رد: (ناقصات عقل ودين): معناها وتفسيرها
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
سيدنا الجليل شكري الجزيل لك على جميل ما طرحت هنا من بيان لهذا الحديث الذي اساء فهمه الكثيرون
الا ان بودي التنويه الى بعض ما ذكرت في طيات كلامك راجيا من الله جل وعلا ان تتقبلها بقبول حسن :
اولا: قضية خلق حواء عليها السلام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد تيسير الموسوي
إن من اجمل ما وجد على هذا الكون وأكمله، طريقة خلق المرأة، فما كان الله ليخلقها من معدن آخر غير الذي خلق منه آدم عليه السلام، وقد تبين ذلك بقوله سبحانه داعياً الناس إلى المساواة والتواصل بين الأرحام بقوله: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءاً، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً".
ثم اقتضت حكمة الله في الخلق أن تكون حواء من ضلع آدم، ليكون كماله بكمالها، بعلاقة سوية تتناغم مع تشريعاته القويمة، فكانت هي كمال الرجل وكان الرجل كمالها، وهنا يكمن سر الله في بناء المجتمع البشري العظيم.
|
وفيما يلي انقل لك ما ذهب اليه ائمتنا سلام الله عليهم وما بينه علماءنا في كتبهم :
ان امنا حواء عليها السلام خلقت من نفس المادة التي خلق منها النبي آدم ( عليه السَّلام ) ، و بذلك تشهد الآيات القرآنية أيضا و كذلك الأحاديث الواردة عن أهل البيت ( عليهم السَّلام ) .أما ما يفيد من القرآن الكريم بأن المادة التي تم خلق حواء منها هي الطين ، تماماً كآدم ( عليه السَّلام ) فهو قول الله عَزَّ و جَلَّ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
و المقصود من النفس الواحدة هو الجنس البشري الواحد بدليل قوله الله عَزَّ و جَلَّ : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [8] ، و قوله تعالى أيضاً : { وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ } [9] .
فالمقصود من كل هذه الآيات هو أن الله تعالى خلق الأزواج من جنس واحد ، و ليس المقصود أنه تعالى خلق النساء من أبدان الرجال كما هو واضح .
و أما الدليل من الأحاديث فما رَوى الشيخ الصدوق ( قدس الله سره ) في كتابه " علل الشرايع " أن النبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) قال : " خلق اللهُ تعالى آدمَ من طين ، و من فضلته وبقيَّته خُلقت حواء ... " [10] .
فالصحيح أن الله عَزَّ و جَلَّ خلق النبي آدم ( عليه السَّلام ) أولاً من مادة الطين ، ثم خلق من فاضل تلك المادة الطينية زوجته حواء ، و هذا ما تؤكده الروايات الصحيحة المروية عن أهل البيت ( عليهم السَّلام ) .
هل خُلقت حواء من ضلع أعوج ؟
أما القول الذي يقول بأن حواء قد خُلقت من ضلع أعوج من أضلاع آدم ( عليه السَّلام ) فهو قول غير صحيح و يخالف الواقع حتى لو استند إلى أحاديث دونتها بعض الصحاح ، كالحديث الذي ذكره سمرة بن جندب حيث نسب إلى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) أنه قال : ألا إن المرأة خُلقت من ضلع ، و انك إن تُرِد إقامتها تَكسرها ، فدارِها تعش بها ثلاث مرات
و كذلك ما نسبه أبو هريرة للرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أنه قال : المرأة خُلقت من ضلع اعوج وانك إن أقمتها كسرتها و ان تركتها تعش بها و فيها عوج
رأي الإمام الباقر ( عليه السَّلام ) في هذا القول :
لقد كذَّب الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ما يقال عن حواء أنها خُلقت من ضلع من أضلاع النبي آدم ( عليه السَّلام ) ، و ردَّ على هذا القول بشدَّة عندما سئل عنه .
قال الراوي : سُئل ـ أي الإمام الباقر ( عليه السَّلام ) ـ من أي شئ خلق الله حواء ؟
فقال : " أي شئ يقولون هذا الخلق " ؟
قلت : يقولون : إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم .
فقال : " كذبوا ، يعجز أن يخلقها من غير ضلعه " ؟
ثم قال : " أخبرني أبي عن آبائه ، قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : إن الله تبارك و تعالى قبض قبضة من طين ، فخلطها بيمينه و كلتا يديه يمين ، فخلق منها آدم فَفضَل فضلة من الطين فخلق منها حواء " .
اقول : سيدنا الجليل لعل في هذه الروايات اسناد اكبر لما ذهبت اليه فهي تبين المساواة وعدم التفاضل لكون ان الرجل والمرأة خلقا من نفس المادة لا ان احدهما خلق من الاخر
ثانيا: المدة الزمنية للحيض والنفاس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد تيسير الموسوي
والسبب الثاني لا يخفى على صاحب عقل، فهي التي أوتيت العذر فترة زمنية تمتد بين الثلاثة أيام وخمسة عشر يوماً عند بعض الفقهاء وبمعدل العشرة أيام في الشهر، وبين الأربعين والستين يوما في النفاس، لكي لا تصلي أو تصوم أو تقوم بأعمال تعبدية، ".
|
سيدنا الجليل : اقول وحسب فهمي القاصر:
ان فقهاءنا يذهبون الى ان اقل الحيض ثلاثة ايام واكثره عشرة
كما ان اقل النفاس لحظة واحدة واكثرة عشرة ولم اسمع او اقرأ ان هنالك نفاس يمتد الى اربعين يوما فضلا على الستين
اجدد شكري لك على جميل ما تطرح من مواضيع مفيدة
سائلا الباري لك وللجميع دوام التوفيق
التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 30-06-2012 الساعة 12:17 AM
|