عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-2011, 07:26 AM   #3

 
الصورة الرمزية الراجي رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 11,036

تحليل من هو الاعور الدجال ؟؟(ح3 التفسير الرمزي للروايات الواردة فيه عليه لعائن الله))

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد ان عرفنا ان التفسير الرمزي هو المتعين لفهم الروايات الواردة في ذكر الاعور الدجال (لعنة الله عليه)
نورد بين ايديكم التفسير الرمزي لتك الروايات وكما جاء في كتاب (موسوعة الامام المهدي سلام الله عليه ) لشهيدنا المقدس محمد الصدر (قدس سره)
وبالتحديد في الجزء الثاني من الموسوعة ص532
-537

وإن أهم وأعم ما يواجهنا في هذا الصدد ، مفهوم الدجال ، الذي يمثل الحركة أو الحركات المعادية للاسلام في عصر الغيبة عصر الفتن والانحراف .... بادئاً بالأسباب الرئيسية وهي الحضارة الأوروبية بما فيها من بهارج وهيبة وهيمنة على الرأي العام العالمي ، ومخططات واسعة... ومنتهياً إلى النتائج وهو خروج عدد من المسلمين عن الإسلام واعتناقهم المذاهب المنحرفة ، وما يعم الافراد والمجتمعات من ظلم وفساد .
فليس هناك ما بين خلق آدم إلى يوم القيامة خلق منحرف أكبر من الدجال . باعبتار هيبة الحضارة الأوربية وعظمتها المادية ومخترعاتها وأسلحتها الفتاكة ، وتطرفها الكبير نحو سيطرة الإنسان والالحاد بالقدرة الالهية .... بشكل لم يعهد له مثيل في التاريخ ، ولن يكون له مثيل في المستقبل أيضاً . لأن المستقبل سيكون في مصلحة نصرة الحق والعدل .
صفحة (532)

ويؤيد هذا الفهم قوله في الخبر الآخر : " ليس ما بين خلق آدم إلى يوم القيامة أمر أكبر من الدجال " .والتعبير بالأمر واضح في أن الدجال ليس رجلاً بعينه وإنما هو اتجاه حضاري معاد للاسلام .
" وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ، وأن يأمر الأرض أن تنبت فتنبت " وكل هذا وغيره مما هو أهم منه من أنحاء السيطرة على المرافق الطبيعية مما أنتجته الحضارة الأوربية .
ولا يخفى ما في ذلك من الفتنة ، فإن أعداداً مهمة من أبناء الإسلام حين يجدون جمال المدينة الأورتبية ، فأنهم سوف يتخيلون صدق عقائدها وأفكارها ويتكوينها الحضاري بشكل عام . وهذا من أعظم الفتن والأوهام التي يعيشها الأفراد في العصور الحاضرة . وهي غير قائمة على أساس صحيح . إذ لا ملازمة بين التقدم التكتيكي المدني والتقدم العقائدي والفكري والأخلاقي .... يعني لا ملازمة بين الجانب الحضاري والجانب المدني في المجتمع فقد يكون المجتمع متقدماً إلى درجة كبيرة في الجانب المدني ومتأخراً إلى درجة كبيرة في الجانب الحضاري .... كما عليه المجتمع الأوربي . كما قد يكون العكس موجوداً أحياناً في مجتمع آخر .
" وإن من فتنته أن يمر بالوحي فيكذبونه ، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت ، وإن من فتنته أن يمر بالوحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنتب ، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمنه ، وأمدّه خواصراً وأدرّه ضروعاً " .
وهذا يعني على وجه التعيين : أن المكذب للمد المادي الأوربي والواقع أمام تياه يمنى بمصاعب وعقبات ويكون المال والقوة إلى جانب السائرين في ركابها المتملقين لها المتعاونين معها . والتعبير بالحي يعني النظر إلى المجتمع على العموم .
وهذا هو الصحيح بالنسبة إلى المجتمع المؤمن في التيار المادي ، إذ لو نظرنا إلى المستوى الفردي ، فقد يكون في إمكان الفرد المعارض أن ينال تحت ظروف معينة قسطاً من القوة والمال .
صفحة ( 533 )

والدجال أيضاً يدعي الربوبية إذ ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين ... يقول : " إليّ أوليائي ، أنا الذي خلق فسوى وقدر فهدى أنا ربكم الأعلى " .
وكل ذلك واضح جداً من سير الحضارة الأوربية وأسلوبها . فإنها ملأت الخافقين بوسائل الإعلام الحديثة بماديتها ، وعزلت البشر عن المصدر الالهي والعالم العلوي الميتافيزيقي ، فخسرت بذلك العدل والأخلاق والفكر الذي يتكلفه هذا المصدر . وأعلنت عوضاً عن ذلك ولايتها على البشرية وفرضت ايديولوجيَّتها على الأفكار وقوانينها على المجتمعات، بدلاً عن ولاية الله وقوانينه . وهذا يعني ادعاءها الربوبية على البشر أي أنها المالكة لشؤونهم من دون الله تعالى.
ومن الملحوظ في هذا الصدد ، أن الوارد في الخبر أن الدجال يدعي الربوبية ، لا أنه يدعي الالوهية ... والربوبية لا تحمل إلا المعنى الذي أشرنا إليه .
وأما دعوتها ، لأوليائها من أطراف الأرض ، ليتم تثقيفهم الفكري وتربيتهم الأخلاقية والسلوكية تحت إشرافها ، ولترتبط مصالحهم الاجتماعية والاقتصادية بها ... فهذا أوضح من أن يذكر أو يسطر .
" ولا يبقى شيء من الأرض إلى وطئه وظهر عليه " وهو ما حدث فعلاً بالنسبة إلى شمل التفكير الأوربي في كل البسيطة . فليس هناك دولة في العالم اليوم لا تعترف بالاتجاهات العامة للفكر والقانون الأوربي . ونريد بأوربا كِلَيْ قسميها الرأسمالي والشيوعي . فان كليهما معاد للاسلام ، وممثل للدجال بأوضح صوره .
وأما استثناء مكة والمدينة من ذلك ، فقد يكون محمولاً على الصراحة ، وقد يكون محمولاً على الرمز . أما حملها على الصراحة ، فيعني أن سكان هاتين المدينتين المقدستين سوف لن يعمهما الفكر الاوربي والمد الحضاري المادي .بل يبقى سكانها متمسكين بالإسلام ، بمقدار ما يفهمونه ، صامدين تجاه الاغراء الأوربي إلى حين ظهور المهدي عليه السلام .
وأما حملها على الرمزية ، فهو يعني أن الفكرة الألهية المتمثلة بمكة ، والفكرة الإسلامية المتمثلة بالمدينة المنورة، لا تنحرف بتأثير المد الاوربي ، بل تبقى صامدة ، محفوظة في أذهان أهلها وإيمانهم . وهذا يدل على انحفاظ الحق في الجملة بينالبشر ، وأن الانحراف لا يشمل البشر أجمعين ، وإن كانت نسبة أهل الحق إلى غيرهم ، كنسبة مكة والمدينة إلى سائر مدن العالم كله .
صفحة (534)



وهذا مطابق لما عرفناه من نتائج التخطيط الالهي ، ببقاء قلة من المخلصين الممحصين المندفعين في طريق الحق . وأكثرية من المنحرفين والكافرين .ويكون لأولئك القلة المناعة الكافية ضد التأثر بالأفكار المادية والشبهات المنحرفة . بل أن هذه الشبهات لتزيدهم وعياً وإيماناً وإخلاصاً .
وهذا هو معنى ما ورد في بعض أخبار الدجال من منعه عن مكة والمدينة بواسطة ملك بيده سيف مصلحت يصده عنها ، وأن على كل نقب ملائكة يحرسونها . فإن تشبيه العقيدة الإسلامية بالملك ومناعتها بالسيف مما لا يخفي لطفه . وأما كون الملائكة على كل نقب ، فهو يعني الإدراك الواعي للمؤمن بأن للاسلام حلاً لكل مشكلة وجواباً على كل شبهة ، فلا يمكن لشبهات الآخرين أن تغزو فكره أوتؤثر على ذهنه .
والدجال طويل العمر ، باق من زمن النبي (ص) حين لم يؤمن برسالته من ذلك الحين ، بل ادعى الرسالة دونه ، ولا زال على هذه الحالة إلى الآن .
فإن الدجال أو المادية ، تبدأ أسسها الأولى من زمن النبي (ص) حيث كان للمنافقين أثرهم الكبير في ادكاء أوراها ورفع شأنها . فكانوا النواة الأولى التي حددت تدريجاً سير التاريخ على شكله الحاضر ، بانحسار الإسلام عن وجه المجتمع في العالم وسيطرة المادية والمصلحية عليه .
إذن فالمنافقون الذين لم يؤمنوا برسالة النبي (ص) ، أولئك الذين كان مسلك الدجال والخداع مسلكهم إذ يظهرون غير ما يبطنون ، هم النواة الأولى للمادية المخادعة التي تظهر غير ما تبطن ، وتبرقع قضايا بمفاهيم العدل والمساواة . فهذا هو الدجال ، بوجوده الطويل .
ومن هنا نفهم معنى ادعائه للرسالة ، فإن المادية كانت ولا زالت تؤمن بفرض ولايتها على البشر ، غير أنها كانت في المجتمع النبوي ضعيفة التأثير جداً ، لا تستطيع الارتباط بأي انسان . ولكن حين أُذن للدجال المادي بالخروج ، في عصر النهضة الأوربية ، استطاعت المادية أن تفرض ولايتها وسلطتها على العالم .
صفحة ( 535 )

ومن هذا المنطلق نفهم بكل وضوح معنى أنه عند الدجال ماء ونار ، وماؤه في الحقيقة هو النار ، وناره هو الماء الزلال . وقال النبي (ص) ـ في الحديث ـ : " فمن أدرك ذلك فليقع في الذي يراه ناراً فأنه ماء عذب طيب " .
فإن ماء الدجال هو المغريات والمصالح الشخصية التي تتضمنها الحضارة المادية لمن تابعها وتعاون معها . وناره عبارة عن المصاعب والمتاعب والتضحيات الجسام التي يعانيها الفرد المؤمن الواقف بوجه تيار المادية الجارف . وتلك المصالح هي النار أو الظلم الحقيقي ، وهذه المصاعب هي الماء العذب أو العدل الحقيقي .
ومن الطبيعي أن النبي (ص) بصفته الداعية الأكبر للايمان الالهي ، ينصح المسلم بأن لا ينخدع بماء الدجال وبهارج الحضارة ومزالق المادية، وأن يلقي بنفسه فيما يراه ناراً ومصاعب ، فإنه ينال بذلك طريق الحق والعدل .
ونستطيع في هذا الصدد أن نفهم : أن نفس سياق الحديث ولهجته دال على ذلك . فإن قوله : " فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق ، وأما الذي يراه الناس ناراً فماء بارد عذب " . يكاد يكون أيضاً واضحاً في أنه ليس المراد به الماء والنار على وجه الحقيقة ، بل هو ماء ونار على وجه الرمز . وإلا لزمن نسبة المعجزات إلى المبطلين ، وقد برهنا على فساده .
ومن طريف ما نستطيع أن نلاحظه في المقام : أن النبي (ص) لم يقل في الخبر : أن الناس جميعاً حين يقعون في الماء فإنهم يجدونه ناراً أو حين يقعون في النار ، يجدونها ماء . بل يمكن أن نفهم أن بعض الناس وهم المؤمنون خاصة هم الذين يجدون ذلك . وإلا فإن أكثر الناس حين يقعون في ماء الدجال أو بهارج المادية لا يجدون إلا اللذة وتوفير المصلحة ، كما أنهم حين يقعون في المصاعب والمتاعب لا يجدون إلا الضيق والكمد .
والدجال أعور ، نعم بكل تأكيد ، من حيث أن الحضارة المادية تنظر إلى الكون بعين واحدة ، تنظر إلى مادته دون الروح والخلق الرفيع والمثل العليا . ومن يكون الأعور إلا غير المدرك للحقائق ربا صالحاً للولاية على البشرية ... وإنما تكون الولاية خاصة بمن ينظر إلى الكون بعينين سليمتين ، بما فيه من مادة وروح ويعطي كلل زاوية حقها الأصيل " وإن ربكم ليس بأعور " .
صفحة (536)

والدجال كافر ، لأنه مادي ومن أعداء الإسلام وأبعدهم عن الحق والصواب : " مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب " فإن هذه الكتابة ليست من جنس الكتابة ! وإنما هي تعبر عن معرفة المؤمنين بكفر المنحرفين ونفاقهم ، وهذا لا يتوقف على كون الإنسان قارئاً وكاتباً أو لم يكن . ومن المعلوم اختصاص هذه المعرفة بالمؤمنين " يقرؤه كل مؤمن " لأنهم يعرفون الميزان الحقيقي العادل لتقييم الناس . وأما المنحرفون ، فهم لا يقرأون هذه الكتابة ، وإن كانوا على درجة كبيرة من الثقافة . لأنهم مماثلون لغيرهم في الكفر والانحراف . ومن الطبيعي أن لا يرى الفرد أخاه في العقيدة كافراً .
ومن أجل هذا كله حذر النبي (ص) منه أمته واستعاذ من فتنته ، لأجل أن يأخذ المسلمون حذرهم على مدى التاريخ من النفاق والانحراف والمادية. بل قد يأخذ المسلمون حذرهم على مدى التاريخ من النفاق والانحراف والمادية . بل قد حذر كل الأنبياء أممهم من فتنة الدجال . لما سبق أن فهمنا أن المادية السابقة على الظهور هي من أعقد وأعمق الماديات على مدى التاريخ البشري " ما بين خلق آدم إلى يوم القيامة " وتشكل خطراً حقيقياً على كل الدعوات المخلصة للأنبياء أجمعين .
وهو بالرغم من ذلك كله ـ " أهون على الله من ذلك " باعتباره حقيراً أمام الحق والعدل . مهما كانت هيمنته الدنيوية وسعة سلطته . وليس وجوده قدراً قهرياً أو أثراً تكوينياً اضطرارياً ، وإنما وجد من أجل التمحيص والاخبتار، بالتخطيط الالهي العام ، وسوف يزول ، عندما يقتضي هذا التخطيط زواله ، عند الظهور ، وتطبيق يوم العدل الموعود.
ومن هنا نفهم أنه لا تعارض بين الخبر الدال على أن معه جبل خبز ونهر ماء ، والخبر الدال على أنه أهون على الله من ذلك . فإن هو أنه عند الله لا ينافي حصوله على السلطة والإغراء ، أخذاً بقانون التمحيص والامهال الالهي طبقاً لقوله تعالى : ﴿ حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وأزينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها ، أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً ؛ فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس . كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون (1) . فهذه هي الفكرة العامة الرمزية عن الدجال .



اقول:بعد كل ما مر بات جليا ان الاعور الدجال في زماننا هذا هي ((امريكا )) عليها وعلى كل من والاها لعائن الله

 

 

 

 

 

 

 

 

الراجي رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس