العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم القرآن والمعرفة > منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه

منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-2011, 08:59 PM   #1

 
الصورة الرمزية شجون الزهراء

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 387
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : في أرض الله الواسعة
االمشاركات : 635

افتراضي اليوم الآخر وأسماؤه في القرآن الكريم

اليوم الآخر وأسماؤه في القرآن الكريم

الكاتب/ محمد عياش الكبيسي



الإيمان باليوم الآخر هو حجر الزاوية في العقيدة الإسلامية، ذاك لأنّ الإنسان بطبعه لا يُلزم نفسه بالطّاعة، إلّا أن تكون من ورائها دفع مفسدة، أو جلب مصلحة، فالإيمان بالله وبرسالاته لا يؤدّي ثمرته إلّا إذا كان هناك جزاءٌ ينتظره الإنسان، ومن ثَمّ كان الإيمان باليوم الآخر له دورٌ كبيرٌ في إلزام الإنسان بمنهج الله، ومن هنا جاء اهتمام القرآن باليوم الآخر اهتماماً لا يقلّ عن الاهتمام بالرُكنين السابقين "الإلهيّات" و "النبوّات"، ولنأخذ أمثلةً على هذا الاهتمام:

1. ذكر القرآن اليوم الآخر بما يصعب حصره، فلقد جاء ذكر الآخرة في القرآن بنحو (114) مرّة. واليوم الآخر بنحو (26) مرة. أمّا أسماء اليوم الأخرى، فهي كثيرةٌ جدّاً.
2. وفي الغالب يأتي ذكر الإيمان باليوم الآخر عقيب الإيمان بالله، دون فاصلٍ؛ ولنقرأ هذه الأمثلة:
"ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر"
"ذلك يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر"
لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليمٌ بالمتّقين. إنّما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر"
3. الشمولية الواسعة التي حظي بها اليوم الآخر في القرآن الكريم، فلقد بحث القرآن الموت والبعث والحشر والحساب والميزان والصحف والصراط والجنة والنار، وكلّ هذا بتفصيلٍ دقيقٍ، لا سيّما إذا كان الغرض الترغيب والترهيب.
هذا وسنعرض عقيدة اليوم الآخر في القرآن الكريم بنقاطٍ مختصرةٍ، لكنّها جامعة -إن شاء الله- لأهم ما ينبغي أن يعرفه المسلم في هذا الموضوع - وكما يأتي:

أـ أدلّة وجود اليوم الآخر ومناقشة المنكرين
يبدو أنّ القرآن استخدم دليل "الخلق" في إثبات اليوم الآخر، فالله خلق الكون من العدم، فما المانع من أن يخلقه مرّةً ثانيةً، والاعادة في عادة البشر أهون من الابتداء؛ وإذا كان الأمر مُمكناً، والقرآن أخبر بوقوعه، والقرآن هو المعجزة الظاهرة، فعلامَ التكذيب؟!
أستطيع أن أقول إنّ هذا هو الدليل الوحيد الذي استخدمه القرآن في إقناع منكري اليوم الآخر، ولنقرأ بعض الأمثلة من القرآن الكريم:
"وقالوا أإذا كنّا عظاماً ورفاتاً أإنّا لمبعوثون خلقاً جديداً. قل كونوا حجارةً أو حديداً. أو خلقاً ممّا يكبر في صدوركم فسيقولون من يُعيدنا قل الذي فطركم أوّل مرّة فسينغضون اليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً. يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنّون إن لبثتم إلّا قليلاً".
»أولم يرَ الإنسان أنّا خلقناه من نطفةٍ فإذا هو خصيمٌ مبينٌ. وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يُحيي العظام وهي رميمٌ. قل يُحييها الذي أنشأها أوّل مرّة وهو بكل خلقٍ عليمٍ. الذي جعل لكم من الشّجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون. أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادرٍ على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلّاق العليم. إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون. فسبحان الذي بيده ملكوت كلّ شيء وإليه ترجعون".
وربّما استخدم القرآن دليلاً قريباً من الأوّل ونستطيع أن نُسمّيه (دليل الملك)، فمن هو مالك السموات والأرض والأنسان؟ فالمالك هو الذي يتصرّف في ملكه كيف يشاء، ولنقرأ:"بل قالوا مثل ما قال الأوّلون. قالوا أإذا متنا وكنّا تراباً وعظاماً أإنّا لمبعوثون. لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأوّلين. قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل أفلا تذكرون. قل من ربّ السّموات السبع وربّ العرش العظيم. سيقولون لله قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كلّ شيء وهو يُجير ولا يُجار عليه إن كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فأنّى تُسحرون. بل أتيناهم بالحقّ وإنّهم لكاذبون".

ب-وصف اليوم الآخر بصورةٍ إجماليّة
وسنأخذ هذا من خلال الأسماء التي منحها القرآن الكريم لليوم الآخر، وهذه أبرز تلك الأسماء فلننظر فيها:
1. يوم الدّين: «الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين».
2. يوم القيامة: «ويوم القيامة يردون إلى أشدّ العذاب وما الله بغافلٍ عمّا تعملون»
3. يوم الحسرة: «وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر»
4. يوم البعث: «فهذا يوم البعث ولكنّكم كنتم لا تعلمون»
5. يوم الفصل: «هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذّبون»
6. يوم التلاق: «يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق»
7. يوم الآزفة: «وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميمٍ ولا شفيعٍ يُطاع»
8. يوم الحساب: «وقال موسى إني عذت بربي وربّكم من كلّ متكبّرٍ لا يؤمن بيوم الحساب»
9. يوم التناد: «ويا قوم إنّي أخاف عليكم يوم التناد»
10. يوم الجمع: «وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير»
11. يوم الوعيد: «ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد»
12. يوم الخلود: «أدخلوها بسلامٍ ذلك يوم الخلود»
13. يوم الخروج: «يوم يسمعون الصيحة بالحقّ ذلك يوم الخروج»
14. الدار الآخرة: «قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين»
15. الآخرة: «وبالآخرة هم يوقنون»
16. الساعة: «حتى إذا جاءتهم السّاعة بغتةً قالوا يا حسرتنا على ما فرّطنا فيها»
17. يوم التغابن: «يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن»
18. الواقعة: «إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة»
19. الحاقة: «الحاقة، ما الحاقة، وما أدراك ما الحاقة»
20. القارعة: «كذّبت ثمود وعاد بالقارعة» و «القارعة، ما القارعة. وما أدراك ما القارعة. يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث»
21. الطامّة الكبرى: «فإذا جاءت الطامّة الكبرى. يوم يتذكّر الإنسان ما سعى. وبرّزت الجحيم لمن يرى»
22. الصاخّة: «فإذا جاءت الصاخّة. يوم يفرّ المرء من أخيه. وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه».
23. الغاشية: «هل أتاك حديث الغاشية. وجوهٌ يومئذٍ خاشعة. عاملةٌ ناصبةٌ. تصلى ناراً حامية»
24. ماذا يريد القرآن من كلّ هذه الأسماء؟ إنّ هذا الحشد ليس عبثاً. إنّ كلّ اسمٍ من هذه الأسماء يفتح لنا نافذة على ذلك اليوم الآتي، إنّها لقطاتٌ مصوّرةٌ، وكلّ لقطةٍ تفعل فعلها في نفس هذا الكائن الضعيف (الإنسان)، إنّها تأخذه من تلابيبه لتوقفه على الصراط المستقيم صراط الله.

ج- تفاصيل أحداث اليوم الآخر
يبدأ اليوم الآخر بالنسبة للإنسان بالموت، أمّا الكون بما فيه، ومَن فيه فبقيام السّاعة، ثمّ تستمرّ الأحداث متتالية حتى الخلود الأبديّ في نعيم الجنّة أو في عذاب النّار، فلنتسلسل مع أحداث اليوم الآخر.
1. الموت: الموت ليس غيباً، وإنّما هو حقيقة مشاهدة محسوسة، وكلّ إنسان يوقن أنّه سيموت، والموت لا يحتاج إلى تفسيرٍ وبيانٍ... فهل يشكّ فيه إنسان؟ وهل الإنسان بحاجةٍ الى أكثر من هذا؟.
ذكر القرآن الموت ذكراً كثيراً، ويكفي أن نعلم أنّه كرّر لفظ "الموت"، وما اشتق منها نحو (165) مرّة.
ولمجرّد تذكير الإنسان بالموت مغزى يهدف إليه القرآن، فالإنسان ينسى وهو بحاجةٍ إلى من يُذكّره.. ينسى الموت فيشقى ويطغى، لكنّه إذا ذُكر الموت ربّما اتّعظ وادّكر، ولكنّ القرآن قد يذكر الموت، لا للتذكير فحسب، بل ربّما يقرن معه غايات أخرى، ولنأخذ هذه الأمثلة:
«إنّا نحن نُحيي ونُميت وإلينا المصير» «لا إله إلا هو يُحيي ويُميت ربّكم وربّ آبائكم الأولين»؛ وهنا جاء للتذكير بقدرة الله الفعّال لما يُريد.
«فلولا إذا بلغت الحلقوم. وأنتم حينئذٍ تنظرون. ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون. فلولا إن كنتم غير مدينين. ترجعونها إن كنتم صادقين» «قل فادرؤا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين». وهنا جاء لتقرير ضعف الانسان.
«ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون»؛ وهنا جاء نذيراً للطغاة والظالمين.
«حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنّي تبت الآن». «حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون. لعلي أعمل صالحاً فيما تركت»؛ وهنا جاء لبيان ندم الإنسان العاصي الغافل ساعة الموت.
«وما كان لنفسٍ أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجّلاً». وهنا جاء ليُثبت أنّ الموت مقدّر وله أجلٌ محتومٌ. وتصوّر كم ستلقي هذه العقيدة في نفوس أتباعها من جلدٍ وشجاعةٍ واقدامٍ.
«كلّ نفسٍ ذائفة الموت»؛ القرار العام الحاسم الذي لا استثناء فيه، الأنبياء، الطغاة، الملائكة والشياطين، ... يا له من قرار!!
2- القبر والبرزخ: وهي المرحلة التي تأتي بعد الموت مباشرة، وفيها يحجب جسد الميت، ويُحال بينه وبين الدنيا، وهذا الحائل هو الذي يُسمّى "البرزخ".
ولم يقف القرآن طويلا عند هذه المرحلة، فكلّ ما ذكره عن البرزخ «حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنّها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون». والآية توضح حقيقتين: الأولى: وجود مرحلة يقول فيها الإنسان: ربّ ارجعون، هي بعد الموت وقبل البعث. والثانية أنّ بين هذه المرحلة والمرحلة الأولى برزخٌ (حاجز)، ومن أراد أن يكسر هذا الحاجز يُقال له: "كلا".
وأمّا القبر، فمع أنّ القرآن ذكره ثماني مرّات بمشتقّاته، إلّا أنّ القرآن لم يذكر عنه لذاته شيئاً جديداً، فمثلاً يقول القرآن: «ثمّ السبيل يسّره ثمّ أماته فأقبره». وهذا معلومٌ فالميت يُقبر، لكن الله أراد التذكير بقدرته _سبحانه _ وضعف عبده، ويقول أيضاً: «وأنّ الله يبعث مَن في القبور»، فهذا الكلام عن البعث أكثر ممّا هو عن القبر، ونحو هذا قوله _تعالى _ «وإذا القبور بُعثرت. علمت نفسٌ ما قدّمت وأخّرت»

والمقصود أنّ القرآن لم يُحدّثنا عن تلك المرحلة، طبيعتها وطبيعة الإنسان فيها، وعمرها، لم أجد في القرآن من هذا شيئاً، نعم ربّما هناك إشارات كما في قوله _تعالى_: «النار يُعرضون عليها غدواً وعشيّاً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب»؛ فالعرض إذا كان قبل قيام الساعة، فهو في عالم البرزخ _والله أعلم _ لكن تبقى الحقيقة أنّ الله لم يفصّل لنا تلك المرحلة، ولم يُطلعنا على جوانبها، فلماذا؟! الله وحده هو الذي يعلم. ولكن إذا كان المقصود بذكر اليوم الآخر أساساً هو الإعداد ليوم الحساب ترغيباً وترهيباً، فإنّ تفصيل القرآن للجنّة وما فيها، والنار وما فيها، مع التأكيد بأنّ الإنسان بعد موته لا يُمكن أن يرجع إلى الدنيا فبينه وبينها برزخٌ، فهذا يكفي لمن كان له لبٌّ وألقى السمع...
محمد عياش الكبيسي


__________________

 

 

 

 

 

 

 

 

شجون الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2011, 01:58 PM   #2

المريد

عضو موقوف

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : Nov 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة الامام المهدي
االمشاركات : 348

افتراضي رد: اليوم الآخر وأسماؤه في القرآن الكريم

شكراً على النشر المفيد
و ننتظر مداد قلمك

 

 

 

 

 

 

 

 

المريد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-2016, 08:47 PM   #3

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,642

افتراضي رد: اليوم الآخر وأسماؤه في القرآن الكريم

بارك الله فيك

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:13 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025