بني اسرائيل والبقرة

بني اسرائيل والبقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
((وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة...))(سورة البقرة/الآية67)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

من البديهي ان ذكر القصص في القرآن له عبر وحكم كثيرة ولكن ما اقل المعتبر!
ومن قصص القرآن قصة بني اسرائيل وذبح البقرة المليئة بالعبر والتي سوف يتم التطرق الى عبرة واحدة منها وهي:
عدم استثمار فرصة النجاة والحل مباشرة واستخدام المماطلة والتسويف مما يؤدي الى ضياع الحل اليسير والتحول الى الحلول الصعبة على النفس نتيجة تراكم الشوائب فيها
فبني اسرائيل ملزمين بذبح بقرة وكان بامكانهم ذبح اي بقرة وينتهي المطلب ولكن الانفس الامارة عند اكثرهم ابت الا الحل الصعب على نفوسهم وهو ذبح بقرة غالية الثمن ؟
وعند اجراء مراجعة سريعة لحالنا في العراق فالكل يتذكر قوال سيدنا محمد باقر الصدر(قدس):
لوكان اصبعي بعثيا لقطعته
فبالرغم من الم قطع الاصبع المصاب بالمرض الخبيث ولكنه هين بالمقارنة مع اهمية الحفاظ على باقي الجسم كاملا من جهة وسليم ومعافى من جهة اخرى
ولكننا لم ننفذ المطلب ووقع المحذور فكان الثمن باهظا ولازلنا الى اليوم نأن منه
وما اكثر الفرص والحلول التي منحنا اياها سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) ولكننا كذلك لم نستفد منها ونستثمرها الا بشكل ضئيل ونزر يسير!
واليوم ها هو سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) يمنح شعبه العراقي بكل اطيافه وقومياته واحزابه وتجمعاته... الفرصة تلو الفرصة للخروج من بحبوحة الفساد وظلم المفسدين وجور المستكبرين ...
ولكن مازال البعض متواني عن استثمار فرص النجاة وسبل الهداية لاسباب شتى يجمعها هوى النفس الامارة وسوء الظن بالله واليأس من رحمته...
علما ان الاصلاح قادم لامحالة باذن الله تعالى ، والله هو القائل:
(....أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )(سورة الانبياء/ الآية 105)
عليه لماذا يتواني البعض عن استثمار الفرص اليسيرة ليتحول الى الفرص العسيرة ، ولو كان الامر كذلك لكان اهون ولكن الادهى والامر ان البعض سوف يخسر فرص النجاة الى الابد، قال تعالى:
((فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ))(سورة الزمر/ الآية 15)