر

احسنتم النشر