مواجهة الاستكبار العالمي لحركة الإمام المهدي ( عليه السلام )

المواجهة الاستكبارية لحركة الإمام المهدي ( عليه السلام )
أي مصلح يبعثه الله ليخرج قومه أو شعبه من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان والتوحيد لا بد له من خوض معارك شرسة وقاسية

على جميع الأصعدة , الفكرية والإعلامية والعسكرية وهذه المعارك غير متناهية ولا منتهية في الدقة والتصويب كما يعبرون
وهي دائما تعمد على ضرب صميم الدعوة التي يأتي بها المصلح أو النبي أو الرسول وتفريق الصفوف عنه وتكذيب دعوته

ويوجد في القرون السابقة والى يومنا الحاضر نظرية شيطانية طالما عمل بها الغرب الكافر إلا وهي (( فرق تسد )) وعملها تكذيب وتضليل وتشويه وتجويع الشعوب ودس الدسائس بين أفراد المجتمع أو الطائفة الواحدة , وهي التي حالت بين الأنبياء وأقوامهم ولها الدور الرئيسي والفعال في قتل الأنبياء والمرسلين ومن سار على نهجهم على مر التأريخ البشري .
قال تعالى (( نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{3} إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً

يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{4} القصص 2-4
أن هاتين الآيتين الكريمتين قد أفصحت عن استعلاء هذا الرجل الذي هو فرعون حيث كانت له القوة والسلطة والأمر والنهي

على شعب بني إسرائيل فأستخدم هذا الطاغوت سلطته لتفريق الناس عن موسى وكذلك قتل من يخرج عن رأيه وقيادته فكان الشعب الإسرائيلي عبدا له ولشهواته وشيطانه الأعمى , فبعث الله نبيه الكريم موسى عليه السلام ليخلصهم وينقذهم من الاستعباد الذي عايشوه فبدأت محنة النبي موسى عليه السلام في مواجهة السياسة الفرعونية الشيطانية المتمثلة بالتكذيب والاتهام الباطل والتضليل ضد دعوته الإلهية الحقة التي بعث من اجلها , وهي عبادة الله الواحد الأحد والتجرد عن عبادة الشيطان ودنيا فرعون اللعينة وما كان على موسى عليه السلام إلا أن يدخل ميدان الحرب ضد هذه الأفكار والثقافات الشيطانية .
فبدأت الحرب بين جهة الحق وجهة الباطل ومنها المواجهة العقائدية التي يجب على كل فرد أن يتسلح ويستعد لها لمواجهة أعداء الله في شتى المجالات حيث سأل فرعون عليه اللعنة هذا السؤال :
قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى{49} قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى{50} قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى{51} قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى{52}
فأدلى موسى عليه السلام عن وجود خالق لهذا الوجود وهو مالك قدير ومدبر خبير وهو الله جل جلاله وانك يا فرعون عجزاً مطلق لاتملك لنفسك نفعاً ولا ضراً قال تعالى (وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى{56} طه
فبعد رؤية فرعون لآيات الله جل جلاله من معاجز وكرامات على يد العبد الصالح موسى عليه السلام وإتمام الحجج والبراهين جاء عجزه المقيت بالاستكبار والطغيان والقتل .
وهذا هو حال الأنبياء جميعا في مواجهة الحركات الرافضة لدعوتهم الإصلاحية الحقة للمجتمعات وهو ما أكد عليه نبينا الأكرم الأعظم محمد صلى الله عليه وآله (( ما أوذي نبي كما أوذيت )) فخاطبه الباري عز وجل
{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً }الأحزاب48
فكانت خلاصة الأذى على عاتق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله والأئمة من بعده عليهم السلام وما عانوه مع المجتمعات بدءاً من قريش ومحاولتهم القضاء على دعوة النبي صلى الله عليه وآله حتى وصل الأمر بهم إلى محاولة قتله ولأكثر من مرة ومرورا بمخالفته في وصيته وسلب الخلافة من مولانا أمير المؤمنين عليه السلام والظلامة الكبرى لمولاتنا الزهراء عليها السلام , وصولا إلى أعظم فجيعة في تأريخ البشرية والمتمثلة بمصيبة كربلاء .........
وهذا يبين لنا وبوضوح أن هناك أيادي خفية بغيضة استمرت على طول خط البشرية والى يومنا الحاضر تهدف إلى عدم نشر الدين الحق وهذا ما بينه سماحة المولى المقدس محمد محمد صادق الصدر قدس سره بقوله (( سوف ابرهن لكم وأخصص هذه الخطبة للاستدلال على ذلك كانت ولا زالت العنجهية والرضا عن النفس والأنانية موجودة عندهم من ذلك الحين والى العصر الحاضر , الم تسمع بالدولة البيزنطية أو الرومانية ؟ سمعت طبعاً حكمت من قبل وجود المسيح سلام الله عليه إلى ما بعد وجود نبي الاستلام صلى الله عليه وآله , حكمت واستمرت بالحكم ربما ألف سنة أو أكثر )) خطبة الجمعة الرابعة 11 محرم 1419
وهذا ما لم يلتفت إليه المفكرين أو الباحثين أو المراجع التقليديين ......
وهذا ما اسماه المولى المقدس في خطبة أخرى بالثالوث المشؤوم البغيض ولقد عمد هذا الثالوث لضرب أي تحرك يحدث في الشرق المسلم يسبق الظهور الشريف لمولانا صاحب العصر وكذلك تجنيد الأنظمة الفاسدة العميلة التي يمكن من خلالها تطبيق النظام والقانون الوضعي الذي لا يمت إلى الإسلام بصلة ولتحطيم أي قانون إسلامي مطبق لأحكام القرآن وهذا ما رأيناه في حرب صدام الهدام اللعين ضد الجمهورية الإسلامية ولقتل العلماء الناطقين , ولقد تكفل هذا النظام الظالم بتمويل الجماعات والمنظمات الإرهابية التي تعمل بأسم الإسلام والمسلمين وظاهرها العمل بالجهاد والمقاومة ومثالها القاعدة ومنظمة خلق الإرهابية الإجرامية وغيرها كثير .....
وفي زماننا الحاضر لم ييأس الاستكبار العالمي من سقوط الأنظمة التي زرعها في المنطقة من أمثال الهدام المدمر القذافي وآل خليفة فبدأ بمرحلة جديد من تسقيط الأنظمة الإسلامية وبأسم الديمقراطية والحرية المزعومة وهذا ما عانت منه المقاومة الشريفة في العراق المتمثلة بسماحة السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر فنجد انه عانى ما عانى من القريب والبعيد من مراحل التسقيط والحرب الإعلامية الشعواء التي شنت ضده وأتباعه المخلصين الذين أخذوا على عاتقهم تحرير هذا البلد الجريح من الاحتلال البغيض فقام المحتل بدس السم في العسل من خلال تمويل المجاميع الإرهابية ومدها بالمال والسلاح لتشويه صورة المقاومة بصورة خاصة والإسلام بصورة عامة
وهنا بات على الفرد الساعي الالتحاق في جهة الحق إن يكون متسلحا بالعلم والخبرة والحنكة لمواجهة شتى سبل الاستكبار العالمي وخصوصا ونحن نعيش في أيام الانتظار للفرج القريب إن شاء الله تعالى قال تعالى ({إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51 ولسيدنا القائد أسوة بجده أمير المؤمنين وسيد البلغاء والمتكلمين القائل (( قد كنت ما اهدد بالحرب , ولا ارهب بالضرب , وأنا على ما قد وعدني ربي من النصر )) نهج البلاغة خطبة 174 .
والحمد لله رب العالمين والصلاة على خير الخلق محمد وآله الميامين الطاهرين

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت أخي الغالي على هذا الطرح
وهذا البحث يمثل الحركة المتلازمة بين اولياء الله وعباده من جانب
ومن جانب آخر اتباع الشيطان الذين هدد بهم ابليس عليه اللعنة لأغواء المجتمع
وهذه المواجهة مستمرة الى يوم الوقت المعلوم
كتبنا الله وأياكم من أنصار القائم في يوم الظهور الشريف ونهاية الاستكبار العالمي على يد منقذ البشرية
وفقكم الله للمزيد من المواضيع المفيدة

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت أخي الغالي على هذا الطرح المبارك
وننتظر المواضيع بفارغ الصبر

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
طرح مبارك وربط موضوعي
جزاك الله الف خير

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت أخي الغالي على هذا الطرح
وفقكم الله للمزيد من المواضيع المفيدة