اخلاص العباس (ع) المطلق للقيادة

لايخفى على المؤمنين ما لهذه الشخصية العظيمة من صفات عالية كالشجاعة والعلم
والاخلاص والوفاء , وإن كثير ما نسمع عنه (ع) هو شجاعته فقط , طبعا هذه صفة
لايمكن ان نغفل عنها ولكن لابد من تسليط الضوء على جوانب اخرى كالاخلاص والوفاء
الذي كان يمتلكه العباس (ع) وسوف نتحدث عن جانب الاخلاص لما له من دور مهم
وحساس في واقعنا الحالي .

في البداية ان إخلاصه للحسين (ع) كان ليس لانه اخ له في النسب بل انه كان ينظر الى
الامام الحسين (ع) انه امام مفترض الطاعة وهذا الشيء متحقق اكيدا عند العباس (ع)
لانه معصوم بالعصمة الثانوية ومثل هكذا امور لاتفوته ابدا ونحن لم نسمع في رواية ان
العباس (ع) خاطب الحسين بكلمة ((يا أخي )) الا في موقف واحد وهو قبل شهادته بقليل
في واقعة الطف , بل كان يناديه بــ ((ياسيدي ومولاي )) وماشابه ذلك , فمثل هذا التعامل
يدل على مدى الاخلاص الذي كان يمتلكه العباس (ع) ومن مواقف اخلاص ووفاء العباس
(ع) هي عندما اراد شرب الماء وامتنع عن ذلك فقد ذكر السيد الشهيد الصدر (قده) في
كتابه اضواء على ثورة الامام الحسين (ع) عدة اسباب لعدم شربه الماء وقد ذكرسبب
يتعلق بالاْخلاص والوفاء وهو :

((انه وجد من الخيانة لأخيه وذويه ان يكون ريّا بالماء وهم عطشى وهذا مايصرح به التاريخ ))

واذا اردنا توظيف هذه الخصلة الا وهي (( الاخلاص )) في واقعنا الحالي فيجب توظيفها
معمن يسير على خط الامام الحسين او من يمثل, الامام الحسين في عصرنا هذا , ونحن
كأتباع للسيد القائد مقتدى الصدر, لابد من ان يتوفر لنا جانب الاخلاص لان باقي امور
الطاعة كالجهاد الاكبر والجهاد الاصغر والعلم والجانب الثقافي بدون الاخلاص ليس له اي
نفع أو ثواب عند الله ,والاخلاص يكون بقدر سعي الانسان فإذا كان الانسان يعرف جهة
الحق ولكنه كسول وضعيف الهمّة فهذا لايُتوقع منه ان ينصر الامام او القائد الالهي بماله
او دمه عكس الانسان الذي يسعى جاهدا ليرضي قيادته عنه وهذا الانسان تنطبق عليه
الآيات الكريمة (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) (( سورة العنكبوت69
"))وقوله((إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض)) (( الانفال 72)) وقوله ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِبِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ))(( التوبة 20))
وينتطبق عليه قول السيد القائد ((ان من يريق دمه من اجل مقتدى الصدر اذا يقدر ان
يريق دمه من اجل محمد ابن الحسن (صلوات الله عليه)))ولنا في ابى الفضل العباس (ع) اسوة
حسنه حيث قدّم نفسه فداء للحسين (ع) ليس لانه اخوه كما ذكرنا بل لأنه علم انه جهة
الحق في زمانه فتبعه بإخلاص وإن الاخلاص يكون بعد معرفة جهة الحق ومن يمثله في
زمانه , ومن حصل على الاخلاص سوف تنفتح له ابواب كثيرة لطاعة الله (عز وجل)
ويمكن ان نقول ان الاخلاص المفتاح لابواب الطاعة , وان كثرة الذنوب تشوب الاخلاص
وتكدره ,ومن كلام السيد القائد عن الاخلاص قوله : ((جاهد الجهاد الاكبر فهو الاخلاص
فتكون مُخلَصا لله سبحانه فتستحق ان تكون من جند الامام ((سلام الله عليه)) )) وقوله(( ان الذي
يلتزم بالواجبات ولايفعل المحرمات ويكون مخلِصا ومخلَصا فيكون من الانصار )) وفي هذا
القول نرى ان السيد القائد قد قرن الاخلاص بالالتزام بالواجبات والابتعاد عن المحرمات
هذا الامر الاول اما الامر الثاني فهو ان بعد حصول الاخلاص للانسان المؤمن سينال
الاستحقاق للدخول الى ساحة رضا الامام المعصوم .

وان للأخلاص جوانب ومنافع قد لايشعر الانسان المؤمن بها فهي تكون مقدمة لكثير من
التوفيقات اللاحقة فيرى نفسه في نجاح دائم وقد لايعرف من اين اتى هذا النجاح . ويكون
الاخلاص من الاسباب الرئيسية لنجاحه .

فنسأل الله ان يجعلنا من المخلصين الطائعين بحق محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن
عدوهم

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين محمد
وآله الطاهرين .

اللهم صلّ على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

ويمكن ان نقول ان الاخلاص المفتاح لابواب الطاعة , وان كثرة الذنوب تشوب الاخلاص

احسنت اخي الغالي على هذا الموضوع الرائع
وكما ذكرت فكلما كان الفرد مخلصا لله استحق الالتحاق بساحة المعصوم
وكما ورد فان الله جل جلاله لا بخل في ساحة رحمته الواسعة
رزقنا الله واياكم الاخلاص والالتحاق والثبات

احسنت وجعلك الله تعالى من المخلِصين المخلَصين

[align=center]الاخ ( ابو محمد ) مشكور لمرورك الجميل , (الاستاذ ) أحسن الله اليك واشكرك لدعائك [/align]

جعلنا الله واياك من المخلِصين للقيادة الفذة المتمثلة بالسيد
مقتدى الصدر أعزه الله
موفق وللمزيد بإذن الله