عبرة من حديث الصباح

بسم الله الرحمن الرحيم
في كل يوم وكالعادة نذهب الى العمل صباحاً تجوب بنا عربة النقل بين شوارع مدينتنا الجميلة بأهلها الطيبين المتعبين من اليأججة والمأججة الذين لو شربوا كل مال العراق والعالم لقالوا هل من مزيد ....
ونحن نقول هل من مغيث (( يا صاحب الزمان )) هكذا وتجمع بنا العربة من هنا وهناك تسوق بنا وكأننا نساق الى الموت من كثرة الازدحام والمفاجأت العبواتية مما يورث في بعض النفوس اليأس والحزن في ظل الغفلة التي
تعيش بها ومن هنا ترد على لسان الموجودين بعض الأسئلة وهي على بساطتها عند سائلها الا أنها تحتاج الى وقفة وتمعن .
ففي صباح هذا اليوم سأل سائل بعد تأففه من الأزدحام وهو منزعج : ما غاية خلقي : وسكت وأطرق برأسه فعم الصمت على الوجوه والتأثر وكأن البعض قد ورد عليه الأعتراض عليه سبحانه وتعالى . والشبهه قد أكتملت ....
فشق السكوت صوتاً طيباً هادراً يصدر من شاباً طيب وهو يقول .. غايته لا يدركها الا هو سبحانه . هون عليك يا أخي وقل لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم عسى الله أن يدفع عنا كل بلاء ..
فأصر الشاب السائل على سؤاله وقال بصوت منزعج يصحبه أدب قائلاً يا أخي إنا كل يوم نذهب الى العمل ثم الى البيت وتلاحقنا الأخبار المزعجة هنا وهناك . الهذا خلقنا ؟؟؟؟؟؟؟
فقال له الشاب المهون عليه أأجيبك على حد علمي وتسمع مني .. قال السائل نعم وأكون لك ممنون .. فقال الشاب المجيب فأسمع وأفهم يا أخي الغالي أن غاية خلق الله للخلق على حد علمي تبدأ بحديث الكنز ..
قال السائل بصوت يفهم من نبرته أنه غير منزعج .. وما حديث الكنز ؟؟
فقال الشاب المجيب : قال الله في حديث قدسي يصف إرادته للخلق فيه (كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف ) هذا أولاً .. وفي كتابه الكريم يقول {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 وهنا قول للأمام الحسين عليه السلام يقول فيه ليعبدون أي ليعرفون ... هذا ثانياً فكان ميزان العبادة هو المعرفة الحقة التي يريدها الله سبحانه وتعالى كما يقول الأمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة ((الهي علمت بأختلاف الآثار وتنقلات الأطوار أن مرادك مني أن تتعرف الي في كل شيء حتى لا أجهلك في شيء ) وأهم ما تريد أن تعرف هو أن تميز في عبادتك هو كيف تميز حكمة الله من خلقك وتفهم تكليفك الذي يريده الله لك ورأس وهرم هذا التكليف هو معرفة خليفة الله في أرضه وطاعته حتى قال رسول الله صلى الله عليه وآله من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية وليس بالغريب عنك قصة أبليس في عدم سجوده لخليفة الله حتى تم طرده من رحمة الله مع ما كانت له من منزلة تميزه عن غيره من الملائكة في العبادة .
هذا ونفهم من حديث الكساء من كلام الله عز وجل حين يقول إني ما خلقت سماء مبنية ولا أرض مدحية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئاً ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري الا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء ) وهم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها عليهم السلام وهنا بنوها يشمل كل الأئمة من ولدها حتى القائم عليهم السلام كما صرح فيه سيد الرسل في أحاديث كثيرة ومستفيضة يرويها جميع المسلمين بطرق شتى ومن هذا نعرف أن غاية خلقك يا أخي الحبيب هو أن تعرف تكليفك مع إمامك الثاني عشر من ولد فاطمة وهو الحجة بن الحسن المنتظر صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين فأنه يمثل وجه الارادة التي يريدها الله جل جلاله من هذا الخلق فأعرف سبيله وأعلم أن كل الذي يحصل في هذه الأيام من بلاءات متراكمة هو لتنفير الناس عن طريق الحق الذي لا يتحمله الا عبدا مؤمن أمتحن الله قلبه للأيمان فأصبر وهون عليك عسى أن يكون الفرج قريب إن شاءالله ....
فقال الشاب السائل بصوت مهذب ورقيق أحسنت يا أخي وبارك الله فيك
وصرح آخر قائلا نحن نقضي أغلب الوقت هباءاً منثورا من غير أن نستفيد فلماذا لا نطرح سؤالاً صباح كل يوم أو في أغلب الأيام .... فكان جواب أغلب الحاضرين بصوت صارخ يصحب معه فرحة تبدوا على الوجوه نعم نعم نعم بارك الله فيكم ..
ومن حديث الصباح نستودعكم هذا اليوم عسى أن نلتقي معكم في صباح آخر إن شاءالله

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً جزيلاً

موفقين بحق محمد وال محمد

تقبلوا مروري المتواضع

بوركت أخي أبو فاطمة على هذه الكلمات المعبرة
وحقا أخي فلو أن كل فرد منا عرف تكليفه الشرعي لهانت عليه الأمور كلها
ولو أن كل فرد منا تقبل النصيحة وأذعن لكلام الحق
لنزلت علينا بركات السماء

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
ونسأل الله أن يعرفنا الحق حقا فنتبعه والباطل باطلا فنجتنبه
نعم أخي أن البلاءات التي تمر على شعبنا المظلوم يمكن تعريفها بضريبة التكامل والرقي
فنحن بلد الأمام المهدي وعاصمته العالمية وعلينا الصبر والتحمل والأستعداد
لأستقبال المنقذ العالمي ولنا الشرف في ذلك

اللهم صل على محمد وعلى وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اتذكر كلمة للسيد الشهيد محمد الصدر قدس سره ما مضمونه يقول فيها(مو اعتباطاً تنولد بالعراق)
وهذه دلالة واضحة على ما يمر العراق به من بلاءات واختبارات والتي يجب على كل فرد تجاوزها بنجاح حتى يمكنه المساهمة في تحقيق دولة العدل المطلق
وفقنا الله واياكم الى ذلك ببركة الصلاة على محمد وال محمد
الاخ الغالي ابو فاطمة كلمات غاية في الروعة ،والمعبرة في نفس الوقت