مواقف الأمس ، نواة الحاضر

الملف الشخصي · 16-04-2016, 08:42 AM

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

قبل أعوامٍ خلت ... وفي أيام أبرم فيها رمز الفساد وراعيه ، إتفاقية مع أسياده الذين وضع أكاليل الورود على قبور قتلى لهم ، عاثوا في بلد المقدسات فساداً ، مستهتراً بدماء المقاومين الشرفاء ، مستهزءً بمشاعر شعبٍ إختاره الله لنصرة وليه ، أعدّه الأولياء ليكون النواة والمنطلق لتحرير العالم . إتفاقية أسماها بالإتفاقية الأمنية ، أراد المحتل من خلالها إملاء شروطه على ذنبه الفاسد قبل أن يسحب قواته مرغماً من أرض العراق بفضل جهاد الشرفاء المقاومين ودماء الشهداء الطاهرين .
وحينما أرجع بذكرياتي الى تلك الحقبة تكاد تكون الأحداث حاضرة بين يديّ وأنا أرى ممثل الشعب ، رمز المقاومة والإصلاح السيد القائد مقتدى العز والشرف ، يقف وحيداً مع من تبعه لرفض هذه الإتفاقية منزوعة الشرف والعفة ، فعبّرت القاعدة الشعبية لهذا القائد العظيم عن رفضها بالتظاهرات المليونية ، وعبّر نواب الخط الصدري عن رفضهم من خلال الإحتجاجات داخل قبة البرلمان ، حتى أن الإعلام الفاحش والفروج اللبقة ، وصفوهم بأنهم لايفقهون من الثقافة شيئا ، وإن هذا الإسلوب ليس أسلوباً حضارياً ، وحاولوا النيل من ذلك الرفض الوطني ،
ولكن ماكان لله ينمو ، وبقدر ماكان ذلك الموقف يراه جمع كبير من أبناء الشعب العراقي أمراً مستهجناً ونشازاً ضناً منهم أن هذه الإتفاقية سوف تخرج قوات الإحتلال من العراق وليس الدماء الطاهرة الزكية التي سالت على أرض المقدسات ، لكنه كان إنسحاباً صورياً كما وصفه بقية آل الصدر ،

بقي الشيطان الأكبرالمتمثل بالثالوث المشؤوم يحرك أدواته عن بعد متحكماً بمصير أبناء هذا الشعب المظلوم ، لكننا اليوم نرى شعباً عَبَر شوطاً من التكامل لما رآه من البلاءات المكثفة طيلة تلك السنين على يد حكومة منزوعة السيادة والإرادة ، فأصبح يرى اليوم عكس مارآه بالأمس ، فما كان يراه مستهجناً ونشازاً يراه اليوم موقفاً وطنياً يستحق الدعم والإسناد ،
فحمداً لله على نعَمه التي لاتعد ولاتحصى ، وشكراً لك من الله وليس من الشعب ياصاحب الخيمة الخضراء والطلعة الغراء يامن فديت الشعب بنفسك فكنت بجدارة ممثل الشعب الحقيقي ، هنيئاً هنيئاً لشعبٍ أنت تمثله .

والحمد لله رب العالمين