![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم في ( قرية ) ولد فيها ( أبو الأنبياء ) : ابراهيم الخليل عليه السلام في قرية اتخذها ( سيد الأوصياء ) عاصمة له في قرية اتخذها المعصومون سكناً لهم في قرية كانت مدفناً للمعصومين . في قرية كانت مدفناً للأولياء في قرية كانت منبعاً للأولياء في قرية كانت فيضاً للشهداء في قرية كانت مهداً للعلم والعلماء في قرية كانت يأتيها رزقها رغداً من كل مكان تلك القرية نقص عليك نبأها بكل صدق وعدل فتلك القرية كفرت بأنعم الله . . فأذاقها الله لباس الجوع والخوف . نعم ، أذاقها لباس الخوف والجوع . . فضربت بحصار لأعوام طوال فصار غنيها فقيراً وفقيرها معدماً بعد أن ألبسها لباس الخوف من ( الهدّام ) وجلاوزته العفالقة الأنجاس . نعم ، تلك القرية قد أنزل الله عليها ( رجزاً ) من السماء ، والرجز : الاضطراب المتتالي كتوالي خطوات البعير الضعيفة ، كما ورد في كتب اللغة . توالت عليها الاضطرابات والبلاءات من السماء بما كانوا يصنعون وبما كانوا عن آياته يصدفون ، فما كان الله ليعذب قرية وهم يستغفرون . . . فلو أنهم استغفروا الله لوجدوا الله غفوراً رحيماً . تلك القرية التي توالت عليها الاضطرابات في السنين الماضية ، قد ابتلاها الله : ( بالطاغية ) : الدكتاتور الهدام وجلاوزته كما أشرنا إليه قبل قليل . ثم ابتلاها ( بالقارعة ) : أي حرب الثمان سنوات التي ذهب خلالها ما لا يقل عن مليون قتيل وشهيد . ثم ابتلاها الله ( بالمجاعة ) : وهو الحصار الاقتصادي العالمي ضد العراق الذي حصد آلاف الأرواح بسبب الجوع والفقر والأمراض . وقبل ذلك ابتلاها الله سبحانه وتعالى : ( ودمدم ) عليهم ربهم بحرب أخرى وهي حرب الخليج أو حرب احتلال الجارة الكويت ، والتي تبنتها أمريكا ومن لفّ لفّها ضد الشعب العراقي المظلوم بحجة الدكتاتور وقد بدأت تدريجياً من خلال قصف ممنهج والى حين سقوط الهدام ونظامه البائد . بعد أن تعدّت أياديه القذرة بقتل سيدنا الصدر الأول وولينا الصدر الثاني تقدست أرواحهم الزكية وكثير من العلماء الأعلام . . وهو بمثابة بلاء آخر للشعب إذ سلبهم أولياء نعمتهم وعلمهم وباب رحمته منهم . ولم تك نهاية الدكتاتور بداية لتفهم أهل تلك القرية بل بدّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فابتلاهم الله ( باحتلال ) آثم خضع له من خضع ولا سيما كبارهم . فابتلاهم بحروب داخلية وصدامات من هنا وهناك طائفية تارة وأهلية أخرى . فما استكانوا وما أذعنوا بل ظلوا على غفلتهم وازدادوا عتوّاً ونفوراً . . فابتلاهم الله بدكتاتور آخر عن طريق ما يسمونه ( بالديمقراطية ) . أي حينما استخلفهم وجعلهم خللائف في الأرض لينظر ماذا يفعلون . . أفسدوا في الأرض وجعلوا أهلها شيعاً وأخذت خلافاتهم وفسادهم يكون معلناً على رؤوس الأشهاد في العالم كله . وفي خضم الاحتلال ومناهضة الفساد من بعض الثلة المؤمنة خرجت أصوات وبنادق تنتقد صوت المقاومة والإصلاح وتقصيهم وتعتقلهم وتقتلهم وتستضعفهم . . . وكأني بفرعون آخر يعود ، فاستخف قومه فأطاعوه فويل لهم مما يفعلون ، وفي ما بعد تعالت أصوات الانفتاح والتحرر والفسق والإلحاد بسبب أفعال الثلة التي تدّعي الدين والتديّن ، فثارت ضدهم . . إلّا إن ثورتهم وبسبب بعض المندسين قد انحرفت واستعانت بالظالم - وهي محرمة ولو على الظالم والفاسد - وازدادت موبقاتهم وآثامهم فكانوا كقوم لوط مرة وكأقوام إشاعة الفواحش مرة أخرى . فأنزل الله تعالى عليهم مخلوقاً صغيراً لا يُرى بالعين المجردة . . فانتشر بينهم ( الوباء ) ، وصاروا في ( ديارهم جاثمين ) . وبعضهم ( أخذتهم الرجفة ) وآخرون أن ( لا مساس ) بينهم لكي لا تنتقل العدوى بينهم . . فصار أخف أمراضهم أشدّها عليهم فكاد أن يحصد الأرواح . . . ولكن هذه المرّة بات البلاء عالمياً فأغلقت مصانعهم واضمحلت أموالهم فكان ( نقصاً بالأموال ) و ( نقصاً بالأنفس ) وشحة ( بالثمرات ) وبشر الصابرين . وتقطعت بهم السبل والطرق وصار العالم من ( قرية صغيرة ) الى ( قرى متفرقة ) يخاف بعضهم بعضاً ويبعد بعضها بعضاً ، فما نفعتهم أموالهم ولا علومهم ولا مراكزهم شيئاً ولا هم يحزنون . . . أفلا يعقلون ؟ ! . . أفلا يبصرون ؟ ! . . أفلا يتقون ؟ ! . . أفلا يتذكرون ؟ ! . . أفلا يتعظون ؟ . . نعم ، اتعظ بعضهم ولجأ الى الدعاء والذكر ، لكن البعض الآخر نادوا بإغلاق دور العبادة والمراقد والمساجد والكنائس التي كانوا يستعينون بها سابقاً على دينهم ودنياهم فهم خائنون. أما البعض الآخر فإنني أتصور أنهم كالذين حينما نجوا من البحر نسوا الله وتناسوه عن علم وعمد او عن غفلة لانغماسهم في الدنيا . نعم ، هي ليس أول قرية ولا أخرها ، إلّا أنّ بعض القرى كان فيها ( ماء معين ) : كان فيها ولي أو نبي أو مرسل أو ولي أو ما شاكل ذلك . . . يعودون اليه ويؤوبون اليه بعد الله والى الله ليدعوا لهم بزوال البلاء . . . أما تلك القرية فلا ناصر لها ولا معين . . . فحتى مراقدهم باتت مخيفة أو مغلقة . . . وصاروا بعيدين عن ( إمامهم الغائب ) الذي يطّلع عن كثب على أفعالهم واعمالهم بفضل من الله تعالى وبركاته . نعم ، هم لم يستغيثوا بالله بل ظلوا ينتظرون أمريكا ودواءها الذي يقضي على ( الفايروس ) الصغير ، متعلقين بالأسباب تاركين مسبب الأسباب جلّ جلاله وعلا مكانه . وآخرون لا يذعنون بالوباء كبلاء سماوي ويقولون أنه من عند أعداء الله ، متناسين ما ورد : ( الظالم جندي أنتقم به وأنتقم منه ) وكلاهما حدث وما زال يحدث . فاتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة واتقوا الله لعلكم تفلحون . . . نعم ، فتنة لا تصيبن الذين ظلموا خاصة ، فتلك الفتنة : ( الوباء ) أول من أوائل القرى التي أصيبت به وانتشر فيها هي : ( ايران ) و ( العراق ) وهذا دل على انّ البلاء بلاء لخواصه ولا يصيب من هم لا يؤمنون به من أصحاب الأديان غير السماوية أو من الظالمين أو المنحرفين أو ( الملحدين ) به جل جلاله . مضافاً الى قرينة أخرى ، وهي أنّ أول إصابة في ايران كانت في ( قم ) وأول إصابة معلنة في العراق كانت في ( النجف الأشرف ) وهذه قرينة أخرى انها فتنة يراد بها إرجاع ( أهل الله ) الى ( الله ) وكما في الآية الشريفة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ) . وما إصابة القرى الأخرى بمناقض لما أقول ، بل هو زيادة في التذكير وللإسراع في الرجوع الى الله تعالى في كل الأمور وكفانا غفلة وتغافلاً . وقد يرد بعد ذلك كله سؤال مهم جداً : هل يا ترى هذه ( القرية ) هي : ( القرية الظالم أهلها ) ؟ ؟ ؟ ! ! . . . أم لا ؟ والجواب : موكول للقارئ اللبيب . . أو الى ما يؤول اليه الأمر في المستقبل القريب أو البعيد . . والله ولي التوفيق على أن يجعلها مناراً لقرى الإصلاح والهدى والطاعة والإيمان . الداعي لكم مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |