حسن الخلق

لقد تسالم الناس بمختلف مذاهبهم ومشاربهم الا من شذ منهم على الاقرار بأهمية حسن الخلق و محبوبيته وضرورة الالتزام به ...
فمكارم الاخلاق حسنة لذاتها ، لذا فان عقلك ونفسك تميل لها ولمن تحلى بها ، فصاحب الخلق الحسن محترم ومحبوب من غالبية الناس ووده يدخل القلب بدون استئذان ، وتبتهج النفس في مجيئه ولقائه ومصاحبته وبقائه والتعلق به ..؛ لأنه محمل بمنح الله اللطيفة
قال المصطفى الخاتم صاحب الخلق العظيم(صلى الله عليه وآله وسلم) :
الاخلاق منائح من الله عز وجل فإذا أحب عبدا منحه خلقا حسنا و إذا أبغض عبدا منحه خلقا سيئا ( البحار ج 15 باب الحلم ..)
وفيما يلي بعض اللطائف عن حسن الخلق
فـ حُسن الخلق لغةً هو:
الحُسْنُ : كلُّ مُبْهجٍ مرغوبٍ فيه(المعجم الوسيط )
اما الخلق : فهو حالّ للنفْس رَاسِخَةٌ تصدر عنها الأفعالُ من خيرٍ أو شرٍّ من غير حاجةٍ إلى فكرٍ ورويَّةٍ
اما اصطلاحا : فقد عرفه البعض من علماء الاخلاق بانه :
طلاقة الوجه ، وبذل المعروف ، وكف الأذى عن الناس
اما فيما يخص أهميته وكيفية أدائه ...
فيشرفني ان انقل بعض الاحاديث الشريفة المعطرة بعطر أهل البيت (عليهم السلام) وكما يلي:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(عَلَيكُم بمَكارِمِ الأخْلاقِ ، فإنّ اللهَ عزّ وجلّ بَعثَني بها ، وإنَّ مِن مَكارِمِ الأخْلاقِ أنْ يَعْفُوَ الرّجُلُ عَمَّنْ ظَلمَهُ، ويُعْطيَ مَن حَرمَهُ ، ويَصِلَ مَن قَطعَهُ ، وأنْ يَعودَ مَن لا يَعودُهُ )
أمالي الطوسي: ص478، ح1042. ميزان الحكمة: ج3، ص1081
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(جَعلَ اللهُ سُبحانَهُ مَكارِمَ الأخْلاقِ صِلَةً بَينَهُ وبَينَ عِبادِهِ ، فحَسْبُ أحَدِكُم أنْ يَتَمسّكَ بخُلقٍ مُتَّصِلٍ باللهِ)
تنبيه الخواطر: ج2، ص122. ميزان الحكمة: ج3، ص1082
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ):
(إنكم إن لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم )
رواه الصدوق - في العيون والامالى
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
( يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تذموا المسلمين وتتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته )
البحار ج16 ص189 عن الكافي ج2 / وقال الشيخ المجلسي:
التتبع: التطلب شيئا فشيئا في مهلة.
والعورة كل امر قبيح والمراد بتتبع الله سبحانه عورته منع لطفه وكشف ستره ومنع الملائكة عن ستر ذنوبه وعيوبه فهو يفتضح في السماء والارض ولو اهتم بإخفائها في بيته
وعن أمير المؤمنين عليه السلام:
(فَهَبْ أنّهُ لا ثَوابَ يُرجى ولا عِقابَ يُتَّقى، أفَتَزْهَدونَ في مَكارِمِ الأخْلاقِ)
غرر الحكم: 6278. ميزان الحكمة: ج3، ص1081، ح5060
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
(ثابِروا على اقْتِناءِ المَكارِمِ)
غرر الحكم: 4712. ميزان الحكمة: ج3، ص1079، ح5046.
وعن رفاعة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال:
في التوراة أربع مكتوبات وأربع إلى جانبهن:
من أصبح على الدنيا حزينا أصبح على الله ساخطا . ومن شكى مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه ، ومن أتى غنيا فتضعضع له لشئ يصيبه منه ذهب ثلثا دينه ، ومن دخل من هذه الامة النار ممن قرأ القرآن فهو ممن يتخذ آيات الله هزؤا، والاربعة إلى جانبهن:
كما تدين تدان ، ومن ملك استأثر، ومن لم يستشر يندم ، والفقر هو الموت الاكبر (البحار 17 ص 170 عن امالي الشيخ عن المفيد عن الكليني عن علي بن ابراهيم - رحمهم الله - مسندا عن رفاعة قال سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: اربع في التوراة وساق مثل ما في المتن).