الأمام المهدي (عليه السلام) هو العبد الصالح لهذه الأمة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى(فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)الكهف آية 65- 67

تشير هذه الآية الى العبد الصالح( عليه السلام) الذي دار بينه وبين النبي موسى (عليه السلام) القصة المعروفة في القرآن الكريم, والتي تحتوي على الكثير من الدروس والعبر ,واود في هذا البحث ان اوضح ان الأمام المهدي (عليه السلام) له سنة من العبد الصالح (عليه السلام)وسنبين ذلك بالجانبين التاليين :

ألجانب الاول: وفيه عدد من النقاط :


1- ان العبد الصالح(ع) يعمل بنظام التكوين والحكم الباطني,وان النبي موسى (ع) يمثل نبي نظام التشريع والحكم الظاهري وقد شاء الله سبحانه وجود هذين ألنظامين منذ خلق الخليقة الى قيام الساعة .


2-نفهم من ذلك أن هنالك من كان يقوم بهذه المهمة حتى قبل ولادة العبد الصالح (ع) وانها سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا .


3- إن الله سبحانه قد خلق العالم وفق نظام الاحسن كما يعبر الفلاسفة, وطبقا لهذه القاعدة فان الله سبحانه سيختار من هو الاجدر والافضل للقيام بهذه المهمة والعمل بهذا النظام الذي لابد من وجوده للسير بالخليقة نحو الهدف الذي وجدت لاجله .


4- أن القران الكريم لم يشير الى ثبوت هذه الصلاحية فقط للعبد الصالح (ع)ولن ينفيها عن غيره ولا انتهاء العمل بنظام التكوين منذ تلك القصة, فيمكننا ان نستفاد كأطروحة أن هناك من كان يقوم بهذه المهمة مع العبد الصالح (ع) وفي زمن موسى (ع) لكن العبد الصالح يعتبر اعلى مصداق, او افضل شخص في زمانه له الحق والصلاحية للعمل بنظام التكوين, كما ان موسى (ع) كان يوجد في زمانه انبياء لكنه يعتبر اعلى مصداق وافضل نبي للعمل بالتشريع المنزل والمناسب لتلك الفترة والمستوى من البشرية .

5- هناك علاقة بين نظام التشريع ونظام التكوين قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) ألأعراف آية 96- نفهم من هذه الاية أن الذي يطبق نظام التشريع فان نظام التكوين سيجري لصالحه ,ومن يخالف التشريع فنظام التكوين يجري ضدة ,وفي القصة نجد ان العبد الصالح(ع) قد مارس هذا الدور ,فخرق السفينة لان اهلها مؤمنين وفقراء فجرا نظام التكوين لصالحهم ,وتارة قتل الغلام لانه خالف التشريع وعق والديه فجرا نظام التكوين ضده .

الجانب ألثاني :

ان الأمام المهدي (عليه السلام) له سنه من العبد الصالح (عليه السلام) كما ان له سنه من موسى (عليه السلام) بأخفاء حمله لعدة سنوات وقد اشار السيد الشهيد (قدس) لذلك,وانه (عليه السلام) أمام نظام التكوين والحكم الباطني ويقوم مقام العبد الصالح (ع) في غيبته وعند ظهوره الشريف , لوجود عدة قرائن على ذلك.

1- أن العبد الصالح (ع) كان يعرف الناس ولا يعرفونه ويتحرك بينهم بخفاء العنوان الى يومنا هذا ليودي المهمه التي انيطت به من الله سبحانه وكما هو معلوم أن الأمام (عليه السلام) لديه هذا الدور والمهمه وانه (عليه السلام) أفضل واكمل من العبد الصالح (عليه السلام)

2- وجود نبي تشريع ونظام تشريع اعلى واكمل من نظام التشريع للنبي موسى (عليه السلام) وهذا يلزم وجود شخص اكمل واعلى من العبد الصالح (عليه السلام) ليقوم بدور التكوين .

3- أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) افضل الانبياء والمرسلين واشرفهم وقد اتحد عنده نظامي التشريع والتكوين , وان الله سبحانه قد اعطى للعبد الصالح (ع) مقدار محدود للتصرف في نظام التكوين ,بينما اعطى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) اعلى ما يمكن أن يعطى لنبي او رسول في السيطره والتصرف بنظام التكوين , وان لم يتصرف بذلك , وبما ان الأمام المهدي (عليه السلام) وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونفسه المقدسه قال تعالى (وانفسنا وانفسكم) فانه يعد في حال غيبته أعلى مصداق يقوم بدور التكوين والتشريع حتى اعلى من العبد الصالح (ع) ألذي يكون دوره استثنائي وتابع للأمام (عليه السلام) .

الخلاصة: ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما مظمونه ( أنكم تنتفعون من المهدي (ع) حال غيبته كالشمس حينما يحجبها السحاب) ويعقب السيد الشهيد على هذه الرواية ويبين ,ان الأمام حال غيبتة ليس بجالس ولا منعزل بل يودي دوره ويعمل للحفاض على الدين وشريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) ولولا وجوده الشريف لمُحيت معالم الاسلام . وكأطروحه انه (عليه السلام) يقوم بتصرفات واعمال مشابهه لاعمال العبد الصالح (ع) تصب في مصلحة الدين وتعجيل ظهوره الشريف, وكذلك جهة الحق التي تمثله حال غيبتة (عليه السلام) قد تصدر منها اعمال وتوجيهات مخالفه للظاهر فينبغي ان لا نشك في توجيهاتها انما الطاعه والتسليم .

والحمد لله ربّ العالمين

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
موفق على هذا الطرح وجعلك الله من انصار الأمام المهدي (عج)

اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمدً وعجل فرجهم وألعن عدوهم

الاخ(المثابر) جزاك الله خيراً على ما طُرٍح هنا

وجعله الله في ميزان حسناتك

شكرا على ردودكم العطره

1- كيف يكون النبي موسى (ع) جاهلا بلمصالح الواقعية واتصور ان كلامك هذه عن النبي موسى غير دقيق وقد وضح الاستاذ الفاضل همام الزيدي قصة النبي موسى(ع) والعبد الصالح ولم يبقي في العقل من شبهه
2- اخي المثابر, لك مني اجمل تحية وسلام