زينب مع أخيها الحسن(عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

زينب مع أخيها الحسن (عليه السلام)

الأول : علاقة الإمام الحسن بأخته السيدة زينب (عليها السلام)
بعد استشهاد الإمام علي (عليه السلام )أصبح سيد البيت العلوي الإمام الحسن (عليه السلام ) وكان الإمام الحسن (عليه السلام ) يحترم السيدة زينب (عليها السلام ) ويعطف عليها كعطف أبيه فقد رأى (عليه السلام ) رعاية جده وأبويه لأخته زينب (عليها السلام ) وكيف أحاطوها بكل تبجيل وأحترام ، وقد أشادوا بمواهبها وفضائلها، وقد وصفه واصفوه : لم يكن أحد أشبه برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحسن بن علي (عليه السلام ) خلقاً وخُلقاً وحياة وهدياً وسؤدداً. وكان من تواضعه على عظيم مكانته انه مر بفقراء وضعوا كسيرات على الأرض، وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها، فقالوا له: هام يا بن رسول الله الى الغداء، فنزل وقال: أن الله لا يحب المتكبرين. وجعل يأكل معهم، ثم دعاهم الى ضيافته فأطعمهم وكساهم (1)..هكذا كان الإمام الحسن مع الناس، يعاملهم بلطفه ورعايته فكيف إذا كانت أخته زينب (عليها السلام ) وهي يتيمة الأبوين، كما كان يرى فيها أمه الزهراء (عليها السلام ) فهو لم يفارقها وهي لم تفارقه، وكيف لا، وهو (عليه السلام ) يعلم ماذا سوف يجري عليها، بل من النؤكد كان يهيؤها لتلك الأيام القادمة المملوءة بالآهات والأحزان، كان يعطيها كل ما فقدته من ذلك الحنان الأبوي، فهو الأخ الأكبر لها (عليها السلام ) والأخ الأكبر بمنزلة الأب كما يروي عن الإمام الرضا (عليه السلام ) فقد ورد ان الإمام الحسن لما وضع الطشت بين يديه وصار يقذف كبده، سمع بأن أخته زينب (عليها السلام ) تريد الدخول عليه، أمر وهو في تلك الحال برفع الطشت إشفاقاً عليها. وهذا يعبر عن المنزلة العظيمة للسيدة زينب (عليها السلام ) لدى أخيها الإمام الحسن (عليه السلام ) تحت هذه الرعاية الأبوية وهذا العطف عاشت السيدة زينب (عليها السلام ) مع الإمام الحسن , وإن كانت المصادر التاريخية لم تنقل لنا عن هذه العلاقة إلا أننا حينما ننظر عن العلاقة التي كانت بين الإملن الحسن (عليه السلام ) وأخته السيدة زينب (عليها السلام ) كما سيأتي في محله نرى عمق تلك العلاقة، فإن الإمام الحسن ينظر الى السيدة زينب (عليها السلام ) بنفس تلك النظرة التي كانت عند الإمام الحسين (عليه السلام ) لأخته زينب (عليها السلام )
الثاني: علاقة السيدة زينب (عليها السلام ) بأخيها الإمام الحسن (عليه السلام )
كانت السيدة زينب (عليها السلام ) تنظر الى أخيها الإمام الحسن (عليه السلام )
من منظارين:
أـ منظار الأخوة:
كان الإمام الحسن الأخ الأكبر للسيدة زينب (عليها السلام ) ومن المعلوم أن الأخ الأكبر له مكانة خاصة عند الأخوة والأخوات، فالسيدة زينب (عليها السلام ) كانت تنظر الى أخيها الإمام الحسن (عليه السلام ) مقام أمير المؤمنين (عليه السلام ) فقد كان عميد الأسرة الهاشمية فضلاً عن الأسرة العلوية، فكان جميع أفراد الأسرة ينظر بإجلال وتقدير الى الإمام الحسن (عليه الاسلام ) فكيف بالسيدة زينب وهي تعرف من هو الإمام الحسن فكانت تعلم أو قد رأت أو سمعت ذلك، أن رسول الله كان يتأذى لبكائهما، وقد شاهدت أمها الزهراء (عليها السلام ) عندما أخرجت يديها من الكفن وضمت أخوتها الحسنين (عليهما السلام ) وكذلك شاهدت علاقة أبيها مع الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام ) وتجدر الأشارة الى أن كل ما سنذكره من الروابط القبلية بين السيدة زينب والإمام الحسين فهي ثابتة وبينها وبين الإمام الحسن وإذا كان التأريخ قد سكت عن التفاصيل فأن أصل الموضوع ثابت(2).. ونكتفي هنا بما ذُكر في بعض الكتب من موقف السيدة زينب (عليها السلام ) حينما حضرت عند أخيها الإمام الحسن ساعة الوفاة:...وصاحت زينب : واأخاه، واحسناه، واقِلة ناصِِِِراه يا أخي من ألوذ به بعدك وحزني عليك لا ينقطع طولَ عمري ثم بكت على أخيها وهي تلثم خديه وتتمرغ عليه، وتبكي عليه طويلاً(3)......
ب/ منظار الإمامة
لقد خص الرسول الأعظم حفيديه الحسن والحسين (عليهما السلام ) بأوصاف تنبيء عن عظيم منزلتهما لديه، فهما:
1ـ ريحانتاه من الدنيا وريحانتاه هذه الأمة، فقد قال عبد الله بن عمر: أهل العراق يسألون عن الذباب يقتله المحرم، وقد قتلوا أبن بنت رسول الله وقال النبي هما ريحانتاي من الدنيا أو ريحانتاي من هذه الأمه(4)...
2ـ هما خير أهل الأرض
3ـ وهما سيدا أهل الجنة
4ـ وهما امامان قاما أو قعدا
5ـ وهما من العترة (أهل البيت ) التي لا تفترق عن القرآن الى يوم القيامة، ولن تضل أمة تمسكت بهما
6ـ وهما من أهل البيت الذين يضمنون لراكبي سفينتهم النجاة من الغرق
7ـ وهما ممن قال عنهم جدهم (صلى الله عليه وآله ) : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الأختلاف
8ـ وقد أستفاض الحديث عن مجموعة من أصحاب الرسول أنهم قد سمعوا مقالته فيما يخص الحسنين: الًلهم إنك تعلم أني أحُبهما فأحبهما، وأحب من يحبهما.
وعن سلمان أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله ) الحسن والحسين أبناي، من أحبهما أحبني، ومن أحبني أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار(5)...
9ـ أن السيدة زينب (عليها السلام ) إن لم تكن سمعت ذلك بالمباشرة من جدها رسول الله فقد سمعت من أبويها أو من أم سلمة أو أسماء لأنها كانت أحاديث مشهورة بين المسلمين والمهم أنها تعلم علماً يقينياً أن هذه الأحاديث كانت من قبل رسول الله وهي تعلم أيضاً أن جدها لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى والسيدة زينب عالمة غير معلمة كما يقول الإمام السجاد (عليه السلام ) فقد كانت تعتبر الإمام الحسن (عليه السلام ) إمامها المفترض الطاعة، فمن المؤكد أنها كانت طائعة للإمام الحسن لكونه إماماً فضلاً عن كونه الإخ الاكبر كما تقدم ومن الطبيعي أنها كانت مناصرة ومناضلة له لأنها كانت تعلم أنهما الحسن والحسين خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله ) بعد أمير المؤمنين (عليه السلام ) وإن هذه الخلافة قد غصبت من ذي قبل من الإمام علي يقول السيد الجزائري: وكذلك شاركت أخاها الإمام الحسن بمثل ذلك أبقاء الإسلام عندما أنتقل دور المتبقي إليه، وخاصة عندما رأى الإمام الحسن أن أبقاء الإسلام لا يتم إلا بمهادنة معاوية وسلب الشرعية عنه عن طريقها، وكشف واقعه المزري وفضح حقيقة بني أمية المخزية عبر بنود الصلح ومن خلال التثقيف الديني الذي تبناه الرسول والأئمة من أهل بيته ومنهم الإمام الحسن (عليه السلام ) في المجتمع البشري، ونشر الوعي الإسلامي في الناس وخصوصاً في أيام الهدنة، وتمهيد النهضة لأخية الإمام الحسين (عليه السلام ) وكان لزينب (عليها السلام ) الأثر الكبير في كل ذلك(6) وقد تمثلت مرجعية الإمام الحسن (عليه السلام ) العلمية والدينية في تربيتة لكوكبة من طلاب المعرفة، وتصدية للانحرافات الدينية التي كانت تؤدي الى مسخ الشريعة، كما تصدى لمؤامرة مسخ السنة النبوية الشريفة التي كان يخطط لها معاوية بن أبي سفيان من خلال تنشيط وضع الأحاديث والمنع من تدوين الحديث النبوي، ومن الطبيعي أن الإمام الحسين (عليه السلام ) وأخته السيدة زينب (عليها السلام ) كانا يشاكان الإمام الحسن في هذا العمل وهذه المرجعية .

1ـ صلح الحسن ص28

2ـ زينب من المهد الى اللحد ص54
3ـ معالي السبطين ج1، المجلس السابع

4ـ صحيح البخاري2 /188، سنن الترمذي ص539

5ـ اعلام الهداية ج4 ص26
6ـ الخصائص الزينبية ص79
فالسلام عليك يا سيدتي زينب يوم ولدت، ويوم مت، ويوم تبعثين حيةً.

احسنت اخي خادم الكرار
على الطرح الجميل
هي الحوراء ... هي سفيرة كربلاء ...
هي بطلة كربلاء ... هي عقيلة الطالبيين...
هي حاملة الام الهاشميين ...
هي كعبة الاحزان ... هي كفيلة الايتام ...

بارك الله فيك
جهد قيم اخي خادم الكرار وطرح جميل
تقبل وافر التقدير ونتمنى لك دوام التوفيق
وننتظر جديدك القادم عزيزي

شكراً يأخوتي على ردودكم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وفقك الله أخي ( خادم الكرار )لنصرة محمد وآل محمد وشكرا