أخوتي الأعزاءالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا : وقبل كل شيء فأن الكلام موجه لنفسي قبلكم ولكن أخوتي جرياً على ما علمنا الشهيد المقدس محمد محمد صادق الصدر ( قدس) في محاسبة النفس من أجل تحفيزها على الطاعة والبعد عن المعصية فقال (قدس ) : اسأل نفسك .
أقول : أسأل نفسك هل من العقل أن تدخل نفسك في تجارة تعلم بخسارتها ؟ أم هل من العقل أن تدخل في صفقة لا ربح فيها ولا خسارة ؟! فجواب العقل ( لا )
أذن لماذا ترضى لنفسك الخسارة بتجارتك مع الله جل وعلا ؟ !
فإذا كانت ( الأموال ) هي رأس مال التاجر في تجارته فأن رأس مالك أيها العبد في تجارتك مع الله سبحانه هو ( عمرك) الذي أذا ذهبت منه لحظة فلن تعود .
فأنظر أين تصرف أيامك بل ساعاتك بل لحظاتك أهي في طاعة الله ؟ فهنيئاً لك قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر : 29]
أم في معصية الله ؟ فتعساً لك قال تعالى : {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [البقرة : 16])
فأنت حريص على أموالك لا تصرفها الا فيما يعود عليك بالنفع فلماذا لا تحرص على أيامك كما تحرص على أموالك ؟ فأسأل نفسك كم مضى من عمرك في خسارة ؟ وكم مضى منه في (النوم) لا ربح ولا خسارة ؟
فأن الإمام أبي عبد الله (سلام الله عليه) يقول : (العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان )
فأخيراً أسال نفسك هل أنت من العقلاء ؟