آية (2): (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

الملف الشخصي · 03-04-2012, 01:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير القرآن /سورة الفاتحة

آية (2): (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

الحمد لله:الحمد في اللغة:الثناء على عمل أو صفة طيبة مكتسبة عن أختيار ,أي حينما يؤدي شخص عملاً طيباً عن وعي أو يكتسب عن أختيار صفة تؤهله لأعمال الخير فإننا نحمده ونثني عليه .ملاحظة(المدح) هو الثناء بشكل عام سواء لأمر اختياري أولا ,كمدحنا جوهرة ثمينة جميلة,أما (الشكر)فيقتصر
على ما نبديه تجاه نعمة تغدق علينا من منعم عن أختيار (والشكر يؤدي بالقول والعمل أما المدح والحمد فبالقول غالباً)

النعم الامتناهيه التي تحيطنا وتهدينا الى معرفة الله من جهة وتدفعنا على طريق العبودية من جهة اخرى (حيث أن الانسان مفطور على البحث على صاحب النعمة حينما تصله النعمة ومفطور على أن يشكر المنعم على أنعامه) لذا علينا أن نستحضر مبدأ عالم الوجود(والنعم تهدينا الى معرفة الله لأن أفضل طريقة لمعرفته دراسة أسرار الخليقة.

.وحمد المخلوقات من حمده لأن مواهب الواهبين كالأنبياء في هدايتهم للبشر والمعلمين في تعليمهم والأطباء في علاجهم للمرضى إنما هي في الأصل من ذاته المقدسه ,وهكذا الأرض ببركاتها والشمس بأشعتها.نتأمل أن الآية الثانية إشارة الى توحيد الذات والصفات والأفعال.

والحمد ليس بداية كل عمل فحسب بل هو نهاية كل عمل أيضاً( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)يونس(10) ويستفاد من الحمد أن الله سبحانه واهب النعم عن إرادة واختيار وليس مجبر على أن يفيض بالعطاء كالشمس.وحين يسأل سائل :لم كان الحمد لله؟فيأتي الجواب :لأنه(رب العالمين)

رب العالمين:كلمة (رب) في الأصل بمعنى مالك وصاحب الشئ الذي يهتم بتربيته واصلاحه,كلمة ((ربيبة))وهي بنت الزوجة مأخوذة منها لأنها تعيش تحت رعاية زوج امها.

كلمة (عالمين):جمع (عالم),والعالم:مجموعة من الموجودات المختلفة ذات صفات مشتركة أو ذات زمان ومكان مشتركين كأن نقول :عالم إلانسان وعالم الحيوان وعالم النبات,أو نقول عالم المشرق وعالم المغرب,وعالم اليوم وعالم الامس,فكلمة عالم وحدها تتضمن معنى الجمع وحين جمع بصيغة (عالمين)فيقصد منها كل مجموعات هذا العالم.

والحمد لله رب العالمين