وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
قال تعالى في محكم كتابه العزيز: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140
عندما اصدر سماحة السيد القائد مقتدى الصدر وثيقة العهد والمناصرة قدح في بالي الكتب التي ارسلت الى الامام الحسين عليه السلام من اهل الكوفة وما تضمنت من عهود ومواثيق للامام سلام الله عليه من قبيل قولهم (اقبل يا بن رسول الله فاننا لك سيوف مشرعة) وغيرها من العهود ، فكانت تلك صيحاتهم ومواثيقهم مجرد حبراً على ورق ولم يكن للجانب العملي لتطبيق ما وقـّعوا عليه أي مكان في نفوسهم ، وماذا كانت النتيجة ؟ كانت تخاذلهم عن الامام الحسين عليه السلام والتحاقهم بالمعسكر المعادي فاصبحوا يقولون (قلوبنا معك وسيوفنا عليك) وذلك هو الخسران المبين .
ومن عدالة الله سبحانه وتعالى ان يدخلنا بنفس الاختبار ولكن بصورة وعناوين وشخصيات اخرى وكلنا يعلم بأن حلقات وحوادث التاريخ مترابطة بعضها ببعض، فها هي وثيقة العهد والمناصرة بين أيدينا ، ويا ترى ما هو موقفنا تجاهها ؟ هل نوقع عليها وتكون مجرد حبر على ورق كما حدث مع اهل الكوفة والعياذ بالله؟ .
ام علينا السعي العملي الحثيث لتطبيق ما جاء فيها بكل ما أوتينا من قوة وهمة ونشاط وعدم الملل والكسل والغفلة ما استطعنا الى ذلك سبيلا.
وها هي صرخات الامام الحسين عليه السلام بالامس وهو يخاطب الناس بقوله( الا من ناصرا ينصرنا ) والذين ارسلوا الكتب يسمعونها ولا يحركون ساكن لانهم وكما اسلفت لم يطبقوا ما عاهدوا عليه بالتطبيق العملي ، واليوم صيحات السيد القائد تتعالى بيننا(وهي ما جاء في وثيقة العهد والمناصرة) بقوله: هل من ناصر فينصرنا ، فيوقع او يبصم على هذه الوثيقة . فعلينا الالتفات الى ذلك جيدا
واخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين