قتل حجة الله الباطنة تؤدي الى قتل حجة الله الظاهرة

قال الامام موسى الكاظم عليه السلام(اصول الكافي/ للشيخ الكليني : 1/16 ـ 1/25):
(أن لله على الناس حجتين حجّة ظاهرة وحجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة وأما الباطنة فالعقول).
من المعلوم ان الفرد حينما ينوي ارتكاب اي فعل قبيح ، فانه سوف يواجه بالاعتراض من قبل عقله وهذا الاعتراض يختلف شدة وضعفا باختلاف الافراد ، والبعض من الافراد ونتيجة انزعاجه من كثرة اعتراضات عقله يقوم بجريمة سجنه لكي يفلت من سماع حالات الرفض والتوبيخ المتكررة ، بحجة التمتع بارتكاب الفعل القبيح ، وقد يصل البعض ونتيجة الافراط في ارتكاب الذنوب والموبقات الى مرحلة خطيرة ، حيث يقرر حينها ارتكاب جريمة قتل عقله اي قتل حجة الله الباطنة
وهذا له عواقب وخيمة والتي منها:
عدم سماع صوت الحق من المصلحين كائنا من كانوا ، وهذا بدوره يؤدي الى السقوط في وادي الهاوية السحيقة حيث يصل الفرد وفي اغلب الاحيان الى جريمة قتل المصلح الانساني ، أي قتل حجة الله الظاهرة ، في نفسه وفي اسرته وفي مجتمعه
اي ارتكابه لجريمة قتل القائد المصلح معنويا حيث يبدأ بتلفيق التهم ضده وتزوير الحقائق وبث الاشاعات عليه ، ومثل هذا الفرد لو وجد طريقا لقتل شخص القائد المصلح وتصفية جسده المبارك لما توانى في ذلك طرفة عين ابدا ، لماذا؟
لأنه اصبح اداة طيعة كليا بيد نفسه الامارة والطواغيت ومن كان على شاكلتهم ، والامثلة حول ذلك كثيرة وعلى طول خط البشرية من الذين وصلوا الى مرحلة عدم تحمل وجود حجة الله الظاهرة حتى وان كان في قبضة سجنهم كما يتصورون باوهامهم ، ولذلك يعمدون الى ارتكاب جريمة قتله ، بل والتشفي بطريقة القتل الدالة على بشاعة ما وصلوا اليه من تسافل ، وهذا مؤشر خطير جدا يجب الالتفات اليه بجد
لذلك يجب الابتعاد كليا عن ارتكاب جريمة سجن عقولنا حينما تحذرنا من سلوك طريق الفاسدين وتنهانا عن ارتكاب موبقاتهم وقبائحهم، بل ويجب الالتفات اليها حينما تدعونا الى سلوك طريق الاصلاح والمصلحين ويجب ان نسعى بتغذيتها بفيض المعرفة ، من اجل زيادة الوعي ؛ لكي تقترتب حجة الله الباطنة وهي عقولنا من حجة الله الظاهرة وهي القائد المصلح ، حينها سوف نفوز بالفلاح والنجاح وذلك لاننا سرنا في طريق الرقي والتكامل الانساني .

احسنتم وجزاكم الله تعالى خيرا