خُلقنا من أجل أن نتكامل

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمدٍ وآل محمدٍ وعجل فرجهم والعن عدوهم

خُلقنا من أجل أن نتكامل

إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق هذا الكون عبثاً وبالخصوص الإنسان كما نسمع في الآية الكريمة

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات 56

فنحن خُلقنا من أجل أن نتكامل لا من أجل أن نتسافل وإن هذا التكامل لا يأتي من فراغ كما قال السيد القائد ( مقتدى الصدر ) ( أعزه الله ) في خطبته التي ألقاها من على منبر الكوفة المعظم في تاريخ 25/5/2011 والذي قال فيها من حيث التكامل والهدف الأسمى ، وقالها في اللهجة العامية (( مو تصورة هيچ فارغ الطريق) أي بمعنى فيه المصاعب والمتاعب وترك الدنيا وغيرها كثير من الإمور الصعبة لا فقط طقطقة لسان وكما يجب علينا أن نَحب هذا الطريق لا خجلين من الغير أو نتعذر بأعذار واهية أو كما عبر السيد القائد في نفس الخطبة (مو جزعان حبيبي ) ، وهناك أمرٌ جميل آلا وهو إن الفرد المؤمن كلما زاد في تكامله وضحت له الأمور أكثر وينقل أحد المؤمنين بضرب مثال على السمك الذي في البحر إنه إذا نظر إليه أحداً من مكان عالٍ عن مستوى البحر أي من فوقه أنه يرى السمك واضح جداً وكأنما هو في الهواء .

والفرد الذي يتكامل أيضاً تتضح له الأمور شيئاً فشيئاً كمنظر السمك الذي في البحر ونحن بإتّباعنا للسيد القائد مقتدى الصدر ومن يمثلهم والعمل الجاد معهم يمكننا أن نتخلص من البحر المتلاطم الأمواج وبحبهم أيضاً يمكن لنا أن نفرق من بين هذه الأمواج الرؤيا الحقيقية للأحداث كمنظر السمك ، ولكن بمجرد أن تزل الأقدام عن طريق آل الصدر فهنا تُخلط الأوراق ولا يمكننا رؤية السمك حتى ولو قيد أنملة ، ولنسأل الله جميعاً أن يوفقنا جميعاً لمواكبة الأحداث من خلال آل الصدر ومنهجهم ومن يمثلهم ، ومن يختار هذا الطريق فعليه أن يتحمل كل المصاعب وترك الدنيا والامور التي دائماً ما يحثنا على تركها السيد القائد إذا تركناها ففيها تكاملنا والعكس واضح ، ومن أجل الثبات على هذا الخط المبارك أن نتوجه بهذا الدعاء لأمير المؤمنين (عليه السلام ) : اللهم كتبت الآثار ، وعلمت الأخبار ، واطّلعت على الأسرار فحلت بيننا وبين القلوب ، فالسر عندك علانية والقلوب اليك مفضاة ، وإنما أمرك لشيءٍ إذا أردته أن تقول له كن فيكون ، فقل برحمتك لطاعتك أن تدخل في كل عضوٍ من أعضائي ، ولا تفارقني حتى ألقاك ، وقل برحمتك لمعصيتك أن تخرج من كل عضوٍ من أعضائي ، فلا تقربني حتى ألقاك ، وارزقني من الدنيا ، وزهدني فيها ، ولا تَزْوِها عني ، ورغبتي فيها يا رحمن .

اللهم صلّ على محمدٍ وآل محمدٍ وعجل فرجهم والعن عدوهم