بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في كتاب الاربعون حديثا لاية الله السيد روح الله الخميني (قدس)

إعلم أن الشكر عبارة عن تقدير نعمة المنعم . وتظهر آثار هذا التقدير في القلب في صورة . وعلى اللسان في صورة اخرى ، وفي الافعال والاعمال بصورة ثالثة .
أما آثاره القلبية فهي من قبيل الخضوع والخشوع والمحبة والخشية وأمثالها . وأما آثاره على اللسان ، فالثناء والمدح والحمد ، وأما آثاره في الاعضاء فالطاعة واستعمال الجوارح في رضا المنعم وأمثاله . (انتهى)
اخوتي الاحبة لست الان بصدد ذكر مراتب الشكر للخالق جل وعلا
ولكن احببت ان اسلط الضوء على شكر المخلوق الذي هو بدوره شكر لله سبحانه وتعالى
خصوصا بعد ان نعرف ما ورد عن اهل البيت سلام الله عليهم في هذا المقام
حيث ورد عن الامام الرضا عليه السلام انه قال (من لم يشكر المنعم من المخلوقين، لم يشكر الله عز وجل).
وورد عن السجاد علي بن الحسين عليه السلام انه قال( أشكركم لله، أشكركم للناس)
ولكن اي مخلوق ذاك الذي اريد ان اشكره ؟
انه معلمي الذي رباني على حب الخير وكان سبب هدايتي -بعد مسبب الاسباب جل وعلا - الى جادة الحق في عصر
تتلاطم فيه الفتن كامواج البحر الهائج وكقطع الليل المظلم
فكان ولا يزال النور الذي استضيء به في ذلك الظلام
والماء الذي يزيل عني اردان الذنوب بما يسديه لي من نصائح
والاب الحنون الذي يأمل ان يكون ولده اسما لامعا في سجل المطيعين لله جل وعلا

اخوتي الاحبة اريد ان اشكره بتلك المراتب او الصور المارة الذكر فاقول -بعد الاستعانة بالله جل وعلا -:

اولا :الشكر اللساني
ويكون ذلك بذكر فضائله ونشر علومه ومدحه والرد على من يتطاول عليه في كل مكان وزمان ان سنحت الفرصة بذلك
ولعل هذا واضحا لكل متتبع لاديب رسول الله امير المؤمنين علي بن ابي طالب سلام الله عليه فرسول الله كان لهجا على لسانه صلوات الله عليهما
اما في وقتنا الحالي فخير مثال السيد مقتدى الصدر مع ابيه ومعلمه السيد الشهيد محمد الصدر (قدس)

ثانيا: الشكر القلبي
ويكون ذلك بان لا اسيء الظن به وان احمل كل تصرفاته على الصحة واقول :مولاي يعلم وانا لا اعلم
وان يكون له مكانة خاصة في قلبي ان غاب عني اشتقت اليه وان حضر فرحت بالنظر اليه

ثالثا: الشكر الجوارحي
ويكون ذلك باظهار الاحترام والتبجيل له في الجلوس امامه وفي السؤال وفي الكلام وفي الطعام
بل في كل شيء الم تسمع قول امير المؤمنين سلام الله عليه ( من علمني حرفاً، فقد صيرني عبداً)
اي ان تطيعه طاعة العبد لمولاه

واخيرا وليس اخرا اقول:
ان وجود هذا المعلم والمربي هي نعمة كبيرة من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى التي يجب ان نقابلها بالشكر لكي تدوم علينا
فبالشكر تدوم النعم بل وتزداد قال تعالى (لئن شكرتم لازيدنكم )
فنقول لك يارب-كما علمتنا- (الحمد لله رب العالمين )

وفي الختام ارجو من الباري جل ذكره ان يتقبل منا هذا القليل
ببركة الصلاة على محمد وال محمد