18-06-2020, 12:25 AM
|
#1
|
|
(( أين أنت يا محمد الصدر )) / الباحث والمفكر الاستاذ علي الزيدي
أين أنت يا سيدنا الصدر ..
لترى هذا الهجوع عند من نراهم أحياءً ولكنهم أموات ،
في سراديب الخداع والهزيمة ..
فها هي حرمات الدين تنتهك ، وتتكرر مرات ومرات ،
حتى أصبحنا لا نستطيع عدّها ..
فما الذي تغيّر ؟ حتى أصبح من بذمته الدين ، كأن الأمر لا يعنيه ،
هل أتى لهم أمرٌ جديد ، بأن يكونوا صامتين ،
وعن الناس وما أصيبوا به غافلين !!
فنصروا الظالم وهزموا المظلوم !
إنحازوا الى المترفين وتركوا الفقراء !
غرتهم الدنيا ، وكأنّهم فيها مخلّدون ..
ومن خرج منهم من هذه الفتنة .. أصبح جليس داره ، وكأنه
غريب في دار المسلمين !! لا يبحث إلّا عن نجاته !! .
فوا عجبا كيف تقلبت الأمور بين أكف المارقين والقاسطين والناكثين ..
فأين التقوى وأين عدل وشجاعة عليّ فيكم ، يا من تحوطون الدين ما درت
معائشكم وأَمِنَتْ من أعداء الله نفوسُكم ..
أين أنت يا صدر الإصلاح والغيرة والحميّة ؟ لتعطينا بعداً معنوياً ،
حتى نحيى به ، ما تبقى من العمر ، ولعله أياماً وينقضي ..
أين أنت يا صدر الإصلاح والغيرة والحميّة ؟ لترى أبناءَك المخلصين لك وحيدين ، غرباء ، يعيشون في واد ، والناس في واد يهيمون ، سكارى وما هم بسكارى ، ولكن زلزلة ما يعيشون فيه من تضاد هو العذاب الشديد ..
فقد تبدل المعروف ليصبح منكرا ، والمنكر قد أصبح معروفا ..
ظلمات في بحر لجّي ، يغشاه موج الفتن ، من فوقه سحاب الأهواء ،
ظلمات بعضها فوق بعض ،
ليس للفرد فيه يدٌ تتحرك ، لكي يجرب يراها أو لا يراها ..
فأين نورك يا محمد الصدر ؟ ليخرجنا من هذه الظلمات ..
فأنت .. أنت وحدك ، ومن لم يتبعك
فما له من نور .

|
|
|